المصريون القدماء أبرز مثال.. كيف واجهت مصر تغيرات المناخ قبل آلاف السنين؟
أكد موقع "ستاف" النيوزيلندي، أن المدن في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة واجهت موجات شديدة الحرارة، الأسبوع الماضي، ليتساءل الخبراء: هل هذا هو الوضع الطبيعي الجديد؟، هل ستتميز فصول الصيف الشمالية المستقبلية بموجات حر قاتلة تشعل الحرائق وتلحق الدمار بالبنية التحتية وتقتل الآلاف من الناس؟.
وتابع أن العلماء ليس لديهم إجابات دقيقة، لكنهم حذروا منذ فترة طويلة من أن تكرار الجفاف والفيضانات وحرائق الغابات والعواصف سيؤدي إلى حدوث فوضى في أجزاء كثيرة من العالم، لذا من المفترض أن تؤدي درجات الحرارة القياسية في الأسبوع الماضي إلى إشعال النار في ظل تجاهل زعماء العالم تعهداتهم بخفض الانبعاثات.
وأضاف أنه في عام 2020، شهد جزء من نيوزيلندا 61 يومًا من الجفاف على التوالي، بالنسبة للكثيرين كان الأمر مدمرًا.
كيف واجهت الحضارات القديمة تغيرات المناخ؟
وأشار إلى أنه سيتعين على العالم أن يسير على خطى بعض الحضارات العظيمة في العصور القديمة والتكيف مع تغير المناخ، وبالحكم على سجلهم الحافل لن يكون الأمر سهلاً، لكن يمكننا تجاوزه.
وتابع الموقع أن ورقة بحثية نُشرت الأسبوع الماضي استخدمت السجلات التاريخية، وفحوصات الرفات البشرية، ومؤشرات ظروف الجفاف لتجميع ما حدث في مايابان، العاصمة السياسية للمايا في شبه جزيرة يوكاتان، عندما ضربت سلسلة من موجات الجفاف المنطقة قبل 600 عام.
وخلص الباحثون إلى أن "مصادر البيانات المتعددة تشير إلى أن الصراع الأهلي زاد بشكل كبير، حيث ربط الفتنة في المدينة بظروف الجفاف بين 1400 و1450 م".
وأشار إلى أنه من المحتمل أن يؤدي تقليل هطول الأمطار إلى الضغط على إنتاج الغذاء وتعطيل طرق التجارة مما أثار اضطرابات مدنية واضطراب سياسي، وانهار كل شيء بسرعة نسبيًا، مع تخلي المايا في نهاية المطاف عن مايابان، التي تجذب أطلالها السياح من جميع أنحاء العالم اليوم.
هل أثرت تغيرات المناخ على المملكة القديمة فى مصر؟
وأكد الموقع أن مقارنات مماثلة للسجلات التاريخية والعينات البيئية كشفت كيف تزامن انهيار المملكة القديمة في مصر مع فترة من الطقس الجاف الذي قلل من الفيضانات الصيفية لنهر النيل حوالي 2200 قبل الميلاد، مما قلل من غلة المحاصيل.
وتابع أن فترات الجفاف لم تكن السبب الوحيد في انهيار المملكة القديمة، ولكن الاضطراب في الاقتصاد والتوازن السياسي كانا مدمرين، ومع ذلك، نهضت مصر مرة أخرى.
وتقول نادين مولر، أستاذة لغات وحضارات الشرق الأدنى في جامعة ييل: "كانت المجتمعات القديمة مرنة للغاية، كانوا يجدون حلولًا سريعة للبقاء على قيد الحياة، فكانت الهجرة هي الأكثر تطرفا، كما كان هناك حوكمة محلية متزايدة استجابة لآثار تغير المناخ".
وأكد الموقع أن هناك أدلة على أن المصريين بنوا مخازن حبوب في بلداتهم لضمان وجود ما يكفي من الغذاء في الاحتياطي لإطعام السكان المحليين عند حدوث الجفاف.
لكن في مايا، كانت العاصمة خالية، لكن السكان تفرقوا إلى مدن أصغر حيث أنتجت المحاصيل ما يكفي لإعالة الناس، نتيجة لذلك، ظلت حضارة المايا على حالها حتى القرن السادس عشر، عندما وصل الإسبان لاستعمار منطقة أمريكا الوسطى.
وتابع أنه يتعين على العالم أيضًا التكيف، ونحن أفضل استعدادًا للقيام بذلك، ولكن مع اقتراب عدد سكان العالم من 8 مليارات شخص، فإن نطاق تغير المناخ الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي والصراع في فترة زمنية قصيرة هو أيضًا أكبر بكثير.