«زولا العصور الوسطى».. ماذا تعرف عن سيجريد أوندست الفائزة بنوبل؟
تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتبة النرويجية الكبيرة سيجريد أوندست، وهي الروائية المتوجة بجائزة نوبل عام 1928، والتي أطلق عليها من قبل النقاد لقب "زولا العصور الوسطى"، نظرا لاتباعها نفس المنهج والأسلوب الواقعي في الكتابة.
ولدت سيغريد أوندست في الدنمارك ولكن عائلتها استقرت في النرويج في سنة 1924 اعتنقت الكاثوليكية، وفي عام 1940، وعلى إثر الحرب العالمية الثانية هربت "أوندست" من النرويج إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن غزت ألمانيا بلادها، وقضت فترة الحرب في أمريكا ثم عادت بعد انتهائها.
كان والدها نرويجيا وأمها هولندية، وقد انتقلت عائلتها بعد مضي عامين على ولادتها إلى أوسلو، حيث عمل والدها بتدريس الآثار في الجامعة، وكان لاهتمام أبيها بالتاريخ تأثير كبير عليها، تمثل في ولعها بالتاريخ الدرامي لحضارة النرويج القديمة والخاصة بالبلدان الاسكندنافية التي قرأت عنها بصورة شاملة في طفولتها.
نشرت أول رواية لها «السيدة مارتا أولي" في عام 1907، ثم تلتها بمجموعة قصص قصيرة بعنوان «المرحلة السعيدة» في العام التالي، وحقق العملان نجاحا كبيرا وأثارا اهتمام وجدل النقاد.
كما ساهمت مكانتها الأدبية في حصولها على الحرية لاكتشاف العالم، مما ألهب مخيلتها منذ البداية، سيما وأنها دخلت معترك الحياة بعد وفاة والدها وعملها وهي في السادسة عشرة من العمر كسكرتيرة لمساعدة عائلتها.
وفي عام 1909 نشرت رواية جديدة بعنوان «ابنة جونار"التي عكست إلمامها الشامل بتاريخ النرويج وأساطيره ومن ضمنها «قصص أيسلاندس»، وكانت هذه الرواية بمثابة إعادة صياغة لحياة قرون الظلمات وبصورة دقيقة وبارعة.
ورغم استنزافها كإنسانة خلال مرحلة زواجها، إلا أنها نجحت في كتابة ونشر الجزء الأول من ثلاثية «كريستين لافرانسداتر» وهو بعنوان «إكليل العروس"وذلك في عام 1920، وسرعان ما تبعته بالجزء الثاني «الزوجة"في العام الثاني، وأخيرا الجزء الثالث «الصلب» في العام الثالث.
حققت لها هذه الثلاثية شهرة عالمية واسعة، عززتها بروايتها الرباعية «سيد هستفيكن"المستلهمة أيضا من العصور الوسطى، وتم نشرها على التوالي من عام 1925 وحتى 1927. وقد رسخ هذان العملان الأدبيان مكانتها كأحد أعظم كتاب القرن العشرين، وأهم كاتبة للرواية التاريخية الرومانسية.
حازت سيجريد على جائزة نوبل للآداب حينما كانت في السادسة والأربعين من العمر، وقد خصصت جزءا كبيرا من قيمة الجائزة لمساعدة العائلات التي لديها أبناء معاقون.وتابعت مسيرتها الأدبية ونشر أعمالها ومن ضمنها مجموعة مقالات وسيرتها الذاتية «أطول السنوات"التي نشرتها في عام 1930.
وبعد مضي عامين على عودتها من المنفى الذي أثر كثيرا على صحتها، حصلت على أهم وأقدر جائزة في النرويج تقديرا لأعمالها الأدبية المتميزة وخدماتها لبلدها، ثم توفيت لاحقا في 10 يونيو 1949 وهي في السابعة والستين من عمرها.