بعد طلب فنلندا والسويد الانضمام إلى «الناتو»..
مسارات الحرب الأوكرانية.. ما بين «نووي روسي» وتفاهمات مع أمريكا وأوروبا
◄ الربط بين شبه جزيرة القرم وبين الأراضي الروسية أبرز أهداف موسكو
◄ الطرفان يراهنان على حدوث قلاقل سياسية في روسيا وأوروبا لبدء مفاوضات فعلية
◄ أمريكا الفائز الأكبر من الحرب الروسية في أوكرانيا حتى الآن
◄طلب فنلندا والسويد الانضمام إلى «الناتو» هدفه إجبار روسيا على التراجع والتجاوب مع مطالب الغرب
مع مرور أكثر من 3 أشهر على بدء العملية الروسية العسكرية في أوكرانيا، توقع الكثيرون أن يكون هناك حلولا أو إعلان من روسيا بتحقيق أهدافها في أوكرانيا بالتزامن مع احتفال عيد النصر.
ولكن ما حدث كان النقيض فقد زادت تعقيدات الأزمة مع قرار كل من فنلندا والسويد طلب الانضمام لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، مما أشعل الوضع مجددا بين روسيا والدول الأوروبية وأمريكا، حيث قالت موسكو إن إنهاء فنلندا والسويد حيادهما السياسي سيكون خطأ، واعتبر «الكرملين»أن انضمام فنلندا إلى التحالف العسكري الغربي يمثّل بالتأكيد تهديداً لروسيا.
في السطور التالية ترصد «الدستور» تداعيات هذه الخطوة على الأزمة والحرب في أوكرانيا، وخيارات وتداعيات هذه الخطوة من جانب المعسكرين الروسي والغربي، وهل ما زال هناك فرصة للحلول الهادئة والتفاهمات الدبلوماسية؟، أم أن ممارسة المزيد من الضغوط «الأمريكية – الغربية» ستؤدي إلى تداعيات وتصعيدات تنشب معها ضربات نووية أو حرب عالمية جديدة حاول العالم تفادي وقوعها على مدى أكثر من 75 عاما.
◄نور ندا: روسيا تتقدم على الأرض بثبات
في البداية، قال الدكتور نور ندا أستاذ العلوم الاقتصادية والخبير في الشأن الروسي، إن أزمة الحرب الروسية الأوكرانية تتنازعها مسارات متعددة في الوقت الحالي، فروسيا تريد تحقيق أهدافها التي بدأت بسببها العملية العسكرية في أوكرانيا وهو إنهاء أي تهديد استراتيجي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، وذلك بضمان عدم وجود أي قواعد أو قوات لحلف شمال الأطلسي «الناتو» في الدول التي تشكل محيطها الحيوي وتمثل أهمية استراتيجية بالنسبة إليها، وهو ما يتضح في التعامل الروسي الهادئ والصبور سواء على المستوى العسكري داخل أوكرانيا نفسها، أو على المستوى الاقتصادي في التعامل مع الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار المتخصص في الشؤون الروسية، أن روسيا على الأرض تتقدم بثبات فهي مسيطرة بشكل شبه كامل على دونباس، وأنهت سيطرتها الكاملة على مدينة ماريوبل بعد الاستسلام التام للقوات الأوكرانية في مجمع «أزوفستال» وهو مكسب استراتيجي كبير، ولديها تقدم واضح في خاريسون وفي حالة إكمال السيطرة عليها سيكون مكسبا استراتيجيا آخر وكذلك الأمر في خاركوف.
وأضاف في رأيي أن المعارك الروسية في خاريسون وفي خاركوف ومع السيطرة عليهما ستقوم بعمل ربط ما بين شبه جزيرة القرم وبين الأراضي الروسية بشكل مباشر، وفي حالة السيطرة على أوديسا تكون أوكرانيا كدولة أصبحت غير ذات فائدة والجزء المفيد منها أصبح تحت يد روسيا، فمنطقة الشرق بشكل كبير سيتم ضمها إلى روسيا أو على أقل تقدير ستكون دولة صورية تحت الحماية الروسية وتابعة لها.
