وائل لطفى: فرج فودة خاض معارك كثيرة فى مختلف ميادين الحياة
قال الكاتب الصحفي وائل لطفى، رئيس تحرير جريدة «الدستور»، إن الدكتور فرج فودة يتسم بالتواضع في علاقته بالناس، حيث كان يتواجد باستمرار وسط الناس ولا يتعامل من برج عالٍ، فهو رجل مقاتل وشجاع وكان يتصدى بمفرده لقوى منظمة من تحالفات سياسية ومادية.
وأضاف «لطفي»، أن «فودة» كان شديد الفصاحة والبلاغة، متمكنًا من اللغة والتاريخ الإسلامي ومادته العلمية ومناظراته ولغته العميقة الفصيحة، ونموذجًا للمثقف العربي، وكان السهل والمباشر والمؤثر ودفع الثمن كبيرًا بقدر تأثيره، وقد انتصر بعد رحيله، وهذا ما شاهدناه في ثورة 30 يونيو من تمكن الشعب من إزالة دولة الإخوان الإرهابية.
وتابع: «هذه الجذور السامة من جماعات الإرهاب والتطرف كانت تحتاج إلى مجهود كبير للتغلب والقضاء عليها، فنجد أن فودة ما زال مؤثرًا وأفكاره حية، وتضحيته لم تذهب هباء، ونجد أنه انتصر بعد ثلاثين عامًا على رحيله».
وأوضح «لطفى»، أن التيارات الإسلامية تلقت الكثير من التمويلات بمليارات الجنيهات، وعلى الرغم من ذلك كان يحسن فرج إليهم وهم يسيئون إليه ويجادلهم بالحسني، إذ خاض الكثير من المعارك الفكرية مع رموز التطرف، منهم صلاح أبوإسماعيل وغيرهم، وكان دائمًا يواجههم بالفكر.
وأكمل: «جادل وناظر محمد عمارة والغزالى فى معرض الكتاب، المناظرة الشهيرة التي أودت بحياته، فكان يقابل الجهل بالعلم، والعنف بالسلمية، والإرهاب بالسلام، وبدأ ينبه إلى تحول التطرف إلى إرهاب عام 1987، ولم يحدث أنه أساء إلى الجماعات الاسلامية، وخرج من حزب الوفد عام 1984».
وأكد، على أن فودة كان رجلًا نشيطًا، نجده في مختلف الميادين. فكان يكتب المقالات والمؤلفات العلمية، ويترشح للحزب ويؤسس جمعيات وأحزابًا، وكان يناقش ويجادل فهمي هويدي وصلاح منتصر.
وأكمل: «بعد كل هذا من الطبيعي أن يتم اغتياله معنويًا، بالإضافة إلى الشائعات التي تعرض لها، فكان الشيخ صلاح أبوإسماعيل يقول إنه يدعو للزنا، وهذه افتراءات لم تحدث».
ونادى إلى أن فلسفة العقاب اختلفت ولا يوجد شيء اسمه نقطع أطراف الناس من أجل المعاقبة على أمر من الأمور، ويتحدث عن الحوادث التي تؤدي إلى تطبيق الحدود، وأن هناك عوارًا كبيرًا حول تطبيق الحدود.
وأضاف رئيس تحرير جريدة «الدستور»، أن التاريخ الإسلامي كان يستخدم المنطق في إقناع المعارضين، ولكن وجدنا على الجانب الآخر من المؤسسات الدينية والجماعات الإسلامية شكلت لجنة من علماء الأزهر كان يرأسها عبدالغفار عزيز يكفر فودة، وجاء بعده الشيخ محمود مزروعة يواصل الهجوم عليه، إلى أن جاء تكليف من الجماعة الإسلامية بمقتل فودة في لحظة غدر.
جاء ذلك خلال ندوة الجمعية المصرية للتنوير للاحتفال بمرور ثلاثين عامًا على رحيل المفكر التنويري فرج فودة، اليوم، بمصر الجديدة بمقر الجمعية، بحضور نخبة من المفكرين والكتاب والمثقفين.