«أنت مناخير وركبوا عليها بنى آدم».. هكذا داعبت أم كلثوم «شرفنطح»
شرفنطح أو محمد كمال المصري، والذي تحل اليوم ذكري ميلاده الـ136، حيث ولد في مثل هذا اليوم من العام 1886 بحارة مامس، المتفرعة من شارع محمد علي، قِبلة أهل الفن والطرب في مطلع القرن العشرين.
كان والد «شرفنطح» أستاذًا بالأزهر، وقد ألحق ابنه محمد كمال المصري بكتاب في درب سعادة، حيث تعلم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ بعضًا من القرآن الكريم، وعندما بلغ العاشرة من عمره أدخله والده في مدرسة بالحلمية، حيث كان مدرس اللغة العربية صديقًا حميمًا لـ«محمود مراد»، وهو أول من أدخل التمثيل والفرق التمثيلية في المدارس.
وكانت أول مدرسة كونت فيها فرقة للتمثيل هي المدرسة الخديوية، بينما كانت المدرسة الثانية، هي مدرسة الحلمية حيث يدرس «شرفنطح» محمد كمال المصري.
مدرس اللغة العربية أول من أدخل «شرفنطح» عالم التمثيل
كان مدرس اللغة العربية بمدرسة الحلمية يشرف على الفرقة التمثيلية بالمدرسة، وقد رغب «شرفنطح» محمد كمال المصري، الاشتراك في الفرقة وقد رحب بهذه الفكرة وتحمس لها، حيث سطعت هوايته الفنية وبرز في الأدوار التي أسندت إليه، وكان أول دور مثله في حفل المدرسة السنوي من خلال فريق التمثيل بالمدرسة، دور ماسح أحذية، واستطاع بأدائه لهذا الدور أن يلفت إليه الأنظار ويهتم بالتمثيل ويهمل دراسته.
كان «شرفنطح» محمد كمال المصري، يجيد غناء وتمثيل الشيخ سلامة حجازي في عدد كبير من رواياته، حتى إنه حاول أن يكون فرقة فنية وجمع لها عددًا من زملائه محاولين تقديم بعض مشاهد من مسرحيات رورايات الشيخ سلامة حجازي.
مرحلة احتراف «شرفنطح» محمد كمال المصري للفن
لم يستطع «شرفنطح» محمد كمال المصري احتراف الفن في القاهرة مع وجود والده الأستاذ بالأزهر فيها، فما كان منه إلا أنه هرب إلى الإسكندرية، حيث التحق بالعمل في فرقة «عبدالقادر سليمان»، والطريف أنه كان يقوم بدور الفتى الأول في عروض الفرقة، خاصة الأدوار الغرامية، ثم تحول بعد ذلك إلى أداء بعض الأدوار الفكاهية.
عاد «شرفنطح» محمد كمال المصري إلى القاهرة، حيث انضم إلى فرقة نجيب الريحاني، وكان أول دور أسند إليه في الفرقة دور «الشاويش عوكل»، وقد أداه ببراعة مما دفع الريحاني وخيري أن يرسما لـ«شرفنطح» محمد كمال المصري دور يستغل فيه مواهبه الفنية.
بدأت علاقة «شرفنطح» محمد كمال المصري بالسينما في العام 1930 عندما قدم أول فيلم من بطولته باسم «مخزن العشاق»، وبعدها صار قاسمًا مشتركًا في معظم الأفلام الكوميدية التي أنتجت من سنة 1935 إلى سنة 1958، وبلغ عدد الأفلام التي قدمها على شاشة السينما 112 فيلمًا، بما في ذلك الأفلام التي شارك فيها الفنان نجيب الريحاني.
بالرغم من أن «شرفنطح» محمد كمال المصري كان ميسور الحال ويكسب جيدًا من عمله في المسرح والسينما، إلا أنه رفض ترك منزله في حارة «مامس» بشارع محمد علي، والذي قضي فيه ثلاثين عامًا من عمره، إلى أن تهدم البيت ونجا بأعجوبة، فاضطر إلى أن ينتقل لسكن آخر، وكان من المعروف عنه أن كل ثروته يجمعها ويضعها في حزام يلفه حول بطنه لا يخلعه إلا وقت النوم.
«أنت مناخير وركبوا عليها بني آدم».. هكذا داعبت أم كلثوم «شرفنطح»
كان «شرفنطح» محمد كمال المصري، ذا صوت مميز لا يستطيع أحد تقليده أو مجاراته، وكان صاحب أنف كبير، هذا الأنف الذي كان مصدرًا لكثير من الدعابات التي كان يطلقها عليه زملاؤه وزميلاته في الوسط الفني، ولعل أشهر هذه الدعابات تلك التي قالتها له كوكب الشرق أم كلثوم، عندما كان يعمل معها في فيلم «فاطمة»، وقالت له: «أنت مناخير وركبوا عليها بني آدم»، كما عرف عنه حرصه الشديد بل وصفه البعض الآخر من زملائه بأنه كان شديد البخل.