وكالات إغاثة: شبح المجاعة يخيم على منطقة القرن الأفريقى
أعلنت وكالات إغاثة وخبراء أرصاد جوية أن أربعة مواسم متتالية من شح المطر جعلت الملايين من المتضررين من الجفاف في كينيا والصومال وإثيوبيا يواجهون خطر المجاعة.
وجاء في بيان لخبراء الأرصاد الجوية ووكالات إنسانية بينها وكالات من الأمم المتحدة أن الجفاف غير المسبوق يمثل "ظاهرة مناخية لم تشهدها المنطقة منذ 40 عاما على الأقل".
وأضاف: "يبدو أن موسم الأمطار 2022 من مارس وحتى مايو سيكون الأكثر جفافاً على الإطلاق".
وأتى شح الأمطار على المحاصيل وتسبب بنفوق ماشية وأرغم عددا كبيرا من الأشخاص على مغادرة ديارهم بحثا عن الطعام والماء فيما هدد احتمال عدم هطول الأمطار الموسمية للمرة الخامسة على التوالي بإغراق هذه المنطقة المضطربة في كارثة إضافية.
وقالت الوكالات: "إذا تحققت هذه التوقعات فإن حالة الطوارئ الإنسانية القائمة أساسا في المنطقة ستتعمق أكثر".
وأضافت أنه "يجب الآن تسريع التحركات لإنقاذ الأرواح وتجنب حدوث مجاعة ووفيات".
وتابعت أن النداءات الحالية للاستجابة للجفاف لا تزال تفتقر إلى تمويل واسع.
قضى الجفاف على 3.6 مليون رأس ماشية في أقسام من كينيا وإثيوبيا حيث يعتمد السكان المحليون بشكل كبير على الرعي لتأمين معيشتهم. ونفق حيوان من كل ثلاثة في الصومال منذ منتصف عام 2021.
وفي وقت سابق، أفادت مجلة "Der Spiegel" الألمانية، بأن وقف صادرات الحبوب من روسيا وأوكرانيا قد يسبب مجاعة جماعية في بلدان أفريقيا والشرق الأوسط.
ووفقا للمجلة تبلغ حصة روسيا التي توقفت صادراتها من الحبوب عمليا بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها الدول الغربية، وأوكرانيا، ما يقرب من 30% من صادرات القمح العالمية.
بالنسبة للذرة، يبلغ هذا المؤشر 15%. أما بالنسبة لزيت عباد الشمس، فإن ثلثي صادراتها العالمية تعود إلى أوكرانيا.
ونقلت المجلة عن الخبراء أن روسيا وأوكرانيا تنتجان حوالي 12% من الأطعمة عالية السعرات الحرارية المستهلكة في جميع أنحاء العالم. إذا توقفت صادرات هذه المنتجات، جزئيا أو كليا، فستكون هذه "صدمة ستشعر بها أجزاء مختلفة من الكوكب، حتى في المناطق النائية من القرن الإفريقي أو الشرق الأوسط". ومن الممكن أن يواجه مستوردو الحبوب من أوكرانيا وروسيا، مثل لبنان ومصر وليبيا واليمن تهديدا كبيرا لأمنها الغذائي، بما في ذلك المجاعة الجماعية. كما كتبت المجلة أن الأسعار قد ترتفع بشكل كبير وسيصبح الطعام غير ميسور التكلفة لملايين الناس، حيث ارتفع سعر القمح وحده بنسبة 40% منذ بداية النزاع في أوكرانيا.
ونقلت عن رأي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، قوله إن "الحقيقة هي أننا بالفعل نستخدم مخزونات الطعام للجياع لإنقاذ الجياع"، مشيرة إلى أن روسيا تعد أيضا أحد أكبر منتجي الأسمدة الصناعية في العالم، والتي يشهد العالم نقصا فيها بسبب العقوبات.