أحمد عبد اللطيف يشيد «مدينة الدمى» فى «عصور دانيال»
صدرت حديثا عن دار العين للنشر والتوزيع، أحدث إبداعات الكاتب المترجم أحمد عبد اللطيف، رواية “عصور دانيال .. في مدينة الخيوط”، والمقرر إطلاقها بمقر دار العين في السابعة من مساء الأحد المقبل.
وأحمد عبد اللطيف من مواليد القاهرة 1978، روائي ومترجم، ترجم من الإسبانية ما يربو على ثلاثين كتابا، من بينها أعمال لـ جوزيه سارماجوا، خوان خوسيه مياس، جيوكوندا بيلي، أندريس باربا، باتريثيو برون.
وفي العربية صدر للكاتب أحمد عبد اللطيف روايات: “صانع المفاتيح” والتي نال عنها جائزة الدولة التشجيعية للعام 2011، “عالم المندل”، “إلياس”، و“حصن التراب .. حكاية عائلة موريسكية” والتي تأهلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية للعالم 2018، رواية “سيقان تعرف وحدها مواعيد الخروج”، كما صدر له “كتاب النحات” وحصل عنها علي جائزة ساويرس في الرواية عام 2015، وصدر له مؤخرا عن منشورات المتوسط مجموعة “مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية”.
كما فاز أحمد عبد اللطيف بجائزة المركز القومي للترجمة عن ترجمته لكتاب “الكون في راحة اليد” عام 2013.
في الجملة الأولى من روايته الأحدث “عصور دانيال .. في مدينة الخيوط”، نطالع مشهد دمي في الشرفات والنوافذ تنظر إلى مشهد دمي ذبيحة في الأسفل، هذا المسخ المضاعف، أو الموت المزدوج، يضعنا في قلب الصدمة، ويفتح أعيننا علي مدينة ترزح تحت عقوبة ثقيلة.
صادفنا في “ألف ليلة وليلة” أكثر من مدينة ممسوخة، إما كعقاب إلهي، أو دون سبب واضح مثل “مدينة النحاس”، لكن بشر المدن المعاقبة وغير المعاقبة في الليالي يتحولون إلى تماثيل، ولا يعودون يتألمون، بعكس البشر الدمي في هذه المدينة الذين يشعرون بالرعب من القتل، من تيه أطفالهم وسط الفوضي، من غرق المدينة تحت طوفان مطر لا يتوقف، وهم رغم العقوبة التي أنزلت بهم وبمدينتهم لم تزل لديهم الرغبة في النجاة، يحاولون عمل شيء، بينما يجلس “دانيال” ابن النور، ابن الظلام، يدون بلا انقطاع صفحات يراكمها خلفه، كأن فرعون يبني هرما من الأوراق ليخلد تحته، في حين تتكرر سيمفونية رومانس لارجيتو لشوبان كأنها عزف كوني .
لقد شيد أحمد عبد اللطيف مدينة الدمي من خيال جارح، لأن الفانتازيا هنا ثابتة الأقدام علي الأرض، تنطلق من الواقع وتعود إليه.
ومما جاء في رواية “عصور دانيال .. في مدينة الخيوط” لـ أحمد عبد اللطيف نقرأ: "كانت ملفات قسم الاغتصاب وخاصة اغتصاب الأطفال كثيرة، وتشغل مساحة ملفتة في الأرشيف وتغطي فترة زمنية طويلة علي ما بدا لي وكانت الملفات الأولي ترجع للخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وكنت أتصفح سريعا ملفا وراء آخر بحسب الترتيب الزمني ثم الترتيب الأبجدي ولاحظت في صدر كل ملف صفحة تشير للميلاد والوفاة وهذا سهل علي معرفة الأحياء منهم وعناوينهم المحدثة وإن كنت سألت نفسي في البداية عن فائدة ذلك وفكرت لحظتها أني لا أعرف بوضوح مثل أشياء كثيرة تبدو في البداية غامضة ثم ما تلبث أن تتضح ونعرف أهميتها ثم خططت للوصول للسنوات الحديثة إلي العقدين الأخيرين بالذات وقلت هذا ما أحتاج إلي قراءته وإبراهيم دلني وكان مرشدي فكانت إشارته رسما لمستقبلي.