محمود رضا في ذكرى رحيله: «نمنا على لحم بطننا» في المغرب ولقاء لم يتم مع رئيس كينيا
تمر اليوم الذكرى الثانية لرحيل الفنان الاستعراضي محمود رضا، مؤسس فرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية، والذي رحل في مثل هذا اليوم من عام 2020 عن عمر ناهز الـ90 عامًا.
وولد الفنان محمود رضا في محافظة القاهرة، بدأ هاويًا للرقص الإيقاعي، ثم تعلم على يد أخيه الأكبر على رضا، وتخرج فى كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1954، ثم عمل راقصًا فى العديد من الأفلام، كون فرقة رضا للفنون الشعبية 1959 التي اعتمدت على استعراضات الرقص الشعبي، وصمم العديد من الرقصات سواء في الأفلام أو في المسلسلات، حتى أصبحت فرقة رضا من أشهر الفرق التي نالت إعجاب الجمهور.
◘ بيع فرقة رضا للدولة 62
وتنازل محمود رضا عن الفرقة بموجب عقد رسمي وقعه يوم الاثنين 26 نوفمبر من العام 1962، ويقر فيه بتنازله عن ملكية الفرقة بما في ذلك الحقوق الأدبية والفنية، وشمل هذا التنازل الاسم الفني للفرقة، وذلك مقابل 6 آلاف جنيه حصل عليها بالفعل.
طرائف فرقة رضا: “نمنا على لحم بطننا بالمغرب”
روى الفنان الاستعراضي محمود رضا عبر مذكراته التي نشرت تباعا بصحيفة العربي والتي جاءت تحت عنوان "الرقص حياتي الرقص في حضرة ملك الغابة " يقول من الطرائف التي لاقتها فرقة رضا قال الفنان الراحل محمود رضا لم تخل رحلة من رحلات فرقة رضا حول العالم من الطرائف والنوادر وان كانت في وقت حدوثها فتسببت في بعض الأزعاج أو عرضت أعضاء الفرقة لبعض الصعوبات إلا أنه في النهاية تعتبر دروسا تعلمنا منها.
بمرور الوقت تصبح ذكريات نحكيها كـ نوادر مرت علينا /كانت رحلة الفرقة إلى المغرب واحدة من الرحات المليئة بمثل هذه النوادر ، وكانت الرحلة بمناسبة عيد ميلاد الملك الحسن الثاني، قدمت الفرقة عروضها في كثير من مدن المغرب كالرباط والدار البيضاء، ومراكش وفاس ، ومكناس وافران ، وقد كانت الرحلة ممتعة ، وكان استقبال الجماهير المغربية للفرقة وفنونها أكثر من ممتاز، لم تخل هذه الرحل طبعا من بعض المفارقا نذكر بعضها فيما يلي بعد أن انهت الفرقة عرضها على السرح في مدينة فاس توجه الأعضاء كالعادة إلى الفندق وجلسنا في المطعم لتناول طعام العشاء ، وكان عدد أعضاء الفرق في هذه الرحلة 72 عضوا من موسيقيين وراقصين وفنين وغيرهم ، ولم يكن أعضاء عادة ينتهون من العمل ويمكنهم مغادرة المسرح إلى الفندق في وقت واحد حيث أن الموسيقيين مثلا ليسوا في حاجة إلى تغيير ملابسهم أو الاستحمام لإزالة العرق والماكياج مثل الراقصين والراقصات وإذا كان العرض المقدم هو آخر عرض في هذه المدينة فإن بعض الأفراد من الفنيين والفنانين يكلفون بالمساعدة في ترتيب الملابس وباقي المهمات الفرقة ووضعها في الصناديق استعدادًا للسفر في اليوم التالي لذلك فان عدد الموجودين في المطعم لم يكتمل وعليه فقد رفض العاملون تقديم الطعام للموجودين والذين يزيد عددهم عن الـ50 عضوًا إلاّ عندما يكتمل عدد الفرقة الكلي أي 72 وان ياكل الجميع في وقت واحد .