◄ أمريكا تخاطر بالأمن القومي الأوروبي نحو حرب عالمية جديدة
وتابع الدكتور نور ندا أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية حريصين على استمرار المعارك في محاولة لاستنزاف القوة العسكرية والاقتصادية لروسيا، ولكن على الأرض هناك معاناة كبيرة لمعظم الدول الأوروبية اقتصاديا في مجال الطاقة وعمليات الصناعة، بالإضافة إلى وجود حالة رفض من قبل المجتمعات والمواطنين في عدة دول منها إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وحتى ولو على استحياء في دول أخرى لتضررهم من تداعيات هذه الحرب اقتصاديا وعلى مستوى توفر الخدمات، و منذ بداية الصراع تنبأت أنه سيكون هناك قلاقل سياسية في أوروبا ربما تؤدي إلى سقوط أنظمة سياسية وتغييرات كبيرة في الحياة الحزبية وهو ما ظهر فعلا مثلا في ألمانيا من خسارة لحزب المستشار الألماني أولاف شولتز في الانتخابات التشريعية في ولاية شمال الراين ويستفاليا، أكبر الولايات الألمانية من حيث عدد السكان.
وأوضح أستاذ العلوم الاقتصادية والخبير في الشأن الروسي ما يحدث الآن هو حرب عالمية حقيقية، فأمريكا ودول أوروبا مشاركة و«الناتو» مشارك ليس فقط بالسلاح، ولكن هناك مستشارين عسكريين ومدربين، وهناك هدف رئيس للحرب الحالية هو سحب روسيا لفخ حرب طويلة الأمد تستنزفها عسكريا واقتصاديا، ويحدث نفس الشيء بالنسبة لدول أوروبا، بينما الفائز الأكبر من هذه الحرب هي الولايات المتحدة الأمريكية التي تستفيد بشدة من مجريات الأحداث مع إعادة تشغيل المجمع الصناعي العسكري لديها، فهناك دول لم يكن لديها في ميزانياتها مخصصات للإنفاق العسكري مثل ألمانيا التي رصدت 100 مليار يورو للجانب العسكري، وبالتالي المصانع اشتغلت في أمريكا والبطالة هناك قلت ومن الواضح أن ما يحدث حاليا هو «كلاكيت» للمرة الثانية للحرب العالمية الثانية، وهو ما لم تستطيع الكثير من الدول المنخرطة في الأزمة حاليا تراه أو تقرأه خلال الفترة الماضية.
◄ تفاصيل الوضع الحالي على الأرض والخيارات الروسية
ولفت إلى أن الوضع على الأرض مختلف، فروسيا تحقق انتصارات وتقدم استراتيجي وليست في عجلة من أمرها وتتصرف بهدوء شديد، ولكن رغم ذلك يبدو أن الدعم الغربي الكبير لأوكرانيا لم تضعه روسيا في حسبانها بشكل جيد، كما أنه بدا أن هناك نقصا في الجانب المعلوماتي والاستخباراتي في بعض مراحل العملية العسكرية.
وأيضا الحرب الحالية غيرت بعض المفاهيم فالضربة الأولى دائما كانت من نصيب الطيران، ولكن روسيا بدأت عمليتها العسكرية بضربة صاروخية مكثفة أفقدت القوات الأوكرانية توازنها وتمكنت من تحييد الكثير من الأسلحة، وكان الفضل فيها للصواريخ المتطورة مثل الصاروخ من طراز إسكندر والذي يملك دقة عالية للغاية تصل إلى حوالي متر في الهدف وهو ما يعني القدرة على إصابة الهدف بنسبة 100%.
وهناك عامل مهم للغاية هو أن الروس يأكلون من الزراعة في أرضهم وليسوا مضطرين للاستيراد، التسليح من داخل روسيا وكذلك التكنولوجيا، كما أن الصناعة بكافة مجالاتها تتم أيضا من داخل روسيا وبالتالي فإن روسيا قادرة على الصمود لفترة طويلة، بعكس الدول الأوروبية التي وقعت تحت ضغط اقتصادي كبير ونقص في إمدادات الطاقة وهو ما يضعها تحت ضغوط كبيرة، خاصة مع الشتاء المقبل حيث لن تتحمل انقطاع الطاقة والغاز عنها، مشيرًا إلى توقعه أن الأزمة قد تكون مستمرة لمدة قد تصل عاما ونصف.
