«المفوضية الأوروبية» تعتمد برنامجًا جديدًا لتعزيز السلام والازدهار في أيرلندا
اعتمدت المفوضية الأوروبية، اليوم الأربعاء، برنامج بيس بلس "PEACE PLUS" الجديد لتعزيز السلام والمصالحة والتعاون عبر الحدود بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية.
وذكرت المفوضية في بيان صحفي نشرته عبر موقعها الرسمي قبل قليل أن البرنامج الجديد يجمع بين السلاسل التمويلية السابقة لبرنامجي INTERREG و PEACE في برنامج جديد للفترة حتى 2027، لتستثمر المفوضية الأوروبية خلالها 235 مليون يورو من مخصصات التعاون الإقليمي الأوروبي التابع لصندوق التنمية الإقليمية الأوروبية.
وأضاف البيان: جنبًا إلى جنب مع الالتزام المالي للمملكة المتحدة والتمويل المشترك الوطني الإضافي من أيرلندا وأيرلندا الشمالية، سيؤدي الأمر إلى استثمار إجمالي قدره 1.1 مليار يورو لصالح تعزيز السلام والازدهار في جزيرة أيرلندا.
وقال نائب رئيس المفوضية، ماروش تشيفتشوفيتش: "لقد أثبت الاتحاد الأوروبي مرارًا وتكرارًا التزامه باتفاقية الجمعة العظيمة (بلفاست). واليوم نقدم مثالًا آخر على هذا الدعم، وإلى جانب الحكومتين الأيرلندية والبريطانية، سيوفر برنامج PEACE PLUS الجديد حوالي مليار يورو لإيرلندا الشمالية والمقاطعات الحدودية. فالحفاظ على المكاسب التي تحققت بشق الأنفس من عملية السلام سيكون دائمًا ذا أهمية قصوى لجميع الأوروبيين".
بدورها، أضافت مفوضة التماسك والإصلاحات إليسا فيريرا: "منذ عام 1995، التزم الاتحاد الأوروبي بتقديم مساهمة بناءة في عملية السلام. وبرنامج PEACE PLUS الجديد الطموح، وهو أكبر برنامج تعاون عبر الحدود في الجزيرة، مبني على نفس مبادئ الشراكة التي جعلت برامج السلام السابقة أدوات فعالة للتعاون وبناء السلام. ونحن ندعو الشركاء في أيرلندا وأيرلندا الشمالية لمواصلة عملهم لتحقيق طموحاتنا المشتركة للمصالحة والسلام والازدهار".
وسيستهدف البرنامج لتعزيز الاستثمار في ستة مجالات مواضيعية رئيسية؛ هي بناء مجتمعات سلمية ومزدهرة وتحقيق التجديد الاقتصادي والتحول والتمكين والاستثمار في الشباب وبناء مجتمعات صحية وشاملة ودعم مستقبل مستدام ومتصل بشكل أفضل وكذلك بناء ودمج الشراكة والتعاون، بحسب البيان، الذي أكد أن البرنامج الجديد سيولي اهتمامًا خاصًا لاحتياجات الشباب وإمكانياتهم من خلال برنامج شبابي طموح وتعلم مشترك.
وتابع: أن المجتمعات الريفية على طول الحدود تواجه تحديات خاصة، مثل الحصول على الرعاية الصحية، والتي قد تؤدي إلى عدم المساواة. ومن خلال دعم النهج التعاونية عبر المجتمع وعبر الحدود في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية، سيساعد البرنامج في بناء مجتمعات صحية وشاملة اجتماعيًا.علاوة على تعزيز الجهود لتنمية إمكانات الشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة ودفع الترويج والتقنيات الجديدة من خلال البحث والابتكار. وستعالج الأموال أيضًا الفجوات الرئيسية في المهارات، والتي ستؤدي إلى زيادة الإنتاجية والتوظيف ومستويات أعلى من تنقل العمالة عبر الحدود، بحسب ما جاء في نص البيان.
وأخيرًا، أكد البيان أن برنامج PEACE PLUS سيساعد أيضًا في الانتقال إلى مجتمع أخضر ومقاوم للمناخ. وسيستثمر في مشاريع رائدة للطاقة الحرارية الأرضية وتحسين التنقل عبر الحدود على خط السكك الحديدية بين بلفاست ودبلن، وهو أمر ضروري للتماسك الاقتصادي والاجتماعي.
وتمت الموافقة على بروتوكول أيرلندا الشمالية من قبل بريطانيا والاتحاد الأوروبي كجزء من صفقة بريكست لعام 2020، والتي تم إبرامها بعد أربع سنوات من تأييد الناخبين البريطانيين للانفصال عبر استفتاء شعبي. ويتطلب البروتوكول بشكل أساسي إجراء فحوصات على البضائع بين البر الرئيسي البريطاني وأيرلندا الشمالية، ولكن ثبت أن ذلك يمثل عبئًا على الأعمال التجارية كما يعرقل الداعمين بشدة للبقاء جزءًا من المملكة المتحدة.
وكانت اتفاقية السلام الموقعة في 1998 أخفت الحدود بين أيرلندا الشمالية، وهي مقاطعة بريطانية، وجمهورية أيرلندا. لكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلق مشاكل لأنه تطلب فرض ضوابط جمركية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذي تنتمي إليه جمهورية أيرلندا.