كواليس عمل وحدة مكافحة الآثار المهربة في نيويورك.. كيف عادت التحف الفرعونية؟
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن بيع الآثار القديمة وخصوصًا المصرية واليونانية في المزادات الدولية، قد سلط الضوء على التجارة غير المشروعة في القطع الأثرية النادرة والتاريخية وعالم دولي غامض من التجار غير الشرعيين وجامعي التحف السريين، وهي تجارة يقول البعض إنها قد تقل بعد وقف عمل من عصابات الاتجار وسرقة الأشياء في السنوات الأخيرة.
وتابعت أنه تم بيع لوحة بورتريه رخامية من أرومان للفيلسوف اليوناني أنتيسثينيس في صالة بيع هيندمان للمزادات في شيكاجو الأسبوع الماضي، على الرغم من مزاعم عالم آثار بارز في الطب الشرعي بأن القطعة الأثرية القيمة قد تكون لها صلات بتاجر آثار مشين.
وأضافت أن كريستوس تسيروجيانيس، رئيس مجموعة العمل الخاصة بالاتجار غير المشروع بالآثار، قد عارض عملية البيع، التي حققت 100 ألف دولار، قائلا إن رئيس المجموعة ربما يكون على صلة بـ "روبن سيمز"، تاجر ومهرب قطع أثرية منهوبة.
وأشارت إلى أنه في عام 2005، قضى سيمز عقوبة بالسجن لتجاهل أوامر المحكمة بشأن بيع تمثال مصري، مع رفض القاضي تفسيره باعتباره "خداعًا محسوبًا".
وتابعت أنه بعد 11 عامًا، عثرت الشرطة الإيطالية والسويسرية على تماثيل رخامية وكنوزًا أخرى مسروقة من إيطاليا، والتي قالت إن شركة سيمز خزنتها في ميناء جنيف الحر في سويسرا، لم يواجه سيمز أبدًا أي إجراء من السلطات فيما يتعلق بالسحب وظل بعيدًا عن أعين الجمهور.
وأضافت أنه تم الكشف عن عملية البيع في نفس الأسبوع الذي اتُهم فيه المدير السابق لمتحف اللوفر، جان لوك مارتينيز، في باريس بالتواطؤ في الاحتيال وغسل الأموال فيما يتعلق بتحقيق في القطع الأثرية المصرية المهربة.
وأوضحت أن التهم الموجهة إلى مارتينيز جاءت بعد تحقيق بدأ في مكتب المدعي العام في مانهاتن، وكان هذا التحقيق يحقق في حلقة لتهريب الآثار المصرية التي ظهرت بعد أن تم تصوير نجمة الواقع كيم كارداشيان بجوار تابوت ذهبي لنجمانخ، كاهن فرعوني رفيع المستوى للإله حريشف من هيراكليوبوليس، في ميت بول في عام 2018.
وأكدت الصحيفة أن صورة التابوت شقت طريقها إلى مساعد المدعي العام في مانهاتن ماثيو بوجدانوس، الرئيس الشهير لوحدة الاتجار بالآثار في مانهاتن دا.
ويقول بوجدانوس إن المكبت انزعج من عدم دفع أي أجر له مقابل إخراج التابوت، الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد، حتى بعد بيعه لمتحف متروبوليتان للفنون مقابل 4 ملايين دولار باستخدام وثائق مزورة أدعت أنه يحتوي على التابوت.
وتابعت أن التحقيق اللاحق شهد اتهامات لـ 5 أشخاص والسادس، مارتينيز، سفير فرنسا الخاص للتعاون في مجال التراث الثقافي، قد وضع تحت الرقابة القضائية.
وقال بوجدانوس هذا الأسبوع: “كانت تلك حلقة تهريب واحدة، رغم أنها كانت منظمة بشكل جيد للغاية، لقد تم تفكيكه بشكل فعال والآن نحن فقط نجمع الناس”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتهامات الأخيرة تأتي وسط نشاط متزايد ضد تهريب الآثار الدولية.
ويقول بوجدانوس، وهو كولونيل متقاعد من مشاة البحرية الأمريكية يدير وحدة الآثار في مانهاتن منذ عام 2013، منذ فترة طويلة إن الآثار مصدر مهم لإيرادات الإرهابيين - وهي تجارة يتواطأ فيها تجار الآثار الغربيون، وقد قاد التحقيق في نهب المتحف الوطني العراقي أثناء خدمته في العراق عام 2003 وكتب عن تجاربه في كتابه لصوص بغداد.
وتابع "أنا مندهش من عدد البلاغات التي يتلقاها مكتبه الآمن من المؤسسات والأشخاص الذين يقولون إنهم لم يعودوا يريدون الفن المنهوب في مجموعاتهم، ومع ذلك، كانت دور المزادات أبطأ في التصرف".
وأضاف "من المؤكد أن الأمور تتحسن لكنها معركة كبيرة ومستمرة، إنها معركة طويلة الأمد، والنتائج تأتي ببطء، لكننا نرى أن المتاحف تغير إرشاداتها لعمليات الاستحواذ، حتى لو كانت العقلية تتغير عمليًا بوتيرة أبطأ".