حلول وتجارب.. هل يحل الهيدروجين الأخضر أزمة المناخ؟
بالتزامن مع توجه العالم نحو الطاقة النظيفة تستعد مصر إلى إنشاء محطات إنتاج الهيدروجين الأخضر، إذ يعمل على حماية البيئة ومكافحة الاحتباس الحراري، كأحد أهم الحلول لمواجهة تداعيات تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وفي السياق، أكد مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة تتبنى المشروعات الخضراء خاصة الهيدروجين النظيف، وذلك نظرًا لأهميتها وتوجه دول العالم نحو مشروعات الهيدروجين الأخضر والانتقال إلى الطاقة النظيفة، والعمل على خفض الانبعاثات الصادرة عن استخدام الوقود الأحفوري.
وأشار مجلس الوزراء إلى أن كل هذه الجهود من شأنها تحويل مصر إلى ممر لعبور الطاقة النظيفة إلى أوروبا والعالم، ولذلك تعمل الجهات المعنية أيضًا بدأب لتعظيم الاستفادة من الفرص المطروحة في ضوء رئاسة مصر للدورة 27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير لمؤتمر المناخ كوب 27، لجذب مزيد من التعاون والاستثمارات لمشروعات التحول الأخضر، لا سيما إنتاج الهيدروجين الأخضر.
الدكتور هدى الملاح، مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية، تقول لـ"الدستور" أن جميع دول العالم مؤخرًا بدأت تتجه إلى استخدام الهيدروجين الأخضر نظرًا لكونه يحمل أضرارًا أقل على البيئة وتكاد تكون معدومة مقارنةً بنظيره من الوقود الأحفوري المستخدم في مختلف القطاعات الصناعية.
وأضافت الملاح أن الدولة تسعى لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنفيذ استراتيجية استقبال الاستثمارات الأجنبية لانتاج الهيدروجين الأخضر، وذلك من أجل التوسع في إنتاج الطاقة المتجددة في مصر ودمج أنواع جديدة من الطاقة أقل تكلفة وأكبر في العائد الاقتصادي على الدولة.
ما هو الهيدروجين الأخضر
الهيدروجين الأخضر هو عبارة عن وقود خالي من الكربون إذ يعتمد على إزالة الكربون وتقليص نسبته في الهواء، ويعد مصدر إنتاجه هو الماء وتشهد عمليات الإنتاج فصل جزيئات الهيدروجين عن جزئيات الأكسجين بالماء، بواسطة كهرباء يتم توليدها من مصادر طاقة متجددة.
كريم العمدة، أوضح في تصريحات لـ«الدستور» أن انتاج محطات الهيدروجين الأخضر في مصر سيأتي على عدة مراحل، وتبلغ تكلفة تنفيذ هذه المشروعات إلى ملايين الدولارات، ومن المتوقع أن تتوسع الدولة في محطات انتاج الهيدروجين الأخصر من النفايات في مصر في منطقة قناة السويس وذلك نظرًا لملائمة المنطقة اقتصاديًا وصناعيًا مع مثل هذه المشروعات.
وأكد أستاذ الاقتصاد السياسي على أن مشروعات الطاقة النظيفة وخاصةً مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر تحتاج إلى استثمار قوي وطويل الأمد فضلًا عن إجراء دراسات الجدوى الاقتصادية طويلة المدة، إذ إن عمر هذه المشروعات يتجاوز 20 عامًا وأكثر، لذا فإنه على المستثمرين وكذا الدولة وضع خطط مالية واستثمارية تتناسب مع حجم هذه المشروعات التي سيتخطى تنفيذها وتمويلها المليارات.
مبادرة لخفض التكلفة
أشارت مجلة فوربس في أحد التقارير الصادرة عنها إلى أن المستقبل قد وصل بمحاولة توسيع استخدام الهيدروجين الأخضر، حيث اجتمع سبعة من أكبر مطوري مشاريع الهيدروجين الأخضر لإطلاق مبادرة Green Hydrogen Catapult في محاولة لزيادة إنتاجه بمقدار 50 ضِعفًا في السنوات الست المقبلة.
وأوضحت المجلة أن المبادرة الجديدة تهدف إلى خفض تكلفة الهيدروجين الأخضر إلى أقل من 2 دولار/ كجم، مما سيساعد على خفض الانبعاثات من الصناعات الأكثر كثافة في الكربون في العالم بما في ذلك صناعة الصلب والشحن وإنتاج المواد الكيميائية وتوليد الطاقة.