أحمد يونس: «أتوبيس السعادة 4» بعد العيد.. وأجهز حاليًا لإطلاق 4 أغانٍ جديدة للأطفال
دخلت مجال «الرعب» بقصة عن جريمة قتل جاءت لى من بريد المستمعين.. ولن أحترف التمثيل على حساب تقديم البرامج
«صباحك ومطرحك» تصدر التريند بشكل حقيقى.. ولا ألتفت للتعليقات السلبية
ابتكرت شخصية «زتون» للصغار وعلى القنوات إنتاج برامج أطفال بشرط ألا يكون الربح هدفها الأول
أحمد يونس.. إعلامى لامع، استطاع خلال السنوات الماضية أن يحقق نجاحًا واضحًا على عدة مستويات إبداعية، مثل التقديم الإذاعى والتليفزيونى وتأليف الروايات والغناء وكذلك التمثيل.
ارتبط اسم «يونس» لدى مستمعى الإذاعة المصرية ببرنامج «ع القهوة» الذى قدمه فى بديات عمله فى الحقل الإعلامى، ثم قدم بعد ذلك سلسلة من البرامج التى جعلته من أهم مذيعى الراديو، واستطاع مؤخرًا أن يحقق نجاحًا كبيرًا عبر برنامجه «أتوبيس السعادة» الذى تصدرت حلقاته «التريند».
فى حواره مع «الدستور»، يحكى أحمد يونس عن تفاصيل إطلاقه الجزء الرابع من «أتوبيس السعادة»، متطرقًا إلى جوانب من مسيرته المهنية وطموحاته فى العمل الإعلامى، ومتحدثًا كذلك عن تصوراته فى مجالات التأليف والتمثيل والغناء.
■ ما الجديد الذى سيقدمه برنامج «أتوبيس السعادة» فى موسمه الرابع؟
- من المقرر أن يبدأ الموسم الرابع منه عقب عيد الأضحى، و«أتوبيس السعادة» فكرة كانت تراودنى منذ أكثر من ١٠ سنوات، كنت أحلم بتقديم برنامج يتحدث عن الشباب وقضاياهم ومشكلاتهم وتفاعلهم مع المجتمع، وكذلك الأعمال المجتمعية والمبادرات والأعمال الخيرية، وهى نفس طبيعة البرنامج الذى كنت أقدمه فى «الراديو»، وكنت أتمنى نقل التجربة للتليفزيون لمخاطبة شريحة معينة من الجمهور، لأن الراديو له فئة مختلفة من الجمهور ويعتمد على الاستماع، ومثل هذه الأعمال تحتاج إلى «ميديا مصورة» للتفاعل معها لتصل أسرع إلى الجمهور، فحينما عرض علىّ برنامج «أتوبيس السعادة» وجدتها فرصة لترجمة هذا المجهود من الإعلام المسموع إلى الإعلام المرئى.
أما عن الجديد الذى سيقدمه الموسم الرابع من البرنامج، فنحن نبحث عن الأفكار الجديدة، وسنقدم فقرة جديدة بعنوان «بوسطجى السعادة»، لتقديم دعم خيرى للمحتاجين، من خلال رسائل تصل إلينا عبر صفحة البرنامج أو الجوابات الورقية على عنوانه، ونتولى بحث كل حالة للتأكد من مصداقيتها ثم أتصل بها بنفسى ولا أعرض الحالة أو اسمها أو صورتها أو تفاصيلها، حرصًا على مشاعر الناس، لأن العمل التطوعى أو المساعدات لا يجب أن يكونا للاستعراض.
وأحرص على أن أتسم بالمصداقية سواء مع المتبرعين أو مع الحالات التى تصل للبرنامج، لأن البرنامج لا يمتلك رعاة لهذه الحالات، وإنما يعتمد على المتبرعين الفرديين، وأتمنى أن تكون هناك شركات ورعاة ومصادر تمويل، تتبنى مثل هذه الحالات، لتسهل على البرنامج مساعدة أكبر قدر من الحالات والمستحقين.
■ هل هناك عوامل نجاح معينة أدت لاستمرار البرنامج حتى الآن؟
- سؤال صعب جدًا، ولا أستطيع أن أرصد عوامل نجاح البرنامج، ولكن الحمد لله فضل من الله أن يكون لدىّ فريق عمل محترم ودءوب من إعداد وإخراج وتحرير والشباب المتطوعين، والبرنامج تفاصيله كثيرة جدًا وكل مجموعة مسئولة عن فقرة معينة فى البرنامج، وأرى أن سر نجاحه هو التكاتف والتعاون بين فريقه بالكامل، ونحرص على أن تتسم فقراته بالتحفيز والتشجيع وتصدير البهجة للجمهور وليس البؤس أو الحزن.
