استراتيجية مصر الثقافية: ماذا قال جابر عصفور فى وصيته الأخيرة؟
فى إطار ما تبذله الحكومة حاليًا من جهد فى طرح رؤية استراتيجية للتنمية المستدامة - مصر 2030، صدر عن سلسلة كتاب اليوم الثقافية عدد جديد "وصية جابر عصفور" كتبه 61 من صفوة عقول مصر ومثقفيها، بعضهم وزراء سابقون، وبعضهم غادر الحياة، قاد هذا الفريق الذى عمل بإخلاص وتجرد التنويرى الكبير الراحل جابر عصفور وقت أن كان وزيرًا للثقافة طرحوا فيه خطة استراتيجية ثقافية متكاملة بالتنسيق مع كافة الوزارات والهيئات ومنظمات المجتمع المدنى المعنية بالشأن الثقافى العام، على اعتبار أن النهوض بالشأن الثقافى فى مصر لم يعد حكرًا على وزارة الثقافة، إنما أصبح يمثل عبئًا ومسئولية مشتركة بين كافة أجهزة الدولة والمجتمع المدنى المعنى بالشأن الثقافى العام على السواء.
في هذا الكتاب حاول المشاركون وضع رؤية متكاملة للمنظومة الثقافية بمشاركة 16 وزارة وخمسة مجالس قومية وأكثر من 55 جمعية ومؤسسة ثقافية وجماعة ثقافية لتكون موضع التنفيذ، تقييم الوضع الراهن لوزارة الثقافة بجوانب قوتها وضعفها والفرص المتاحة أمامها والتحديات والتهديدات التى تتعرض لها، والاستماع لآراء كثير من المهمومين بالعمل الثقافى والفنى فى مصر، وأن نستلهم من كل الأفكار ما يمكن أن يمثل وثيقة ممكن التوافق حولها مجتمعيًا للنهوض بالعمل الثقافى فى مصر.
الهدف من هذه الرؤية صياغة مشروع ثقافي جديدة نحو مستقبل أفضل لمصر ككل، لضمان تمكين المواطن المصرى من حقه فى الحصول على المعرفة والاستمتاع بالفنون والارتقاء بالأذواق، وتحسين نوعية الحياة والتعبيرعن التنوع الثقافى وإطلاق حرية الإبداع المسئولة لكل المواهب والطاقات الإبداعية للمصري دون أى قيود.
وقال الكاتب الصحفي علاء عبدالهادي، رئيس تحرير كتاب اليوم، إنه لا خلاف بين الفرقاء على أن التراجع الثقافى أصبح أمرًا واقعًا، لكن الخلاف فى تحديد الأسباب وبناء عليه فى تحديد نقطة البداية للإصلاح.
من هنا تأتى أهمية هذا الكتاب الذى بين أيدينا والذى قررنا فى "كتاب اليوم" الخروج به للنور، لأهمية ما جاء به، فى هذا التوقيت الحساس والمهم فى تاريخ مصر مع انطلاق جلسات الحوار الوطنى، وبالتأكيد ستكون "الثقافة" بمفهومها الصحيح حاضرة، ولن يجد القائمون على إدارة الحوار الوطنى أفضل ولا أدق من محتوى أمين رصين راصد للواقع الثقافى، ومحدد للحلول، حيث وجد أن من أولى مهامه فى رحلته فى المنصب التى كان على يقين أنها قصيرة، أن يحدد نقطة البداية، ويحدد الخريطة التى نسير عليها لكى تستعيد مصر عافيتها ثقافيًا.