ولفت إلى روسيا تعول على التناقضات التي ستتم داخل النظام الرأسمالي ورفض بعض الشعوب لهذه الحرب لتأثيرها وتضررهم منها اقتصاديا وحياتيا بشكل يومي، الأمر الثاني روسيا تراهن على قوتها الذاتية وقدرتها على تحمل تكلفة الحرب لفترة زمنية طويلة بما يعني أن استمرار الحرب لا يضايق، الأمر الثالث أنها وضعت نظام دعم اجتماعي للطبقات التي تضررت من هذه الحرب.
◄استنزاف الاقتصاد والقوة العسكرية أبرز خيارات أمريكا والغرب
وتابع أن أمريكا تريد إطالة أمد الحرب واستنزاف الاقتصاد والقوة العسكرية الروسية، واعتقد أن هناك رهان على إحداث وصنع قلاقل داخلية في روسيا ومحاولة إثارة مشاكل اجتماعية وسياسية قد تؤدي لتغيير النظام أو المسؤولين الروس أو إثارة مشاكل مجتمعية إثر تضرر فئات مختلفة من المجتمع الروسي.
وحول ما يثار بأن أمريكا والدول الأوروبية يراهنون على ممارسة مزيد من الضغوط يؤدي لدفع القيادة الروسية لارتكاب أخطاء خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا كاستخدام أسلحة محرمة دولية أو ضربة نووية تكتيكية، وأن أحد أنواع هذه الضغوط هو ما جرى خلال الأسبوعين الماضيين من إعلان سعي فنلندا والسويد الانضمام إلى السويد، أوضح «ندا» أن روسيا ملتزمة بشكل كبير جدا حتى الآن بتحكيم العقل وعدم توسيع ميدان ونطاق العملية العسكرية، حتى لا يتم استغلال ذلك دوليا ضدهم وتصويره على أنه حركة احتلال توسعية من روسيا ضد أوروبا، ولكن لا يزال استخدام ضربة نووية تكتيكية على مدينة أوكرانية أمر من الممكن حدوثه في حال تهديد الأمن القومي الروسي بشكل واضح وحدوث قصف أو ضرب عنيف داخل الحدود والأراضي الروسية.
وأشار إلى أن هناك تصريحات روسية تؤكد أن مثل هذه الخطوة لا تزال ورقة في يد روسيا، مشيرا إلى تصريح لديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي بأن «الناتو» موجود عمليا في الحرب الدائرة في أوكرانيا وأن هناك احتمالات قوية لحرب نووية، لذا أنا أرى أن هناك احتمالات حقيقية قد تؤدي لاستخدام هذه الخطوة.
◄ الجهود الدبلوماسية ووضع الدول الأوروبية والصين
وبخصوص الجهود الدبلوماسية الأوروبية التي حاولت ألمانيا سابقا ثم فرنسا بذلها، أكد أستاذ العلوم الاقتصادية والخبير في الشأن الروسي، أن الدور الألماني والفرنسي بمساعي دبلوماسية لوقف الحرب انتهت بشكل شبه مع التدخل والضغط الأمريكي الواضح على دول أوروبا حتى على أوكرانيا بعدم التوافق مع أي مطالب روسية لإنهاء حالة الحرب أو حتى الوصول لخيارات تصل لهدنة يتبعها مفاوضات جادة.
وأوضح إلى أنه بالنسبة للموقف الصيني، فإن بكين حاولت منذ بداية الأزمة عدم التدخل بشكل مباشر وعلني لصالح أحد الأطراف، ولكن في حالة تصاعد الأمر، والاختيار ما بين روسيا والدول الغربية فإن الصين ستختار دعم الموقف الروسي ولن تتوافق مع أمريكا والغرب في الضغط مع الروسي، خاصة بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي جو بايدن حول دعم تايوان حال تعرضها لأي غزو صيني، وهو ما يجعل الموقف الصيني في حال تطور الأزمة يكون داعما لروسيا وربما بشكل واضح ومباشر.
◄ اللواء نصر سالم: روسيا تدير العملية العسكرية في أوكرانيا بأسلوب «المطرقة والسندان»
أما على صعيد الموقف العسكري، فقال اللواء نصر سالم الخبير الاستراتيجي ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن الموقف الحالي في الحرب الدائرة في أوكرانيا حتى الآن هو أن روسيا تدير عمليتها العسكرية وفقا لمعرفتهم بأهداف أمريكا والدول الغربية، والتي تأتي أبرزها العمل استنزاف القوة العسكرية الروسية لأطول فترة ممكنة مع تحقيق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف قواتها.
