هبة الأباصيرى: «الشركة المتحدة» أحدثت طفرة كبيرة فى المشهد الإعلامى
واحدة من أهم الإعلاميات على الساحة خلال الفترة الأخيرة، لها طلة مميزة لا تخطئها عين، وقدرات وخبرات فى التقديم التليفزيونى جمعتها على مدار سنوات طويلة من العمل فى مختلف الألوان الإعلامية، بداية من الأخبار، مرورًا بالمنوعات ثم البرامج الاجتماعية.
الإعلامية هبة الأباصيرى، التى جذبت الأنظار إليها منذ بداية عملها فى شبكة «ART»، وانفجرت موهبتها بشكل كبير فيما يعرف باسم برامج الـ«هارد توك» أو الـ«وان تو وان»، سواء «كش ملك» أو «السم فى العسل» أو «لقاء خاص»، وصولًا إلى مشاركتها حاليًا فى تقديم برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا» على شاشة «CBC».
عن هذه المسيرة الإعلامية المميزة، وكواليس تقديمها برنامج «الستات ميعرفوش يكدبوا»، ورؤيتها المشهد الإعلامى ككل، ومشاركتها بالتمثيل فى العديد من الأعمال الفنية، التى كان آخرها مسلسل «مين قال؟» فى رمضان الماضى، يدور حوار «الدستور» التالى مع الإعلامية هبة الأباصيرى.
■ كيف بدأتِ تجربتك مع برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا»؟
- اُخترت وكُلفت بالمشاركة فى برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا» بشكل غير متوقع بالنسبة لى، فقد كنت أستعد لتقديم برنامج مختلف تمامًا، لكنى التحقت للعمل به فى النهاية، وهو برنامج غاية فى الأهمية، لأنه خاص بكل أفراد الأسرة، ويدخل كل بيت فى مصر، وعبارة عن ٣ حلقات مباشرة على الهواء لـ٥ مرات فى الأسبوع، ما يحمل كل العاملين فيه مسئولية كبيرة أتمنى أن أكون قدها.
■ هل تخوفت من خوض التجربة حينما عرض عليك تقديم البرنامج؟
- لا أُخفى عليك سرًا، كنت بالفعل متخوفة و«مخضوضة جدًا» من التجربة، وخوفى هذا لم يكن لقلقى من الظهور فى «برنامج هوا»، لأننى منذ أن عملت فى الإعلام وأنا أقدم هذه النوعية من البرامج، وقدمت العديد من التغطيات الحية لمهرجان «كان» السينمائى فى شبكة قنوات «ART».
تخوفى كان بسبب شعورى بالمسئولية، وكون البرنامج من أنجح البرامج النسائية والعائلية، ويُعد من الأعلى مشاهدة بين هذه النوعية من البرامج المقدمة على القنوات المختلفة، لكن أؤكد أنه من البرامج المحببة للمذيعين، وأى مذيع يتمنى العمل به.
■ كيف تناقشون أفكار البرنامج بينكم قبل الحلقة؟
- نناقش أفكار البرنامج بيننا على مدار الـ٢٤ ساعة، وليس فقط قبل كل حلقة، عبر «جروب» البرنامج، الذى يضم فريق العمل بالكامل، بداية من المقدمين والمعدين ورئيس التحرير، مرورًا بالمخرج والإدارة، وجميعنا نناقش كل صغيرة وكبيرة، ونطرح الآراء وأسماء الضيوف والفقرات، وغيرها من التفاصيل.
■ ما أصعب حلقة أو موقف تعرضتِ له خلال «الستات ما يعرفوش يكدبوا»؟
- الحمد لله، لم أتعرض لأى صعوبة فى البرنامج حتى الآن، وكل الأمور تسير بسلاسة وأريحية كبيرة جدًا، ولا أجد صعوبة فى «برامج الهوا»، لأننى كما سبق أن قلت، تعلمت الإعلام والتقديم التليفزيونى من خلال هذه البرامج، وأعتبرها من أكثر البرامج المحببة لقلبى.
■ هل هناك قضية معينة ناقشتموها وأصبحت حديث الجمهور بشكل جعلك لا تنسيها؟
- كل القضايا التى يناقشها البرنامج فى غاية الأهمية، وتهم كل طبقات وفئات المجتمع، سواء الرجل أو المرأة أو الطفل، العامل أو الموظف، والعديد من الفئات الأخرى، فهو برنامج شامل يهتم بجميع القضايا، ونلمس ذلك دائمًا فى تعليقات الجمهور، سواء على «السوشيال ميديا» أو فى الشارع.
ومن أهم القضايا التى حققت صدى كبيرًا: «أسباب فشل الزواج والارتباط بعد فترة قصيرة، والاستهتار وعدم المسئولية لدى المراهقين، وعلاقات السوشيال ميديا التى تنشأ فى عالم افتراضى بين الشباب وتؤدى إلى كوارث وعمليات ابتزاز وحوادث انتحار، وأساليب التربية التى تمنح الأطفال والمراهقين حرية مطلقة دون رقابة»، وغيرها الكثير من القضايا المهمة التى كان لها صدى كبير وتفاعل من الجمهور، مع الاهتمام الكبير باختيار ضيوف لهم رصيد من المصداقية عند المشاهد.
