حكم صيام التسع الأوائل من شهر ذي الحجة.. دار الإفتاء تجيب
ساعات قليلة تفصلنا عن بداية الأيام التسع الأولى من ذي الحجة والتي تعد من أفضل الأيام وأكثرها بركة من الله عز وجل فقد ورد فضلها في الكثير من نصوص السنة وأقسم بها الله في القرآن الكريم في قوله تعالى «وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ»، فقد ذهب بعض المفسرون أن المقصود بهذه الأيام هي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة لذلك يكثر فيها المسلمون من الأعمال التي تقرب العبد من ربه لا سيما الصيام الذي يعتبره البعض أفضل عمل يستغل العبد به نهار تلك الأيام الفضيلة، وهي أيام معلومات أقسم الله بها في كتابه الكريم.
حكم صيام التسع الأوائل من شهر ذي الحجة
وفي هذه الأثناء كثُر السؤال حول ثواب صيام التسع الأوائل من ذي الحجة، و حكم صيام عشر ذي الحجة وهل هي سنة أم فرض بما انها وردت في القرآن الكريم.
هل كان النبي يصوم التسع الأوائل من ذي الحجة؟
وفي بيان صادر عن دار الإفتاء قد أوضحت الأمانة العامة بها التفاصيل الخاصة بهذه الأيام المباركة وما إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم التسع أيام الأولى من شهر ذي الحجة أم لا.
وكان هناك العشرات بل المئات من الأسئلة التي وجهت بخصوص هذا الشأن للصفحة الرسمية لدار الإفتاء على منصات التواصل الاجتماعي والموقع الرسمي الخاص بها، وقد وأوردت دار الإفتاء هذا السؤال مصحوبًا برد عبر موقعها الرسمي ونص السؤال: "هل صام النبي صلى الله عليه وآله وسلم العشر الأيام الأوائل من شهر ذي الحجة؟».
أما الرد فكان كالآتي: إنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة؛ ففي «سنن أبي داود» وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس»، موضحة أن عن حفصة رضي الله عنها قالت: «أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة» رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.
فضل صيام التسعة الأوائل من شهر ذي الحجة
واستدلت دار الإفتاء على ذلك بما ورد في «صحيح البخاري» أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِن أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَفْضَلُ مِنهُ فِي هَذِهِ»، يعني العشر الأوائل من ذي الحجة فيتأول قولها «لم يصم العشر» أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائمًا فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر.
وهناك حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر الإثنين من الشهر والخميس» ورواه أبوداود وهذا لفظه، وأحمد والنسائي في روايتهما: «وخميسَين».
وبناءً على هذه الإجابة فما هو فضل الصيام والعمل الصالح في تلك الأيام المباركة،فالسؤال عن فضل صيام التسع من ذي الحجة أيام يتصدر مواقع ومحركات البحث.
أما عن فضل صيام الأيام الأولى من شهر ذي الحجة خاصة يوم عرفة، فتذكر دار الإفتاء أن فضل صيام التسع أيام من ذي الحجة ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ؛ يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ القَدْرِ» أخرجه الترمذي في «سننه».