سر الـ11 دقيقة.. أول سائحة فضاء مصرية: سنلهم الأجيال المقبلة
في عام 2022، اختارت مؤسسىة Space For Humanity (منظمة غير ربحية تتمثل مهمتها في توسيع الوصول إلى الفضاء لجميع البشرية) المهندسة المصرية سارة صبري، لتكون أول مصرية تصعد إلى الفضاء، برفقة ستة من أفراد الطاقم الذين سينطلقون في رحلة الفضاء البشرية السادسة لشركة Blue Origin.
ووفقًا للشركة، فإن البعثة المسماة (New Shepard 22) تعتمد على التحول المعرفي في الوعي الذي يحدث عندما ينظر الإنسان إلى الأسفل من الفضاء، وسيتم الإعلان عن موعد إطلاق المهمة قريبًا.
على مدار الساعات الماضية، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي حول أول سيدة مصرية تصعد إلى الفضاء، كثيرًا من حفزها على تلك الخطوة، وكثيرًا أيضًا من انتقدها كونها ليست رائدة فضاء بالمعنى الحقيقي.
«الدستور» تواصلت مع المهندسة المصرية سارة صبري، لتكشف كواليس اختيارها للانضمام إلى الرحلة، وأيضًا توضيح ردها على الانتقادات التي واجهتها منذ إعلان خبر صعودها إلى الفضاء.
من هي الفتاة المصرية؟
سارة صبري، مهندسة ميكانيكية وطبية حيوية، تبلغ من العمر 29 عامًا، وتمتد مجموعة خبراتها الواسعة من الميكاترونكس والجراحة الروبوتية إلى تطوير الخلايا الجذعية، وتشغل منصب الرئيس التنفيذي ومؤسس مبادرة (Deep Space)، وهي شركة غير ربحية تهدف إلى زيادة إمكانية الوصول وفرص أبحاث الفضاء.
حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية عام 2016 من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مع تخصص في الميكاترونيكس، بالإضافة إلى تخصص ثانوي في علم الأحياء والكيمياء وPreMed، وفي عام 2020، حصلت على درجة الماجستير في الهندسة الطبية الحيوية من بوليتكنيكو دى ميلانو في إيطاليا.
تساعد سارة وكالة الفضاء المصرية في عدد من المشاريع المثيرة التي سيتم الإعلان عنها قريبًا، بما في ذلك بناء أول محطة بحث تناظرية في إفريقيا، وكانت قائد فريق النقل على القمر ضمن مجموعة التجارة والاقتصاد القمرية التابعة لجمعية قرية القمر، ومستشارًا خارجيًا لشركة PoliSpace، وباحثًا مستقلاً فيBiofrequency Analytics، ومدرس مساعد للعوامل البشرية في جامعة المريخ.
تقول سارة إنها تقدمت للحجز بالرحلة السياحية التي تنظمها شركة Blue Origin، وفوجئت أن أحد الرعاة قد دفع لها مبلغ الرحلة، لتكون أول سيدة مصرية تصعد إلى الفضاء، آملة أن يكون ذلك دافعًا قويًا للمصريين الراغبين في خوض هذه التجربة، وأيضًا تشجيع المهتمين بعلوم الفضاء.
أعضاء الرحلة
يضم أول طاقم كوبي كوتن، أحد المؤسسين الخمسة لقناة YouTube الشهيرة Dude Perfect (تضم 58 مليون مشترك)، الذي تم اختياره بالتصويت ليكون جزءًا من المهمة بهدف تحقيق اللامركزية في السفر إلى الفضاء.
العضو الثاني هو رجل الأعمال البرتغالي ماريو فيريرا، الذي تم تكريمه من قبل رئيس البرتغال خورخي سامبايو، بلقب "Comendador" في عام 2003، ويشغل حاليًا منصب رئيس مجموعة Pluris Investments، والتي تضم أكثر من 40 شركة في السياحة والإعلام والعقارات والتأمين والطاقة المتجددة.
أما العضوة الثالثة فهي سارة صبري، التي ستصبح أول مصرية تزور الفضاء الخارجي، وكانت أيضًا أول رائدة فضاء تناظرية في مصر في عام 2021، وذلك بعد أن أكملت مهمة محاكاة القمر لمدة أسبوعين في محطة أبحاث LunAres في بولندا.
رابع أفراد الطاقم هي فانيسا أوبراين، المستكشفة البريطانية الأمريكية التي من المقرر أن تسجل رقمًا قياسيًا في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بعد عبور خط كارمان (حدود الفضاء على بعد 100 كيلومتر من سطح الأرض).
الراكبان الآخران هما كلينت كيلي الثالث وستيف يونغ، كان أدار كيلي برامج البحث والتكنولوجيا التي تركز بشكل أساسي على علوم الكمبيوتر والروبوتات وقام بتصوير الحياة البرية في كل قارة مع زوجته، أما يونغ فهو الرئيس التنفيذي السابق لشركة Young's Communications LLC Y-CO، ومرتبط حاليًا بجمعية الحفاظ على السواحل الفضائية (CCA).
نظرة عامة
عبرت سارة عن اهتمامها الكبير بعلوم الفضاء، مشيرة إلى أن الرحلة الفضائية ليست من أجل إجراء مواد بحثية حول الفضاء، وستكون مدتها 11 دقيقة فقط، بهدف تجربة تأثير النظرة العامة، وتأثير المخ حين ننظر إلى الأرض من الفضاء، حيث تتم رؤية الأرض على أنها كائن واحد ولا ترى الخطوط التي تفصل بين البلدان.
ومن بين آلاف الأشخاص المتقدمين للرحلة الفضائية، كانت سارة لها نصيب من الفوز بالمسابقة، والسبب في ذلك هو سيرتها الذاتية المثمرة حول علوم الفضاء التي أقنعت الرعاة بدفع مبلغ الرحلة الذي يصل إلى ملايين الجنيهات، حتى تكتشف نفسها بالأعلى، وتعود إلى الأرض مرة أخرى لتنقل تجربتها المشوقة.
وتابعت: «يتم إجراء فحوصات طبية عدة لنا قبل الصعود إلى الفضاء، للتأكد من مدى تحمل أجسادنا لهذه التجربة، كما نخضع لتدريبات مخصصة في كيفية تعامل الجسم مع تأثيرات جو الفضاء، والهدف الرئيسي من الرحلة هو إلهام الأجيال المقبلة لمتابعة وظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لصالح الأرض».
تشغل سارة حاليًا منصب نائب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة تكنولوجية ناشئة في برلين، تعمل على تطبيقات الهاتف المحمول بتقنية الواقع المعزز، وخلال فترة دراستها في مصر، عملت سارة كمدربة يوجا، ومدربة كروس فيت، وأمضت بعض الوقت في ممارسة فنون القتال المختلطة في عام 2016.
سافرت أيضًا في جميع أنحاء إفريقيا للعمل التطوعي في مدارس ومنظمات مختلفة، بما في ذلك مركز تمكين المرأة في أوغندا، فهي شغوفة للغاية بمحيطاتنا، وقد أمضت ستة أسابيع في مدغشقر كمحافظة على البيئة البحرية.