■ كيف ترين اعتماد بعض البرامج فى محتواها على ما يعرف باسم «صناعة التريند»؟
- لا أستطيع الحديث عن أى برنامج غير «الستات ما يعرفوش يكدبوا»، لأننى أهتم بعملى فقط، ولا ألتفت إلى أى شىء آخر، والحمد لله، نعمل وفقًا لما يمليه علينا ضميرنا، ولا نلتفت إلى «الفرقعة»، حتى أصبح البرنامج حجر أساس للعديد من البرامج المماثلة التى جاءت بعده.
نحن نعمل من أجل أن يصبح «الستات ما يعرفوش يكدبوا» من أهم البرامج، حتى بعد رحيلنا عنه، عبر الاعتماد بشكل كبير على المهنية والموضوعية والحيادية، والإيمان بأن أى عمل ناجح يُبذل فيه مجهودا كبيرا وبجدية وضمير، لا بد أن يكون له أثر كبير على المشاهد، مع عدم وضع اعتبار لفكرة «التريند» أو تصدره.
■ ما مقياس النجاح لديكِ فى أى عمل تقدمينه سواء كمذيعة أو ممثلة؟
- أنا فى الأول والأخير مذيعة، وأفضل مهنتى كمذيعة، وأقيس نجاحى من خلال الناس العادية فى الشارع، وأهتم جدًا بتعليقات الجمهور فى أى مكان أذهب إليه، وهل الموضوعات التى ناقشتها أثرت فيهم أم لا، وأحب وأحرص على الاستماع ومتابعة جميع الآراء وردود الأفعال، لأنها بالنسبة لى هى مقياس نجاح ورسالة طمأنينة.
■ كيف تنظرين إلى ما تسمى ببرامج الـ«وان تو وان» أو الـ«هارد توك»، باعتبارك من أهم مقدمى هذه النوعية؟
- الشاشة تفتقر لوجود هذه النوعية من البرامج المسماة بـ«وان تو وان» أو «هارد توك»، فلا توجد على الشاشة حاليًا مثل هذه البرامج، فى مقابل انتشار كبير للبرامج الاجتماعية والـ«توك شو» والأحداث الجارية.
وعلى المستوى الشخصى، قدمت العديد من البرامج التى تندرج تحت هذا المسمى، سواء «كش ملك» أو «السم فى العسل» أو «لقاء خاص»، الذى كنت أقدمه على شاشة «CBC» أيضًا قبل انضمامى إلى «الستات ما يعرفوش يكدبوا»، وأحب جدًا تقديم هذه النوعية، لأنها تخوص فى أعماق الضيف من جميع الجوانب الحياتية والشخصية والعاطفية والاجتماعية.
■ هل هناك برنامج معين تتمنين تقديمه فى الفترة المقبلة؟
- أُحب العودة إلى تقديم برامج الـ«وان تو وان»، فكما قلت سابقًا، تستهوينى هذه النوعية من البرامج، خاصة أن ضيوفها من النماذج الناجحة صاحبة التجارب المؤثرة والملهمة فى الحياة، الذين يمكنهم أن يصبحوا مَثلًا وقدوة وعامل تحفيز لعدد كبير من المشاهدين، خاصة من فئة الشباب.
■ فى أى نوعية مذيعين تُصنف هبة الأباصيرى نفسها؟
- الحمد لله منذ أن عملت فى الحقل الإعلامى حرصت على تقديم ألوان مختلفة من التقديم التليفزيونى، فقدمت البرامج الإخبارية فى قناة «العربية»، وبرامج المنوعات فى «MBC» و«ART»، واجتهدت لتقديمها جميعًا بشكل لائق، ولن أكتفى، ولدىّ المزيد والمزيد الذى أريد تقديمه، وعندى شغف وتطلع لتقديم الأكثر اختلافًا وتميزًا.
■ ما رأيك فيمن يقول إن هناك «شللية» تحكم المشهدين الإعلامى والفنى؟
- لا أرى ذلك.. «الشللية» أصبحت بعيدة عن المشهدين الإعلامى والفنى، حتى لو وجدت فإنها بنسبة بسيطة جدًا، وفى النهاية لا يصح إلا الصحيح، ولا يبقى إلا الموهوب ومن لديه القدرة على تقديم الأفضل للمشاهد، لن يستمر إلا صاحب الموهبة والرسالة والصادق والموضوعى.
■ كيف تُقيِّمين المنافسة بين القنوات المختلفة؟
- منافسة جيدة للوصول إلى الأفضل وما فيه صالح المشاهد، وأرى أن شركة المتحدة للخدمات الإعلامية أحدثت طفرة فى المشهد الإعلامى، وأتشرف بأن أكون جزءًا من هذه المنظومة، وأعتبر أن جميع القنوات التابعة للمجموعة جزء من إعلامنا المحترم والواعى والمسئول.
