بعد حديث الرئيس عنها.. خبير اقتصادى يكشف أسباب ارتفاع أسعار الطاقة عالميا
بعدما تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن أمن الغذاء والأزمة الاقتصادية العالمية وارتفاع أسعار الطاقة، تواصلت “الدستور” مع الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي وأستاذ التمويل والاستثمار، عن أسباب ارتفاع أسعار الطاقة عالميا وماذا ينتظرنا في المستقبل وما هي الخطوات المقترحة لتقليل التأثير السلبي الناتج عن هذا الارتفاع.
قال بدرة إن ارتفاع الأسعار عالميا قد بدأ قبل الحرب الأوكرانية فقد شهد العالم ارتفاع الأسعار ومؤشرات التضخم الاقتصادي جائحة كورونا وسلاسل الإمداد - وهي الإمدادات التي تحصل عليها الدول من الدول الأخرى في مختلف السلع الإنتاجية. فعلى سبيل المثال الشركات التي تستقبل قطع غيار من الصين أصبحت تستقبل مركب من الصين كل ثلاثة أشهر بعدما كانت تستقبل منها مركب كل شهر. وهو ما أدى إلى حدوث تباطؤ في الانتاج."
وتابع: "ومع بداية العام الجاري وبدء الحرب الباردة بين روسيا وأوكرانيا قد انعكس ذلك على سوق الطاقة العالمي بشكل كبير. وهو ما يعني أن مؤشرات ارتفاع الطاقة قد بدأت بعد جائحة كورونا وسلاسل الإمداد لكن ازدادت الأزمة عمقا وتأثيرا بعد الحرب الروسية الأوكرانية وأصبح سعر برميل البترول ١٢٥ دولار وكذلك الغاز.
وأضاف بدرة أن زيادة أسعار الطاقة بالتبعية قد أثر على كافة الإمدادات فالعالم أجمع يعمل بالبترول والغاز في جميع وسائل النقل (الطائرات والسفن والسيارات وغيرهم) وأيضا المصانع والشركات. مما تسبب في حدوث قفزة في التضخم الاقتصادي العالمي".
وتابع: "في الحقيقة أن العالم يعاني من هذا التضخم الاقتصادي منذ ٤٠ عام لكننا لم نشعر به مثل الآن لأنه في الماضي لم يكن هناك زيادة سكانية مثل الآن. فضلا عن زيادة متطلبات الأسر وهو ما نسميه بالضغوط المعيشية. فالأسر في الماضي كانا تنفق أموالها على المأكل والملبس والمشرب وكل ما هو ضروري. ولم يكن هناك انترنت وانواع مختلفة من الهواتف وغيرها من المظاهر الحياتية الحالية التي تتطلب زيادة الانفاق. فحجم الطلب في الماضي لم يكن مثلما نشاهده الآن."
واستكمل الدكتور مصطفى بدرة: أما المرحلة المقبلة فسيشهد فيها العالم ما يسمى بالكساد التضخمي بمعنى أننا نمتلك أموالا لكن المنتجات تزداد غلوا فبالتالي لا نستطيع شرائها.
ودعا الشعوب إلى ترشيد الاستهلاك وربط الأحزمة لتقليل التأثيرات السلبية التي ستنتج جراء ما يمكن حدوثه في المستقبل. فلا أحد يستطيع أن يجزم بما سيحدث في الأيام القادمة.