■ مع تقديم الجزء الرابع من «أتوبيس السعادة».. هل ترى أنك حصرت نفسك فى هذه النوعية من البرامج؟
- أنا لم أقدم برامج على شاشة التليفزيون بالقدر الذى يجعلنى محصورًا فى تقديم لون معين، فى السابق قدمت عددًا من التجارب التليفزيونية ولم تكن موفقة على «السوشيال ميديا» و«الإنترنت»، وقدمت «توك شو» أيضًا، ولكنها تجارب لم تعجبنى فانسحبت منها، كان هدفى تقديم برنامج لفئة الشباب، لأنهم فى هذه السن يحتاجون إلى من يسمعهم ويتحدث إليهم، ولو حصرنى البرنامج فى مخاطبة هذه الفئة العمرية فأنا موافق وبشدة، لأننى أحترم هذه السن، وهم سبب نجاح جميع تجاربى وهم مقتنعون بى كمذيع، فإذا طرحت علىّ أى فكرة لبرنامج مغاير لفئة عمرية مختلفة، سأفكر ألف مرة قبل الموافقة عليها، لأنها ستكون مغامرة.
■ ماذا عن برنامج «صباحك ومطرحك».. ولماذا يشكك البعض فى نجاحه؟
- أنا مذيع راديو، ومهما نجحت فى أى تجربة أخرى فالراديو بالنسبة لى بيتى والابن الكبير لى الذى لن أضحى به مهما حدث، ولن أفضل عليه أى تجارب أخرى سواء برامج تليفزيونية أو تمثيلًا، ولن يأتى اليوم الذى أقول فيه سأمنح نفسى إجازة من الراديو من أجل أى عمل آخر.
أما بالنسبة لبرنامج «صباحك ومطرحك» فأنا أعتبره مثل أى برنامج قدمته على الراديو، دائمًا أحب تقديم الأفكار المتجددة، أنا شخص ملول لا أحب النمطية ولا أحب أن أظل فى قالب واحد لفترة طويلة، وسبق وقدمت برنامج «ع القهوة»، وبرنامج «كلام معلمين» الذى يعتبر أحد برامج «الميد نايت» رغم التحذيرات التى وصلتنى من فكرة تقديم برنامج ليلى، لكنى قررت خوض التجربة والحمد لله استطعت من خلال «كلام معلمين» أن أكسر تابوه أن البرامج الليلية فى الراديو ترتبط بالبرامج العاطفية أو ذات الطابع الخاص، فأصبحت هذه البرامج متنوعة بشكل كبير منذ تقديمى برنامجى، وتنوعت بعد ذلك البرامج الليلية وأصبحت تنتمى إلى برامج المنوعات و«التوك شو».
وتجربة «كلام معلمين» كانت تحديًا، واستطعت أن أحقق نجاحًا كبيرًا، أما برنامج «صباحك ومطرحك» فكان تحديًا كبيرًا لانتقالى من البرامج المسائية إلى البرامج الصباحية، لأننى مللت من تقديم المسائى، واستهدفت فكرة «صباحك ومطرحك» جميع الفئات، وكنت أرغب فى الوصول إلى شريحة مختلفة من الجمهور، إضافة إلى شريحتى الأطفال والشباب، وتحقق ذلك من خلال البرنامج، و«مفيش حلقة شبه التانية».
أما عن التشكيك فى نجاح البرنامج وتصدره «التريند»، فلدىّ رد على هؤلاء المشككين، وهو إذا كان لدىّ المال الذى يمنحنى «التريند» لدرجة إنى أتصدره عدة سنوات، فلماذا أستمر فى العمل؟.. ألم يكن من الأفضل أن أوفر مجهودى وأموالى لأشياء أخرى؟
■ على أى أساس تقيّم علاقتك بالجمهور وتقيس نجاح أى عمل تقدمه؟
- الجمهور هو سندى وظهرى ومدين له بالفضل فى نجاحى حتى الآن، وفى السابق لم يكن قياس نجاح أى عمل أو برنامج أمرًا سهلًا لأنه لم تكن تتوافر الأرقام أو نسب الاستماع والمشاهدات التى توضح لك مدى نجاح البرنامج، ولكن حاليًا ومع التطور الذى نشهده أصبحت لدينا أرقام ونسب حقيقية، كما أن ردود الأفعال تأتى فى لحظتها من خلال مواقع التواصل الاجتماعى.