وأرى أن الإعلام المصرى أصبح لا ينقصه أى شىء، وأننا نتقدم بشكل كبير وملحوظ، ولا يوجد أى تقصير، وخلال الفترة الأخيرة شهد إعلامنا إنجازًا كبيرًا وخطوات ملموسة وملحوظة، خاصة أن ربنا أكرمنا بقيادة سياسية حكيمة ذات ضمير واعٍ، واتخذت خطوات عريضة للتطوير فى المجالات الإعلامية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والاستثمارية كافة، وتبذل مجهودًا كبيرًا لتحقيق مستقبل محترم لكل المصريين.
■ شاركتِ خلال الموسم الرمضانى الماضى فى مسلسل «مين قال؟».. ما الذى جذبك للمشاركة فى العمل؟
- ما جذبنى إلى المسلسل هو فكرته والسيناريو المحكم، الذى يخاطب جيل الشباب، ويحاول علاج الفجوة بين الآباء والأمهات وأبنائهم خاصة المراهقين، على ضوء حالة الابتعاد الملحوظة بين الجانبين فى الفترة الأخيرة، إلى جانب أسرة العمل بالكامل من إنتاج وإخراج وتمثيل.
وفوجئت بردود الأفعال على دورى والعمل ككل، وكيف كان الشباب متفاعلًا بشكل كبير مع الأحداث، رغم أن حلقات المسلسل لم تزد على ١٥ حلقة، ووجدت سعادة كبيرة فى كل التعليقات التى وصلتنى من الشباب، ولمست فرحتهم بوجود عمل فنى اهتم بهم وبمناقشة قضاياهم فى وسط الزخم الدرامى الرمضانى المعتاد.
■ هل أصبحنا فى حاجة إلى تقديم أعمال درامية سواء وطنية أو اجتماعية لتغيير بعض المفاهيم والقوانين؟
بالتأكيد.. الفن دوره تقديم وطرح الأفكار وتغيير المفاهيم، والحمد لله استطعنا خلال الفترة الماضية، ومن خلال قيادة واعية، تقديم أعمال جيدة فى هذا الإطار، وأعتقد أننا فى حاجة إلى المزيد منها، بهدف توعية المصريين بقضايا بلدهم، وطرح ومناقشة مختلف القضايا ووضع حلول لها.
والموسم الرمضانى هذا العام كان مليئًا بالأعمال الوطنية والاجتماعية الجيدة، مثل «الاختيار» و«فاتن أمل حربى»، وغيرهما من الأعمال الدرامية التى أسهمت فى تغيير المفاهيم وطرح قضايا تهم كل المجتمع.
■ ما المعايير التى تختارين على أساسها أى دور فنى يُعرض عليكِ؟
- أول شىء أحرص عليه عند الاختيار هو أن يكون الدور لا أخجل منه، سواء أمام أسرتى الكبيرة أو الصغيرة، وأن يكون العمل ككل يحمل رسالة ومضمونًا هادفًا، وأن يضيف لى كممثلة وللجمهور.
■ التمثيل والتقديم التليفزيونى.. أيهما أقرب إليكِ؟
- لا توجد أى مقارنة، فشغفى وحبى وعشقى هو للمجال الإعلامى والتقديم التليفزيونى والبرامج، يلى ذلك التمثيل، فهو هوايتى المحببة إلى قلبى، وأمارسه مثل القراءة أو صيد السمك، وأحب أن أقدمه بمزاج واستمتاع.
وأنا أؤمن بشدة أن التمثيل نوع من أنواع العلاج النفسى، لاعتماده على إخراج طاقة قد تكون سلبية أو حزينة أو عنيفة، فهو يسمح للممثل بتقديم أشياء من الممكن ألا يستطيع تقديمها فى الواقع.
■ كيف تتعاملين مع ابنتيك؟.. وهل يمكن أن يدخلا مجال الإعلام أو التمثيل؟
- هما كل حياتى، ربنا يحميهم، ولا أمهد طريقًا لأى منهما لدخول مجال الإعلام أو التمثيل، أتركهما على حريتهما تمامًا، ولهما حرية اختيار ما ترغبان فيه، وفى الوقت الحالى أرفض تمامًا ظهورهما من خلال أى برنامج أو عمل فنى، وأحب أن يعيشا سنهما بشكل طبيعى، خاصة أن أى إنسان يعمل فى مجال مرهق، يشفق على أولاده من دخول هذا المجال، والإعلام مهنة مرهقة تحتاج إلى تركيز كبير والظهور فى أفضل صورة، بعيدًا عن أى مؤثرات شخصية أو حياتية.
ماذا عن تعاونك مع منى عبدالغنى وإيمان عزالدين فى «الستات مايعرفوش يكدبوا»؟
- من أعظم الكواليس وأحبها إلى قلبى، لأننى أتعامل مع إعلاميتين تتمتعان بخبرات كبيرة، ولهما باع كبير وطويل فى مجال التقديم التليفزيونى، وأسعد وأتشرف بالعمل معهما، خاصة أنهما قمتان فى الذوق والاحتراف، لذا حتى على المستوى الإنسانى أصبحت تربطنا علاقة صداقة قوية جدًا، وأنا أقضى معهما معظم الوقت، وأعتبرهما بمثابة عائلتى الثانية.