معهد بحثى: علاقات القاهرة ونيودلهى تعكس دور مصر كبوابة إفريقيا
أشاد معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، بطبيعة العلاقات الثنائية بين مصر والهند، مشيراً إلى أن البلدين يتمتعان بعلاقات وطيدة تاريخياً امتدت لعدة عقود في مختلف المجالات بفضل الخلفية الحضارية والجغرافية والتطلعات الجيوسياسية المشتركة، لكنها تطورت بشكل وثيق بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي السلطة في مصر في 2014.
وقال المعهد، في دراسة حديثة نشرها على موقعه الإلكتروني، إن العلاقات المميزة بين القاهرة ونيودلهي "تعكس دور مصر كقائدة للعالم العربي وواحدة من حفنة من الدول الإفريقية القوية بما يكفي لتمثيل القارة على المسرح العالمي، ومن هذا المنطلق تعتبر الهند مصر دولة ذات جذور ثقافية عميقة ونفوذ سياسي واسع النطاق من شأنه أن يساهم في تأهيل سمعة نيودلهي في العالم الإسلامي".
وأضاف: "مصر هي مركز وقلب الشرق الأوسط الكبير، بفضل تركبيتها السكانية والجغرافية وحضارتها وموقعها الجغرافي على مفترق طرق إفريقيا وأوروبا وآسيا".
ولفتت الدراسة إلى أن العلاقة الوطيدة بين مصر والهند انعكست في إعفاء نيودلهي القاهرة من قرار الحظر الذي فرضته على صادرتها من القمح في منتصف شهر مايو، وسط موجة حر شديدة أدت إلى تقليص الإنتاج المحلي ورفع الأسعار المحلية إلى مستوى قياسي، موضحة أن قوة العلاقات الثنائية بين البلدين وقرار القاهرة مساعدة نيودلهي لمواجهة وباء كورونا (بشحن 30 طنًا من الإمدادات الطبية و300 ألف جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس) مهد الطريق أمام الهند لدعم مصر في درء نقص القمح الذي يلوح في الأفق.
وأضافت: أن "مصر تلعب دوراً حيوياً في إفريقيا وترسخ نفسها كبوابة سياسية واقتصادية وأمنية لبقية القارة، كما إنها تمثل لاعباً استراتيجياً صاعدا ذات بصمة مؤثرة في جميع أنحاء القارة السمراء"، لافتة إلى أن هذا الدور شجع الهند على توسيع نطاق تعاونها مع مصر في مختلف المجالات.
وتابعت: أنه على الجانب الآخر، سعت مصر لتوسيع شبكة خطوطها الجوية في القارة الإفريقية وترسيخ دورها في القارة من خلال فتح شبكة جوية وبرية من الطرق الجديدة، وإنشاء مراكز طبية في حوض النيل وسدود لتوليد الطاقة الكهرومائية، مضيفة "عززت مصر بالفعل من انتشارها الدبلوماسي وأثبتت نفسها كلاعب مؤثر في دول حوض النيل والقرن الإفريقي وكذلك في شرق إفريقيا وإفريقيا الوسطى".
وأوضح المركز البحثي الأمريكي مصر نجحت في الحفاظ على ودية العلاقات مع الهند في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي وتحت قيادة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي أظهر رغبة واضحة وصريحة في توثيق العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أنه بعد أن تولى الرئيس السيسي السلطة في 2014، زار رئيس الوزراء مودي مصر في أغسطس 2015، والتقيا بعد شهر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخلال قمة منتدى الهند وإفريقيا الثالثة في نيودلهي في أكتوبر 2015، التقى الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء مودي للمرة الثالثة، وفي عام 2016، سافر الرئيس السيسي إلى الهند مع كبار أعضاء حكومته كجزء من سعي مصر لتطوير العلاقات مع الهند، وذكرت الدراسة أن هناك "كيمياء شخصية بين الرئيس السيسي ومودي ساهمت بشكل أساسي في تعزيز للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين".
وذكر المعهد إنه على الرغم من ذلك فإن العلاقات بين مصر والهند لا تزال تتمتع بإمكانيات كبيرة غير مستغلة، داعيا كلا البلدين إلى العمل بشكل أوثق لدعم وتعزيز العلاقات بين دول شمال إفريقيا وغرب آسيا والتعاون بشأن القضايا العالمية والإقليمية في ظل حالة الاضطراب التي يشهدها العالم.