■ كيف تتعامل مع التعليقات السلبية والنقد؟
- لا ألتفت لهذه التعليقات، فقد أصبحت أكثر نضجًا، وفى بداية عملى كانت هذه التعليقات مصدر قلق بالنسبة لى، وكنت أرد عليها، ولكن بعد أن أصبحت أكثر خبرة لم أعد ألتفت إليها، لأن القبول منحة من الله.
والتعليقات التى تصلنى على «السوشيال ميديا» بعضها إيجابى وبعضها سلبى، وعلىّ أن أتقبل الإيجابى والسلبى، لأن «السوشيال ميديا» إذا كانت نعمة فهى نقمة فى نفس الوقت، لأن بعض التعليقات تكون جارحة ويتدخل البعض فى أدق تفاصيل الحياة الشخصية، والبعض يتعامل مع المشاهير وكأنهم مستباحون على جميع الأصعدة، فيبدأ التجاوز والخوض فى الأعراض والتحدث عن أشياء لا تخصه.
■ تربطك علاقة خاصة جدًا بالأطفال وتحرص على تقديم فقرات لهم فى جميع برامجك.. ما مصدر ذلك؟
- منذ دخولى الحقل الإعلامى وأنا أحلم بتقديم عمل للأطفال، وقدمت برنامجًا عبر إذاعة «نجوم إف إم» منذ نحو ١٣ عامًا، وكان حافزًا لى لتقديم برنامج أطفال، لأننى أرى أن الأطفال حاليًا يتلقون ثقافات مختلفة لا تمت لنا بشىء، وأرى أن هويتنا المصرية خط أحمر ولا بد أن يكون هناك تعليم للأطفال فى هذه المرحلة، وتوعيتهم بأهمية بلدهم وزرع الهوية المصرية فيهم، لأن هناك من يحاول طمس الهوية وتهميشها من خلال ما يُقدم للنشء.
وأحاول قدر استطاعتى من خلال البرامج التى أقدمها أن تكون هناك فقرات للأطفال، وابتكرت لهم شخصية «زتون» وهى شخصية مصرية صميمة مثل شخصية «بقلظ»، وسجلت جميع حقوق الملكية الفكرية وكانت فى البداية فكرة فى الراديو، وتحوّلت إلى برنامج تليفزيونى قُدم فى رمضان، وكنت أرغب فى تقديم شخصية للأطفال يرتبطون بها ويحبونها وحينما بدأت برنامج «أتوبيس السعادة» رفضت الفكرة فى البداية، وقيل لى: ما علاقة البرنامج وتوجهه بالأطفال؟، ولكننى أصررت على تقديم فقرة الأطفال، وفى النهاية وافقت عليها إدارة البرنامج.
■ هل نحن بحاجة لتدشين قناة للأطفال لمواجهة الفكر الهدام؟
- أنا تربيت على برامج الأطفال المختلفة فى التليفزيون، خاصة برنامج «ماما نجوى» و«بقلظ»، وتعلمت من الفنان أحمد حلمى كيفية التعامل مع الأطفال، لأنه حقق طفرة فى هذه المنطقة تحديدًا، واستطاع أن يجذب شريحة مهمة لبرامجه، فنحن بالفعل فى حاجة لإطلاق قناة فضائية للأطفال بمحتوى هادف.
■ لكن البعض يرى أن قنوات وبرامج الأطفال فى مصر عمل غير مربح.. كيف ترى ذلك؟
- فى مصر إنتاج الأطفال من برامج وغيرها «بعافية شوية»، لأن الإنتاج مكلف ويجب تغيير نظرة أن برامج الأطفال لا تجلب إعلانات، بل على العكس أرى أن المحتوى المقدم للأطفال مهم جدًا، وسيجذب معلنين، ولكن الإنتاج والتكلفة العالية يمثلان عائقًا كبيرًا لأنه يحتاج إلى صورة وجرافيك على أعلى مستوى، لإبهار هذه الفئة العمرية، ويجب أن تقتنع القنوات أو الشركات المعلنة بأن برامج الأطفال لا يصح أن يكون هدفها الأول هو الربح ولكن زرع القيم فى النشء.
