حيلة بسيطة ومجانية قد تقلل الألم والمعاناة بشكل فعال!
يعالج الألم، الذي يصيب ملايين الأشخاص بدرجات متفاوتة بشكل يومي، بالأدوية. ومع ذلك، عندما يصبح مزمنًا، فإن العلاج بالعقاقير لا ينصح به.
وأظهرت نتائج جديدة أن إحدى الطرق الفعالة لتخليص الجسم من الألم قد لا تتضمن استخدام الأدوية.
وسعى الأطباء تاريخيًا إلى علاج المرض من خلال علاج الأعراض، ولعبت مسكنات الألم دورًا مهمًا في هذا العلاج. وعملت العديد من البدائل لعلاج الألم عن طريق تقليل إشارات الألم المرسلة إلى الدماغ. ومع ذلك، تشير طريقة جديدة إلى أن إنكار ملكية أحاسيس الألم يمكن أن يكون مفتاحًا لتقليل المعاناة.
وأظهرت الدراسة، التي نشرت في مجلة Pain، أن التقنية الشاملة تقطع الاتصال بين مناطق الدماغ المسئولة عن الإحساس بالألم.
وفي هذا الشكل البديل من العلاج، لا تخمد إشارات الألم إلى الدماغ، لكن المرضى يختارون ببساطة عدم "السيطرة" على الأحاسيس، وبالتالي تقليل معاناتهم.
ولجمع نتائجهم، قام الباحثون بفحص أدمغة 40 مريضًا بينما تم تطبيق حرارة مؤلمة على أرجلهم.
وطُلب من المتطوعين تقييم مستويات الألم لديهم خلال سلسلة من التجارب التي تختبر محفزات حرارة مختلفة.
وقال كبير معدي الدراسة، فاضل زيدان، الأستاذ المشارك في علم التخدير في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو: "أنت تدرب نفسك على تجربة الأفكار والأحاسيس دون ربط غرورك أو إحساسك بها، ونحن لا نرى أخيرًا كيف يحدث هذا في الدماغ أثناء تجربة الألم الحاد".
وقام الباحثون بتحليل نشاط الدماغ أثناء التجارب، والتي أظهرت أن تخفيف الآلام الناجم عن اليقظة كان مرتبطًا بانخفاض التزامن بين المهاد- الذي يلتقط العدوى الحسية- وجزءًا من شبكة الوضع الافتراضي- حيث تتم معالجة المشاعر والأفكار.
ولطالما سعى الباحثون إلى طرق بديلة لعلاج الألم لأن المواد الأفيونية، الطب الأكثر شيوعًا، يمكن أن تسبب الإدمان.
وعلاوة على ذلك، في بعض الحالات، يمكن للأدوية الموصوفة لعلاج الألم أن تزيد الحالة سوءًا عن غير قصد.
وأشار زيدان: "كنا متحمسين حقًا لتأكيد أنه ليس عليك أن تكون خبيرًا في التأمل لتجربة هذه التأثيرات المسكنة. هذا اكتشاف مهم حقًا لملايين الأشخاص الذين يبحثون عن علاج سريع المفعول وغير دوائي للألم".
ويبدو أن النتائج تشير إلى أنه كلما تم إلغاء تنشيط مناطق الدماغ أو فصلها من خلال التأمل، زاد الألم الذي يشعر به المتطوع.
وتابع زيدان: "بالنسبة للكثيرين الذين يعانون من الألم المزمن، فإن أكثر ما يؤثر على نوعية حياتهم ليس الألم بحد ذاته، بل المعاناة النفسية والإحباط الذي يصاحب ذلك. ويصبح ألمهم جزءًا من هويتهم كأفراد- وهو أمر لا يمكنهم الهروب منه- وهذا يفاقم من معاناتهم. نشعر أننا على وشك اكتشاف آلية جديدة للألم غير أفيونية المفعول، حيث تلعب شبكة الوضع الافتراضي دورًا حاسمًا في إنتاج التسكين. ونحن متحمسون لمواصلة استكشاف البيولوجيا العصبية لليقظة وإمكاناتها السريرية عبر الاضطرابات المختلفة".