السويد والناتو.. رحلة الانضمام للحلف العسكرى تصطدم بروسيا
أكد أمين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو»، ينس ستولتنبرج، أن الحلف لن يصمت إذا تعرضت السويد لأي هجوم.
وأوضح «ستولتنبرج» أن هدف الحلف أن تصبح فنلندا والسويد عضوين في الناتو في أسرع وقت ممكن، موضحًا أنه لا يوجد موعد نهائي لحل انضمام الدولتين للناتو قبل القمة المرتقبة نهاية يونيو الجاري، مُعتبرًا أن انضمامها للحلف سيعزز الأمن في منطقة الأطلسي، فهما تشاركان فعلا في المناورات المرتبطة بالمنظومة الدفاعية في المنطقة.
وترصد «الدستور» كواليس مساعي انضمام السويد للناتو والرد الروسي المتوقع على هذه الخطوة:
كواليس طلب انضمام السويد للناتو
فى مايو الماضى، قدمت السويد وفنلندا طلبات بالانضمام للناتو، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، وكان حجة موسكو أن «كييف» أرادت الانضمام للناتو وتهديد أمن ومصالح روسيا.
ووقعت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، على مذكرة طلب انضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسي الناتو.
ووصفت الوزيرة هذه الوثيقة بأنها تاريخية، قائلة: «تم توقيع طلبنا إلى الناتو رسميا الآن».
كما أعلن حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي السويدي الحاكم آنذاك عن قراره التقدم بطلب لعضوية التحالف، لافتا إلى أنه في حالة الموافقة عليه، ستعارض ستوكهولم نشر أسلحة نووية وقواعد عسكرية أجنبية في البلاد.
عقبات انضمام السويد للناتو
كانت تركيا العضو الوحيد بالناتو الذي اعترض علانية على بداية عملية انضمام السويد.
وبررت أنقرة الخطوة بالاستشهاد بدعم فلندا والسويد لحزب العمال الكردستاني الذي يعتبر رسميًا منظمة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفي تركيا أيضًا، وطلبت أنقرة وقف هذا الدعم بجانب شروط أخرى لعدم استخدامها حق النقض «الفيتو» داخل الحلف حيث تعتبر أحد أعضائه.
خطوات على طريق الحل
التقى أمين عام حلف شمال الأطلسي برئيسة الوزراء السويدية؛ لمناقشة الخلاف بين تركيا والدولتين اللتين قدمتا طلبات للانضمام للناتو، وهما فلندا والسويد.
وصرح أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، خلال اجتماع مع رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون، أمس الإثنين، أنه جرى إحراز تقدم في الخلاف بين تركيا والدولتين اللتين قدمتا طلبات للانضمام للناتو فنلندا والسويد.
ولفت «ستولتنبرغ» إلى أن السويد أظهرت تنازلات بشأن نقطتين، قائلًا: «أرحب بأن السويد بدأت بالفعل تغيير قانونها الخاص بمكافحة الإرهاب، وأن السويد سوف تضمن أن إطار العمل القانوني؛ لتصدير الأسلحة سوف يعكس وضعها المستقبلي كعضو بالناتو، يترتب عليه التزامات جديدة تجاه الحلفاء، متابعاهناك خطوتان مهمتان للتصدي لمخاوف أثارتها تركيا».
كما أعطت «أندرسون» تأكيدات أن قوانين الإرهاب السويدية تغيرت في العامين الأخيرين وسوف يستمر تعديلها.
وقالت إن السويد تتخذ مخاوف تركيا على محمل الجد ليس أقلها مخاوفها الأمنية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
الرد الروسي على انضمام السويد للناتو
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مايو الماضي، أن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو لن يشكل تهديدا في حد ذاته، لكن موسكو سترد على عمليات الانتشار العسكري في شمال أوروبا.
وقال إنه يتعين على الغرب ألا تكون لديه أي أوهام، عن أن موسكو قد تغض الطرف ببساطة عن توسع الناتو في منطقة شمال أوروبا ليشمل السويد وفنلندا ووصف الخطوة بأنها خطأ سيؤجج التوتر العسكري.
فيما قال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي: «لا يجب أن يكون لديهم أي أوهام عن أننا سنغض الطرف عن ذلك ببساطة، ولا يجب أن تفعل ذلك لا بروكسل ولا واشنطن ولا باقي عواصم دول الحلف».
وأضاف المسؤول الروسى أن قرار هلسنكي وستوكهولم الانضمام للحلف قرار خاطئ، قائلًا: «المستوى العام للتوتر العسكري سيرتفع»، مُعتبرًا أن ترشح السويد وفنلندا لعضوية الناتو يشكل خطأً فادحًا.