عمرو مغيث: «القراءة حماية» هدفه تنمية حركة النشر للناشئة ومواجهة السلبيات الأخلاقية
أعلنت بيت الحكمة للثقافة والفنون عن مشروع مبادرة "القراءة حماية"، والذي يعمل على تنمية وحركة النشر للناشئة واليافعين، عن دور المبادرة في مواجهة الأفكار الأخلاقية السلبية التي يتم تمريرها عبر العديد من الوسائط والقنوات الفضائية يأتي هذا الحوار مع مدير نشر بيت الحكمة للثقافة والفنون "عمر مغيث" ليكشف لنا عن دور ومشروع "القراءة حماية" وماذا يقدم للأجيال الناشئة.
ماذا عن مشروع "القراءة حماية" الذي تطلقه مجموعة بيت الحكمة للثقافة؟
مشروع "القراءة حماية" هو مبادرة لبيت الحكمة بهدف تنمية وتنشيط حركة النشر للناشئة واليافعين، والذين تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 17 عامًا، وأطلقت بيت الحكمة هذه المبادرة لعدة اعتبارات، أولها أن حجم النشر لهذه الفئة العمرية في مصر تحديدا قد انحسر خلال السنوات الأخيرة، وصار اهتمام معظم دور النشر منصبًا على الكتابة الإبداعية للكبار أو للأطفال من دون هذه السن، وهو ما يمثل حافزًا لضخ كتابات إبداعية جديدة لهذه الفئة العمرية، والتي تعد أهم مرحلة عمرية بعد الطفولة المبكرة من ناحية قدرة الطفل على تشكيل سماته الشخصية بالقراءة جنبا إلى جنب مع التربية أو تلقي المواد التعليمية بالمؤسسات التعليمية، وهو ما مثل دافعا كبيرا لبيت الحكمة أن تأخذ بزمام المبادرة لإثراء المحتوى الإبداعي للأطفال في هذه السن.
ماذا عن استقبال بيت الحكمة لمؤلفات باللغة العربية في حين أن معظم إصداراتها مترجمة؟
إذا كان أحد الأهداف الرئيسية لبيت الحكمة، هو دعم التبادل بين الثقافتين العربية والصينية، فإن تنوع إصدارات الناشئة بين المترجم من الصينية والمؤلف بالعربية، يأتي تجسيدا لهذه الهدف، حيث أصدرت بيت الحكمة حتى الآن أكثر من 60 عملًا مترجما من الصينية إلى العربية للناشئة واليافعين فقط، وحصل كتابان من إصدار بيت الحكمة على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 مناصفة كأفضل كتاب مترجم للطفل، وأصبحت كتب الناشئة متاحة للقراء من هذه الفئة العمرية بجميع الدول العربية عبر مشاركة بيت الحكمة بمعظم المعارض الدولية للكتاب بالمنطقة العربية، وهذا أيضا يمثل دافعا لإثراء المحتوى الإبداعي المنشور باللغة العربية للناشئة واليافعين بحيث يمثل مقاربة بين سمات الأدبين العربي والصيني.
وماذا عن فرص المحتوى المطبوع في مقابل المحتوى المرئي والقنوات الفضائية؟
بلا شك سيظل الكتاب أحد أهم روافد المعرفة، ونحن نعلم أن الهدف الأول من القراءة هو الاستمتاع بالمحتوى الإبداعي لتغذية الفكر والروح، ثم يليه هدف المعرفة إذا كانت الإبداع تقدم محتوى علميا أو غيره من مختلف العلوم الإنسانية، وإذا كان هذا العصر يشهد تطورا كبيرا من مجال المرئيات أو ما يعرف بالميديا المرئية أو المسموعة، والقنوات الفضائية التي تقدم محتوى شبيها لما تقدم المواد المقروءة، فإن الكتاب يظل محتفظا بقيمته المعرفية والأدبية، وإذا كنت تستطيع الرجوع في أي وقت لمشاهده هذه البرامج، فإن الكتاب لكونه مادة ورقية ملموسة، سيظل صديقا للقارئ وبخاصة من هذه الفئة العمرية التي نسعى للإسهام في تأهيلها لتكوين شخصية تفضل اقتناء الكتاب جنبا إلى جنب مع وسائط الميديا الحديثة، الأمر الآخر الذي يتوفر للكتاب وربما لا يتوفر لكثير من هذه الوسائط الحديثة، أن الكتاب يمكنك تقديمة كوجبة إبداعية خالية من أي سلبيات غير أخلاقية أو لا تتناسب مع هذه الفئة العمرية، وهو ما يصعب تحقيقه عند متابعة الأطفال لتلك الوسائط سواء على الإنترنت أو شاشات التليفزيون.
ما هي معايير قبول الأعمال الإبداعية؟
من أجل تحقيق ما سبق وذكرناه، يجب أن يكون محتوى الأعمال الأدبية متميزا وغير تقليدي، وأن يكون على قدر المنافسة في مجال النشر مع الإبداعات التي تقدمها الثقافات الأجنبية الأخرى، وأن تُقدم إبداعات متميزة ترتقي بشخصية الطفل القارئ وتناسب التطور الحضاري للإنسانية بوجه عام، بما يسهم في النمو العقلي والنفسي وتطوير التفكير النقدي والمنطقي، وتنمية الجانب الأخلاقي، وكان ضمن أحد الشروط الواجب توافرها الإعمال الإبداعية أن تكون باللغة العربية الفصحى ولا مانع من استخدام العامية في الحوار فقط، من أجل تطوير وتنمية الحس اللغوي للقارئ.