وأوضح أن روسيا تعمل على تحمل استمرار الحرب لفترة طويلة، وعدم استهلاك القوات على الأرض وضرب الأهداف التي يريدون تدميرها بالصواريخ، وهو أسلوب نسميه «المطرقة والسندان» فالسندان هي القوات الموجودة على الأرض، والتي تم تقصير خطوط الإمداد الخاصة بها في مناطق قريبة من روسيا في دونباس وكذلك القيام بشكل مستمر وأولا بأول بتدمير شحنات الأسلحة الهامة التي يرسلها الغرب لأوكرانيا، كما أن القيادة الروسية لا تريد استهلاك القوات في الهجوم البري بعد انتهى بشكل شبه كامل من حصار أوكرانيا بحريا بعد أن الاستيلاء على الموانئ على بحر أزوف وكذلك الحصار الشديد على ميناء أوديسا في البحر الأسود.
وأشار إلى أن روسيا تلعب على أن إطالة زمن الحرب على المدى المتوسط لن يكون في صالح الدول الأوروبية وستتضرر بشكل كبير ولن تتحمل التكلفة في ظل نقص الإمدادات الغذائية وإمدادات الطاقة، وكذلك اجتماعيا في ظل ارتفاع الأسعار والتضخم في ظل عدم اهتمام أمريكا لأن أضرارها قليلة جدا مقارنة بروسيا، وأنه مع تواصل الحرب حتى الشتاء المقبل ربما يكون هناك خلاف أوروبي أمريكي في ظل تزايد معاناة الأوروبيين مع نقص إمدادات الطاقة وعدم توفر بديل للغاز الروسي الذي لم يتضرر بعد توقف أوروبا عن استيراده إثر ارتفاع الأسعار ووجود مشترين آخرين في آسيا كالصين.
أما أمريكا فتريد استمرار الحرب لمدى زمني طويل حتى تتكبد روسيا خسائر اقتصادية وعسكرية تؤلمها، وتحاول مع الدول الغربية إقناع روسيا عبر ممارسة الضغوط بخطأ بدء الحرب في أوكرانيا لخشيته دخول كييف إلى حلف «الناتو»، فيحاولون الضغط على موسكو من خلال توسيع دائرة الضغوط عبر الدول المجاورة بطلب فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف «الناتو» لإجبار روسيا على التراجع والتجاوب مع مطالب أمريكا والدول الغربية.
◄أسباب أهمية طلب فنلندا والسويد الانضمام لحلف «الناتو»
وأوضح الخبير الاستراتيجي أن المشكلة في طلب فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، هو تخليهما عن حالة الحياد المستمرة من فترة طويلة جدا وكانت واضحة خلال الحربين العالميتين، بالإضافة إلى أنه في حالة انضمام دولة جديدة فإن الأسلحة الغربية والأمريكية المتطورة من الصواريخ أو ذات الشق النووي تقترب أكثر من روسيا ويقلل من خياراتها العسكرية ويجعلها مهددة من قبل أمريكا والغرب، لذلك فإن روسيا أخذت قرار بإنشاء 12 قاعدة ووحدة عسكرية باتجاه فنلندا والسويد.
◄ مكاسب وخسائر روسيا من العملية العسكرية
ولفت اللواء نصر سالم، إلى أنه يجب الانتباه إلى أمرين الأول أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حالة فشل العملية العسكرية فهذا يعني بداية النهاية له ولروسيا، والغرب لن يقيم له وزنا بعد ذلك، لذا فهو ليس لديه أي استعداد ألا تحقق العملية العسكرية حدا أدنى من المكاسب تتمثل في أنه بانتهاء العمليات العسكرية يكون إقليم دونباس قد خرج من سيطرة أوكرانيا إلى السيطرة الروسية ليكون هناك مكسبا واضحا أمام الروس والغرب ولم يكن ليتحقق لولا التدخل العسكري، مشيرا إلى أن الأمر الثاني هو أن أوكرانيا فعليا قد دمرت أغلب بنيتها التحتية بشكل كبير وتحتاج إلى عقدين من الزمان لمحاولة بنائها من جديد حتى في حالة المساعدات الغربية عليها وتدفق مئات المليارات عليها.
