فى ذكراه.. لهذا السبب أحب محفوظ عبد الرحمن دراما التاريخ
81 عامًا مرت على ميلاد الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن، الذي ولد في 11 يونيو 1941، بقرية كفر العيص التابعة لمركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، ويعد أحد أهم المؤلفين في تاريخ الدراما المصرية، سواء في السينما أو التليفزيون.
محفوظ عبد الرحمن أيضًا من أشهر ما كتب للسينما ومن الأفلام التي قدمها "حليم" عام 2005 من إخراج شريف عرفة، "ناصر 56" 1996، و"القادسية"، كما اشتهر بعدة أعمال تليفزيونية ومنها "أم كلثوم"، "بوابة الحلواني"، "سليمان الحلبي"، "عنترة"، و"ليلة سقوط غرناطة"، وغيرها.
بدأ محفوظ عبد الرحمن رحلته في عالم الكتابة منذ بواكير حياته، وكان لا يزال صبيا، وكانت أولى تجاربه مع الكتابة عبر مجلة حائط أو المجلات الخطية، وفيها كتب القصة والقصيدة والافتتاحية والتحليل السياسي، وفي حوار له بجريدة "الفنون" بعددها رقم 2 الصادر بتاريخ 1 فبراير 2001 قال: إن الكتابة هي الفعل الأولى بالرعاية في حياتي كلها، فالكتابة بالنسبة لي علاقة مع الحياة، وتعبير عن الذات، أخرج بها من نفسي لأصنع علاقتي مع تفاصيل الحياة.
كان محفوظ عبد الرحمن يعشق التاريخ، وهو ما ظهر جليًا في قدرته على الإبداع في كتابة الدراما التاريخية وهو ما كشف عنه بأن حبه للتاريخ لعب دورًا كبيرًا في ذلك، مستطردًا: هناك عوامل أخرى جعلتني أختار كتابة الدراما التاريخية، وهذه العوامل تتمثل في أنني شخص ميال لمناقشة قضايا كلية، ألم أقل لك إنني كنت إلى جانب التاريخ أتمنى دراسة الفلسفة، القضايا الكلية تجذبني، مثل مناقشة مفهوم العدل، الحرية، العلاقات بين الناس وهكذا، واعتقد أن مثل هذه الأفكار تستعصي على غير الموضوعات التاريخية، فالتاريخ يفتح مجال مناقشة مثل هذه القضايا ويجعلها أكثر قدرة على الاستيعاب من المتلقين، والحقيقة أنني أحب دراما التاريخ وأي أسباب أخرى بالنسبة لي هامشية.
وردًا على سؤال أن البعض يفضل أن يذهب التاريخ لكي يهرب من الواقع، لكي لا يقع تحت طائلة الرقابة، فهو هو من هؤلاء؟ وهل يفضل أسلوب الإسقاط التاريخي على الواقع المعيش؟؛ قال: تستطيع أن تكون على يقين بأنه لم يخطر لي ببال ولو لمرة واحدة مسألة الهروب من الرقابة، ولا أن استخدام أسلوب الإسقاط الذي يتذاكى به البعض، وأستطيع أن أدعي أمامك الآن أنني ذكي بقدر يجعلني أفهم أن الأعمال التاريخية معرضة للرقابة أكثر من الأعمال العصرية، ولو قدر لك أن تتابع محذوفًا أو محظورات الرقابة فسوف تجد أن أكثر الدراما التي تعرضت للرقابة لها بالحذف أو المنع أو حتى الاضطهاد هي الأعمال التاريخية.
وأضاف: في مثل هذه الحالة لا يجدي- إذن- الهروب، ولا يفيد الإسقاط المقصود، ولكني أرى أن الإسقاط سيظل موجودًا حتى في اختيارك للموضوع؛ اختيارك جيفارا أم موسوليني، عبدالناصر أم السادات، يعني أنك تريد أن تقول شيئا ما.