أسقط في يدي مدير المطعم ، وطبيعي أن ها الخبر سيصل إلى المسئولين من وزارة الثقافة مغربية ، ومن يدري فقد يسمع به جلالة الملك صاحب الدعوة للفرقة، لم يمض وقت طويل حتى وصلت الفندق مكالمة تليفونية من الرباط وكان المتحدث وزير الثقافة نفسه يطلب محادثة المسئول بالفرقة، ولأن حالتي النفسية لم تكن تسمح بالحديث ع وزير الثقافة في هذه اللحظة فقد تولى حسن فهمي الذي كان يرافقنا في هذه الرحلة تولي هذه المهمة وسأله الوزير عن السبب في امتناع الفرقة عن تناول العشاء، وسأل إن كان هناك أي تقصير من إدارة الفندق وإنه على استعداد لمحاسبة ومعاقبة المسؤول عن التقصير، لكن حسن فهمي لم يكن يحب أن يتسبب في معاقبة العاملين في الفندق فنحنن على كل حال ضيوف على البلد ولا يصح أن نتسبب في إي ازعاج، لذلك فقد رد على الوزير بأنه لا يوجد أي مشكل وأن كل الحكاية أننا لاحظنا زيادة في زن أعضاء الفرقة وبالذات البنات ، ولما كان ذلك يتعارض مع الرشاقة فقد فضلنا عمل "ريجيم هذه الليلة وشكر الوزير على سؤاله واطمئنانه على أعضاء الفرقة وبتنا هذه الليلة كما يقول المثل “على لحم بطننا”.
مع الرئيس في كينيا وعرض لم يتم
يقول محمود رضا "أثناء زيارة الفرقة لكينيا وتقديم عروضها في العاصمة نيروبي "طلب الرئيس "كينياتا" أن تقدم له الفرقة عرضا خاصا بحديقة القصر، وذلك في العاشرة من صباح اليوم التالي، وطبيعي أن مثل هذه العروض بمثابة تشريف تحظى به الفرقة عندما يطلبها رئيس الدولة بنفسه.
لما كانت الفرقة تقدم عرضا للجمهور في الليلة السابقة ينتهي في الساعة الواحدة صباحا ، كان قصر الرئيس "كينتانا " يبعد حوالي ساعتين بالسيارة عن مقر الفرقة بالعاصمة ، كما أن استعداد الفرقة من ملابس وماكياج يلزم لها مدة لاتقل عن ساعتين ، فأن أعضاء الفرقة لم ينالوا أي قسط من النوم هذا المساء ، وفي الصباح توجهنا بالأتوبيس ألى القصر دون أن نذوق طع النوم ، وكان يرافقنا في هذه المسيرة السيد سفير في كينيا ، والسيدة حرمة ، في سيارتهما الخاصة ، وصلنا القصر قبل الموعد المحدد أي حوالي الساعة التاسعة صباحا ولكن لم يسمح لنا بدخول القصر حيث ان الرئيس "كينياتا: لم يكن موجود بالقصر، لكن أين هو الرئيس، لا أحد يعلم حسنا علينا طبعا أن ننتظر وصوله ولكن في الشارع خارج القصر وقد استأذن بعض الاعضاء لدخول دورات المياه لقضاء حاجته فلم يسمح لهم ، ولا حتى كوب ، الرئيس غير موجود ولا يمكن لأي شخص أخر الصرف، وليس علينا إلا الانتظار أما القصر، ولكن الانتظار طال لعدة ساعات والسماء أخذت تمطر بشدة.
ليس لدينا أي أخبار عن الرئيس والعرض المطلوب تقديمة أمامه ربما قد الغى العرض ولم نبلغ بذلك ، وربما وريما ولما طال الانتظار توجهت الى السيد السفير المصري مستفسرا فعلمت منه أن يجب علينا الانتظار حيبت ان هذه المناسبة مهمة جدا لنا وله ولمصر ، ايضا ولأسباب سياسية ، وأنه بهذه المناسبة سوف يتمكن من الجلوس مع الرئيس "كينتانا " لمدة ثلاث ساعات كاملة والتحدث معه في موضوعات تهم مصر ، وان هذه فرصة لا تعوض ، و بالرغم من اقتناعي اكامل بأاهمية هذه المهمة إلا انني أردت أن اعرفت إلى متى الانتظار هل ننتظر ساعة أخرى أو أم ننتظر حتى صباح اليوم التالي ؟ وازاء هذا اتساؤل احرج السفير وقال حتى الثانية ظهرا يكون معنى ذلك ن العرض قد ألغي ونعود أدراجنا إلى الفندق وعندما حلت الساعة الثانية ولم يحضر الرئيس ، ولم نسمع أي أخبار مفيدة ركبنا السيارات عائدين إلى الفندق.