صورة وتعليق.. أيقونات الدير الأحمر في سوهاج بصعيد مصر
نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مُطران الغربية وطنطا، للروم الأرثوذكس، مجموعة من أيقونات دير القديس العظيم الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين، المعروف بالدير الأحمر، الموجود في سوهاج بصعيد مصر، وقال إن الأيقونات الجدارية في الكنيسة تعود إلى القرون الرابع والخامس والسادس وما بعدهم.
وأضاف أنه من المُهم جدًا أن يعرف الفرد ما تحمله الأيقونات الرئيسية للكنيسة من معانٍ لاهوتية:
وأشار إلى أن الأيقونتين 1 و2 في منحنى قبة الكنيسة ثلاث أيقونات؛ وفي الوسط يسوع المسيح، وعن يمينه العذراء مريم، وعن يساره القديس يوحنا المعمدان السابق.
كما أشار إلى أن الأيقونتين 3 و4 هي أيقونة السيد المسيح، رافعًا يده اليمنى ويُبارك، في بركته يرفع إصباعيه السبابة والوسطى ويضع الإبهام على البنصر، وجميع الأصابع متحدة في كفه، دلالة على طبيعتيه الإلهية والإنسانية المتحدتان في شخصه بدون انفصال.
وعن الأيقونات 5، 6، 7، 8، قال إنهم أيقونة للعذراء مريم، وفي حضنها الطفل يسوع المسيح وهي ترضعه، دلالة على بشريته التي اتخذها من مريم العذراء، بعد أن سكن في أحشائها بحلول الروح القدس عليها، فهو الشخص الإلهي المتجسد.
وبخصوص الأيقونات 9 و10 و11، فهم أيقونة القديس يوحنا المعمدان السابق للمسيح، وهو يُبارك بيده اليمنى، كما يبارك السيد المسيح، في إشارة إلى طبيعتي يسوع المسيح الإلهية والإنسانية المتحدتان في شخصه بدون انفصال.
وفي جميع الأيقونات القديسون يباركون كما يبارك الرب يسوع المسيح، بالمعنى الذي يشير إليه القديس يوحنا المعمدان السابق للمسيح.
والتي هي إشارة إلى طبيعتي يسوع المسيح الإلهية، والإنسانية المتحدتان في شخصه بدون انفصال.
وعن رسم الأيقونات فقال إنها مرسومة بالفن المصري القريب من فن القدماء المصريين، كما يظهر من شكل العينين ورسم الملامح.
نبذة تاريخية عن الدير
الدير الأحمر، يحمل اسم قديسًا مصريًا يُدعى أبا بيشاي، وهو غير أبا بيشوي الشهير الذي عاش في وادي النطرون.
يقع الدير حوالي 12 كم غرب مدينة سوهاج في مصر العليا (الصعيد)، وعلى بعد حوالى 4 كم شمال غرب الدير الأبيض.
سُمي الدير باسم «الدير الأحمر»؛ لأن لون مواد بناء الجدران الخارجية من الطوب الأحمر (المحروق).
وهي أكثر سُمكًا عند القاعدة منها عند القمة، وهو يشبه في شكله المعماري الدير الأبيض.
وعلى الأرجح يعود تاريخ بنائهما إلى نفس الفترة حوالي القرن الخامس الميلادي.
أما تاريخ تأسيس الدير الأحمر كتجمع رهباني غير معروف، ويعتقد أنه تم تأسيسه في القرن الرابع الميلادي نحو عام ٣٥٠م، من قبل الراهب المصري أبا بيشاي، أبا بيشوي (Pshoi) أو أبا بيسوي (Psoi).
وكان أبا بيشاي معاصرًا لأبا بيجول (Pcol)، مؤسس ورئيس دير الأبيض لفترة تناهز الثمانين عامًا، والذي تنيح عام ٤٦٥م أو ٤٦٦م.
وبدأ أبا بشاى كراهب متوحد، ثم عندما صار له تلاميذ، أسس تجمع الرهباني.
ثم تطور مجموعة من الرهبان المتوحدين الانفراديين إلى شركة رهبانية الشركة في الدير، والذي يعرف الآن باسم الدير الأحمر.
وصار الدير الأحمر منذ أواخر القرن الرابع جزء من تجمع إتحاد الأديرة الشنودية.