للمرة الأولى.. جلسات صلح بدلًا من الثأر لقضية شهيد الشهامة (صور)
في نوفمبر ٢٠٢٠، ارتجت منطقة كرموز، بالإسكندرية، جراء حادث مقتل كريم الغفير، المُلقب بشهيد الشهامة، نتيجة مُشاجرة بسبب مُعاكسة ابنة شقيقته على يد أحد جيرانه؛ لتمتد الخصومة وتستمر العداوة فيما بين عائلتي «الغفير» و«عاشور».
وبعد مفاوضات ومصالحات دامت لمدة ٢٤ شهرًا، شهدت محافظة الإسكندرية للمرة الأولى جلسة مُصالحة بدلًا من حقد الثأر، وذلك حقنًا للدماء ومن أجل الصفح والعفو.
وبجلسات صلح عرفية، وعهود موقعة وموثقة أُعلن إشهار المُصالحة بين عائلتي «الغفير» و«عاشور» في حضور كبيري افراد العائلتين وكبار دائرة قسم كرموز.
من جانبه، أكد اللواء ابراهيم مبارك، أمين أمانة المجالس النياببة والمحلية، أن عائلة الشهيد كريم، تصالحت لوجه الله ولله، وعند التفاوض مع العائلة ووالدتهم رفضوا أن يُدفع لهم أي أموال، وتنازلوا أيضًا على أن يُقدم أهل القاتل الكفن، كما هو مُتعارف، ومشهود به عند عائلات الصعيد، خاصة بعد أن أخذ القانون مجراه وتم معاقبة القاتل والحُكم عليه.
وأوضح طاهر السمالوسي، أمين أمانة المُصالحة وفض المُنازعات، أن هناك مساعي بُذِلَت؛ لأجل إتمام هذا الصلح سواء علي المستوى الشعبي والسياسي والأمني، من أجل حقن مزيد من الدماء، خاصة أن الشهيد كريم كان مشهودا له بحُسن الخُلُق والتفوق الرياضي، ولا تزال عائلته حزينة عليه، ولكنهم ارتضوا بحكم الله وقدره واستجابوا للدعوة المصالحة التي قدرنا الله أن نقوم بها وننهي تلك القضية.
وبالسلام والمصافحة مد كلتا العائلتين يديها لبدء عهد جديد للسلام وحقنا للدماء؛ لتكتمل مراسم الصُلح بالتواجد في منطقة العائلتين بكرموز، ولتفتح والدة الشهيد محلات عائلة عبده عاشور التي أُغلقت منذ الواقعة، وبعد الحُكم على القاتل، بعد أن أجريت وقائع الصلح بين العائلتين.
فبيد تمتد بالسلام طالبت والدة الشهيد كريم، بإطلاق اسم نجلها على إحدى مدارس كرموز، لكونه أحد الشهداء وبطلا من أبطال مصر وقتل غدرًا، ووعد الحضور بتنفيذ هذا الأمر، ومُخاطبة محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف، بالاستجابة لأم الشهيد.