مخاوف أوروبية من قطع الجزائر الغاز الطبيعى عن إسبانيا
تصاعدت المخاوف الأوروبية، خلال هذه الفترة، حول قطع الجزائر الغاز الطبيعي عن إسبانيا، مما أثار الهلع في قلوب أوروبا، حيث اتجهت الأنظار، خلال الآونة الأخيرة، إلى الجزائر التي تعتبر من أهم الموردين للقارة العجوز، إلى جانب غاز بروم الروسية العملاقة.
القرار الجزائري
دخل قرار منع الجزائر عمليات التصدير والاستيراد للغاز الطبيعي من وإلى إسبانيا، حيث قامت بتوجيهات إلى الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية الجزائرية، وتعليمات لكل مديري البنوك، طالبتهم فيها بمنع عمليات التصدير والاستيراد من وإلى إسبانيا، وذلك اعتباراً من أمس الخميس.
وحسبما جاء في القرار، نشرته وسائل إعلام جزائرية- فإنه يمنع أي عملية توطين بنكي لإجراء عملية استيراد من إسبانيا، كما يمنع أيضا أي عملية توطين بنكي لإجراء عملية تصدير نحو إسبانيا.
كما شددت الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية الجزائرية في الأخير على ضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتطبيق الصارم لهذا الإجراء.
معاهدة الصداقة مع إسبانيا
وقررت الجزائر، التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أبرمتها مع إسبانيا بتاريخ 8 أكتوبر 2002، جاء ذلك في تصريح لرئاسة الجمهورية الجزائرية الأربعاء الماضي.
فيما قالت مصادر دبلوماسية إسبانية إن إسبانيا تأسف لقرار الجزائر، الأربعاء، بتعليق اتفاق التعاون بين البلدين، بعدما غيرت مدريد موقفها من قضية الصحراء؛ ليتماشى مع الموقف المغربي.
وأوضحت المصادر ذاتها، في تصريحات صحفية، أن "الحكومة الإسبانية تأسف لإعلان الرئاسة الجزائرية تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون".
الرد الإسباني
أعربت الخارجية الإسبانية، في بيان لها، اليوم الجمعة، عن أملها حل الأزمة مع الجزائر عبر الحوار والدبلوماسية.
وقالت الخارجية الإسبانية: لم نتخذ أي إجراء سلبي يؤثر بالجزائر، حسبما أفادت في نبأ عاجل وفق قناة العربية نيوز، مؤكدة: نأمل حل الأزمة مع الجزائر عبر الحوار والدبلوماسية.
وكانت قد ردت إسبانيا، أمس الخميس، بأنها ستدافع بقوة عن مصالحها الوطنية في ضوء قرار الجزائر إلغاء معاهدة صداقة وتعاون عمرها 20 عاما وحظرها كل أشكال التجارة مع إسبانيا عدا الغاز، في خطوة أثارت أيضا قلق مسئولين بالاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إن إسبانيا ترقب أيضا تدفقات الغاز من الجزائر، ثاني أكبر مورد لها بعد الولايات المتحدة، لكنها لم تتأثر حتى الآن بالخلاف الدبلوماسي بين البلدين بسبب موقف مدريد من قضية الصحراء الغربية. وقال مصدر دبلوماسي لرويترز إن ألباريس سيتوجه إلى بروكسل غدا الجمعة لمناقشة الأزمة مع المفوض الأوروبي للتجارة فالديس دومبروفسكيس.
المفوضية الأوروبية
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الشئون الخارجية للمفوضية الأوروبية نبيلة مصرالي للصحفيين إن قرار الجزائر "مقلق للغاية"، ودعت السلطات الجزائرية لمراجعته والعمل مع إسبانيا على إيجاد حلول للخلاف بينهما.
وأمرت رابطة المصارف الجزائرية أمس الأول الأربعاء بوقف المدفوعات من إسبانيا وإليها، الأمر الذي يؤثر على كل جوانب التجارة عدا إمدادات الغاز وفقا لمصادر جزائرية.
في غضون ذلك، تعهد الاتحاد الأوروبي، في نبأ عاجل، اليوم الجمعة، على العمل على تقييم تداعيات الإجراءات الجزائرية بشأن إسبانيا، مضيفاً نحن على اتصال وثيق بإسبانيا ونتواصل مع الجزائر لتوضيح الموقف.
وكان قد دعا الاتحاد الأوروبي، الخميس، السلطات الجزائرية إلى "إعادة النظر في قرارها" تعليق معاهدة تعاون مع إسبانيا، واعتبر أن القرار "مقلق للغاية" ولا سيما أن الجزائر "شريك مهم" للاستقرار الإقليمي.
وقالت نبيلة مصرالي المتحدثة باسم مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن "قرار الجزائر مقلق للغاية". وأضافت "ندعو الجزائر إلى إعادة النظر في قرارها" واستئناف الحوار بينها وبين إسبانيا "لتجاوز الخلافات الحالية". وتابعت "نجري تقييما لتأثير هذا القرار" على المعاهدة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.
الخطة المغربية وحجم الصادرات
وأثارت إسبانيا غضب الجزائر في مارس عندما دعمت خطة مغربية لتنفيذ الحكم الذاتي في منطقة الصحراء الغربية، حيث تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى للاستقلال الكامل بالمنطقة التي يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه.
وتشمل صادرات إسبانيا للجزائر الحديد والصلب والآلات والمنتجات الورقية والوقود والبلاستيك، بينما تشمل الخدمات التي تصدرها لها أعمال الإنشاءات والخدمات المصرفية والتأمين. ولدى شركات طاقة إسبانية مثل ناتورجي وريبسول وسيبسا عقود مع شركة سوناطراك الجزائرية المملوكة للدولة. وحاولت رويترز الحصول على تعليق من سوناطراك.