وتابع أن العملية العسكرية قد تطول حتى ترى روسيا أنها قد حققت القدر الكافي من أهدافها، وفي الطرف المقابل قبل أن يحدث خلال أمريكي أوروبي، لذا قد يكون هذين هما المؤشران اللذان يظهر معهما محاولات جادة لحل فعلي، مؤكدا أن القتال لن يتوقف إلا باتفاق روسي – أمريكي، لأنه لا توجد حرب في العالم تنتهي إلا بتوافق روسي أمريكا، فما بالك بحرب يكون الدولتان طرف فيها لذا التفاهم بين روسيا وأمريكا هي المحدد لانتهاء الحرب في أوكرانيا خاصة في ظل ظهور توترات ما بين أمريكا والصين حول تايوان.
◄ الاستراتيجية العسكرية الروسية والخيار النووي
وعن الاستراتيجية العسكرية الروسية في أوكرانيا قال المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إنه في حالة التخطيط أثناء الحروب يكون القادة العسكريين نوعان قائد يجيد التخطيط بشكل ممتاز ولكن لو حدث لديه متغيرات بخلاف ما خططه يرتبك، وهناك قائد نعتبره أحسن من الكل يخطط وعندما تحدث متغيرات في خطته يستطيع قيادة العملية وفقا للمستجدات وهو ما فعلته روسيا، أنه عندما تغيرت مجريات الحرب غيرت من أسلوبها بحث تفادت التورط حرب مدن وعصابات مع تحقيق أهدافها بأشكال عسكرية بخلاف اقتحام المدن.
وأوضح «سالم» أنه إذا أحست روسيا بأن العملية العسكرية لا تحقق الأهداف المطلوبة منها وأن الدعم الأمريكي الأوروبي لأوكرانيا وصل لأسلحة متطورة تكبدها خسائر ونهاني للحفاظ على الأراضي التي تمركزت فيها قواتها، فإنها ستستخدم قنابل نووية تكتيكية تستطيع مسح مدينة أو منطقة أوكرانية بكاملها من على وجه الأرض دون الامتداد إلى بقية الدولة وقد تكون الأهداف المرشحة مدينة كييف أو لفيف، لتنفذ تهديد «بوتين» بالردع النووي والذي لن تستطيع أمريكا وأوروبا الرد لأنه سيكون بعدها حرب عالمية متكاملة تهدد بفناء البشرية، وعندها سيضطرون للجلوس مع روسيا والتفاوض وحدوث تفاهمات، لذا فالخيار النووي التكتيكي احتمال وارد إذا ما واصلت أمريكا والغرب الضغط على روسيا، منوها إلى أنه مع حلول الشتاء المقبل قد يكون هناك تطورات إيجابية بالدعوة لتفاهمات ومفاوضات جادة نظرا لأن هذا الشتاء سيكون صعبا للغاية على الدول الأوروبية لن تستطيع تحمل نقص إمدادات الطاقة والتكلفة الاقتصادية بعكس روسيا وأمريكا.
◄سر الاهتمام الروسي الكبير بمصنع «أزوفستال»
وحول الأهمية الكبيرة التي أولتها القوات الروسية لمصنع «أزوفستال» وعدم تدميره والإصرار على دخوله واستسلام القوات المتواجدة به، قال إن الفكرة هنا كانت في الاستيلاء على للاستفادة منه باعتباره موقعا عسكريا مهمًا، وكذلك الاستفادة من أسر عدد من الجنود والضباط لأخذ معلومات منهم، كما أن هناك عدة مواقع أخرى شبيهة بمصنع«أزوفستال» في دونباس وتعمل روسيا على السيطرة عليها والتعامل الروسي مع المصنع في مدينة ماريوبل أكد لكافة القوات الأوكرانية أنه في حالة استهداف منطقة معينة للسيطرة عليها فلن يكون هناك حل مع الروس سوى الاستسلام، ولو كان التعامل بخلاف ذلك ولم تستطع روسيا السيطرة على المكان لشجع ذلك القوات الأوكرانية على المقاومة.