بيت بلا جذور.. للكاتبة أندريه شديد قصة عائلية حقيقية حول اختلاف الأجيال
صدرت مؤخرا عن سلسلة إبداعات عالمية، والتي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، النسخة العربية لرواية الكاتبة الفرنسية مصرية الأصل أندريه شديد، تحت عنوان “بيت بلا جذور”، من ترجمة نجيب مبارك، ومراجعة دكتور منتجب صقر.
وأندريه شديد ولدت في القاهرة في 20 مارس 1920 لأسرة مسيحية من أصل لبناني ــ سوري، وتوفيت في باريس في السادس من فبراير سنة 2011.
بدأت أندريه شديد مسيرتها الأدبية عام 1943 بمجموعة من الأشعار المكتوبة باللغة الإنجليزية ولكنها سرعان ما تبنت اللغة الفرنسية، وتسود عوالم الشرق ومصر القديمة وريفها الحديث أعمالها القصصية والروائية.
نالت أندريه شديد جوائز عديدة من بينها: جائزة لويز لابيه عام 1966، جائزة النسر الذهبي للشعر عام 1972، الجائزة الكبري للأدب الفرنسي من الأكاديمية الملكية في بلجيكا عام 1975، جائزة أفريقيا المتوسطة عام 1975.
نشرت أندريه شديد العشرات من الكتب في الشعر والقصة والرواية والمسرح والمقالة والرحلة وغيرها. ومن أعمالها الشعرية: نصوص من أجل وجه، نصوص من أجل قصيدة، نصوص من أجل الحي، نصوص من أجل الأرض الحبيبة، الأرض والمشاهدة، البلد المزدوج، نزوات، غناء مضاد، وجه أول، أخوة الكلام، احتفال العنف، مغاور وشموس، محن الكائن، كم جسدا وكم روحا، وغيرها.
أما في السرد فقد نشرت أندريه شديد ما يزيد علي 19 رواية وتسع مجموعات قصصية و13 كتابا سرديا، ومن رواياتها: اليوم السادس، الباقي علي قيد الحياة، الآخر، المدينة الخصبة، نفرتيتي وحلم اخناتون، درجات الرمل، بيت بلا جذور، والصبي المتعدد.
وفي المسرح كتبت أندريه شديد سبع مسرحيات نذكر منها: بيرينيت مصر، الأعداد، الشخص، المرشح الأخير وغيرها.
ــ بيت بلا جذور رواية أندريه شديد عن الحرب الأهلية اللبنانية
بيت بلا جذور هي الرواية الأولي للكاتبة أندريه شديد عن مأساة الحرب الأهلية اللبنانية، التي تفجرت في منتصف سبعينيات القرن العشرين واستمرت إلي العام 1990.
تحكي رواية “بيت بلا جذور” للكاتبة أندريه شديد قصة عائلية حقيقية استنادا إلي فكرة اختلاف الأجيال، تناقش من خلالها تيمات وأسئلة جوهرية مرتبطة بالدين، والحرب والحياة والموت والتمرد والتسامح .. وغيرها.
وأهم ما يميز رواية “بيت بلا جذور” أنها تلقي الضوء علي لحظة انطلاق شرارة الحرب الأهلية اللبنانية، وما رافقها من مخاوف وتوجسات، مركزة علي الأوضاع في بيروت، وراسمة بدقة أجواءها وأحوال سكانها، وبقية التفاصيل النفسية والفكرية، المؤثرة في أبطال وشخوص الرواية، خلال تلك الأيام العصيبة والمفصلية من تاريخ لبنان.
ومما جاء في رواية “بيت بلا جذور” نقرأ: لم يكن ذلك مهما. مجرد صوت مكتوم وبعيد. ولولا أحداث الأسابيع الماضية. لمر من دون أن يلفت النظر، إذ لا أحد كان سيظن أنه كان طلقة نار.
لم تكن “كاليا” قلقة جدا حيال هذا الأمر، لكنها عادت من دون تأخير إلي النافذة التي تطل علي الساحة. قبل ثوان كانت متكئة علي حافة برج المراقبة هذا، وميزت وجهي “آمال” و"ميريام" المتقابلين، وقوامهما الرشيق، الخفيف، من تحت الثياب الصفراء الواسعة."