أستاذ بجامعة الأزهر: الاكتئاب هو مرض العصر بلا منازع وعلاجه ذكر الله
قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوى، أستاذ الحديث وعلومه، بجامعة الأزهر: «لقد ورد إليَّ - في بعض التعليقات- هذا السؤال الذي يتكرر كثيرًا علي الألسنة، ولا يجد له جوابًا شافيًا: ماذا يفعل من يعاني من حزن عميق ومهلك؛ للحد الذي لا يشعر معه بأي فرحة مهما عظمت؟».
وأضاف «العشماوي» عبر صفحته الرسمية: «الحزن العميق المُهلك هو المُسمى بالاكتئاب، فإن كان نفسيًّا فدواؤه في إدمان ذكر الله تعالى، والصبر على بلائه، والرضا بقضائه، والطمع في فضله، والأمل في رحمته، والإلحاح عليه في الدعاء، والسعي الجاد في التخلص من أسباب الحزن والاكتئاب، وتغيير الواقع إلى الأفضل، واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك».
وتابع: «إن كان هذا المرض عضويًّا أو نفسي جسمانيًّا؛ فلا بد من التداوي عن طريق الطب النفسي، أو طب المخ والأعصاب، وقد أُمرنا بالتداوي، وعدم إلقاء النفس إلى التهلكة، وما أنزل الله داءً إلا أنزل له دواء؛ إلا الموتَ والهَرَمَ – الشيخوخة، والتداوي بالأدوية النفسية التي تُحَسِّنُ المِزاج - بوصف الطبيب -؛ ليس عيبًا ولا عارًا، بل هو أخذ بالأسباب المشروعة، وكل إنسان مُعَرَّضٌ له، دون استثناء، وما كان كذلك فلا ينبغي التعيير به، أو الشماتة فيه، وقد بلغنا أن كثيرا من الوجهاء والكبراء والمشاهير في شتى المجالات؛ يُعالَجون نفسيًّا، بسبب كثرة الضغوط الحياتية والأعباء النفسية التي يتعرضون لها، والتي تكسر النفس، وتُحزنها، ويتناولون عقاقير تُحَسِّنُ من أمزجتهم، وتساعدهم على مواصلة الحياة بكفاءة واقتدار، فيبدون للناس وهم في أحسن حال».
واختتم: «نسأل الله الشفاء لنا ولجميع المسلمين، من جميع الأمراض النفسية والبدنية، وأن يجعل ما يصيبنا منها كفارة لذنوبنا، وزيادة في أجورنا، ورفعة في درجاتنا، وأن يرزقنا الصبر عليها، والرضا بها، وما ذلك على فضله بعزيز».