■ غنيت بعض التترات فى البرامج.. هل من الممكن أن تصبح مطربًا؟
- فكرة الغناء بالنسبة لى بدأت مع تتر برنامج «حلو وبس» واكتشفت أن المؤثرات الصوتية تجعل الصوت رائعًا، ولكن لا أستطيع احتراف الغناء، فالغناء للأطفال مجرد أداء ولا يحتاج لصوت أو موهبة، وأعمل حاليًا على ٤ أغانٍ جديدة للأطفال انتهيت من كتابتها، وهى فى مرحلة التلحين، وأتمنى أن تكون لدىّ مكتبة من أغانى الأطفال.
■ ننتقل إلى حكايات الرعب.. من أين جاءت هذه الفكرة؟
- فكرة تقديم الرعب جاءت لى بمحض الصدفة عام ٢٠٠٨، كنت أسرد حكاية أو موضوعًا من بريد الجمعة للمستمعين بطريقة مشوقة ومرعبة عن جريمة قتل، ومن هنا بدأ المستمعون يسألون عن حكايات الرعب وبدأت من هنا أؤلف وأؤدى الشخصيات المختلفة، وعملت على تأليف الحكايات وإخراجها وتنفيذ المؤثرات الصوتية، ورغم أنه أمر ممتع، لكنه مرهق للغاية ذهنيًا وبدنيًا، وحاولت أن أقدم الفقرة والحكايات مسجلة، ولكنى وجدتها تصيبنى بإجهاد وضغط نفسى أكبر من تقديمها على الهواء، وأدى نجاح الفكرة من خلال الراديو إلى اقتباسها وتقليدها فى بعض البرامج.
■ لماذا لم تفكر فى تحويل قصص الرعب إلى أفلام؟
- فكرة تحويل الرعب المسموع إلى عمل فنى على الشاشة مغامرة كبيرة، ولا بد أن تكون مدروسة جيدًا، لأن هناك احتمالين، أن تنجح الفكرة جدًا أو أن تدمرنى وتدمر ما قدمته وتكتب نهايته وتجعل المستمع لا يطيق سماعى بعد ذلك عبر الراديو، فلا بد أن يكون ما يقدم مضمون النجاح، لأنه لو هناك خطأ محتمل لـ١٪، سيعد ذلك مجازفة كبيرة.
■ ماذا عن سلسلة روايتى «نادر فودة» و«خبايا»؟
وهل سيتم تحويل أى منها إلى عمل فنى؟
- منذ التحاقى بالمرحلة الثانوية وأنا أهتم بكتب الخيال العلمى وتربيت على كتابات وقصص نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق.
وأنوى تقديم رواية جديدة فى معرض الكتاب المقبل، ولكن ليس التزامًا أن أقدم كل عام رواية، ولكن حينما تأتى لى الفكرة أنفذها وأنعزل عن عملى وأسرتى، وأسافر لأكون صافى الذهن تمامًا وفى عزلة للتفرغ للكتابة وأحرص على أن أقدم نسخًا من رواياتى بشكل مجانى للمكفوفين.
وأنوى استكمال روايات «نادر فودة»، لأن الشخصية لديها دائمًا أفكار جديدة، أما سلسلة «خبايا» فهى روايات تفاعلية تتحدث عن أمور حدثت لى شخصيًا أو للمستمعين الذى يرسلونها إلىّ وأُعيد صياغتها.
■ هل يعنى ذلك أنك تنوى التوسع فى مجال التأليف؟
- لا أتطلع لهذا الهدف أو أن أصبح سيناريست، وكل ما أتمناه تقديم كتب ومجلات للأطفال بشكل مجانى، وحاولت من قبل تدشين مجلة للأطفال، ولكن وجدت أن التصاريح والإجراءات الخاصة بها معقدة بعض الشىء وتكلفتها كبيرة.
■ ماذا عن تجربتك التمثيلية فى مسلسل «فى بيتنا روبوت».. وما رؤيتك لفكرة التمثيل بشكل عام؟
- مهنة التمثيل مرهقة بشكل كبير، واشتراكى فى مسلسل «فى بيتنا روبوت» جاءت من خلال المنتج والممثل هشام جمال الذى رشحنى للظهور كضيف شرف فى الحلقة الأخيرة من المسلسل، وبالطبع أتمنى تكرار التجربة ولكن لن أحترف التمثيل على حساب تقديم البرامج.