«العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط» تدعو لنبذ العنف والتعصب والتطرف
عقدت الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط جلستها الختامية للدورة الثانية عشرة، مساء اليوم، والتي جرت أعمالها لمدة خمسة أيام، بمركز لوجوس بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، في ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وألقى الأمين العام للمجلس الدكتور ميشال عبس البيان الختامي الذي تصدره شكر المجلس للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على استقباله لرؤساء الكنائس، مثمنةً تأكيده على "أن الأخوة المسيحيين في جميع الدول العربية هم جزءٌ أصيلٌ من نسيج المجتمع العربي بأسره"، ومقدرةً الجهود التي يقوم بها فخامته من أجل السلام المجتمعي ومكافحة الإرهاب والعمل على بناء الجمهورية الجديدة. وشكر المجلس أجهزة الدولة المصرية لتعاونها واهتمامها بهذا الحدث.
كما شكر المجلس في بيانه الختامي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني على استضافتها لأعمال الجمعية العامة، بمحبّة وكرم. كما شكروا الكنيسة الإنجيلية في مصر على المساهمة التي قدمتها لإنجاح أعمال الجمعية العامة.
كما ألمح البيان إلى القضايا التي نوقشت ضمن أعمال الجمعية العامة وهي الشهادة المسيحية والعلاقات المسكونية، والدياكونية والخدمة الاجتماعية، والتواصل والدعم، والحوار والتماسك الاجتماعي، والتنمية المؤسسية والاستدامة.
ودعا المجلس إلى نبذ العنف والتعصب بكل أنواعه وأشكاله، ورفض التطرف والإرهاب والإقصاء والتمييز على أساس الدين والعرق واللون والجنس، معربًا عن تضامنه مع المهمشين والمستضعفين واللاجئين والنازحين، مناشدًا المسؤولين والأسرة الدولية للعمل على عودتهم إلى أرضهم.
كما دعا إلى احترام حرية المعتقَد، وترسيخ قيم المواطنة والحياة المشتركة مع الأخوة المسلمين من منطلق تقاسم العيش معهم باحترام متبادل. معلنًا عن دعمه للكنائس والمؤمنين في القدس، مشددًا على الحفاظ على الأماكن المقدسة، مذكرًا الأسرة الدولية وشعوب العالم بأهمية تقوية الحضور المسيحي في مدينة السلام.
وعلى صعيد الظروف الاقتصادية حث البيان الختامي المسؤولين وأصحاب القرار بالعمل الجاد على التصدي للأزمات المستشرية في مختلف بلدان الشرق الأوسط، ولا سيما الوضع الإقتصادي المتردي، رفعًا للمعاناة التي تثقل كاهل الشعوب، ما يستوجب وقفة ضمير لإعلاء الخير العام فوق كل اعتبار.
وأكدت الجمعية على أن الحضور المسيحي هو في جوهر كينونة الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن للمسيحيين إسهامات جليلة في بناء بلدانهم وازدهارها، وهم سيبقون متجذرين في هذه الأرض وشركاء أصلاء في نهضتها وبناء حاضرها ومستقبلها، مهما اشتدت العواصف والتحدّيات. داعيةً الذين هاجروا من بلدانهم إلى المحافظة على ارتباطهم بأوطانهم الأم وعدم التفريط بممتلكاتهم، ومعهم ترجو فوق كل رجاء، واثقةً أن الله يوجِد من المحنة خلاصًا.
وأكدت الجمعية العامة كذلك على أهمية التجاوب مع مشكلة التغيرات المناخية، منوهةً إلى انعقاد القمة المناخيةCop 27 التي ستقام في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل. مشددةً على دور الكنائس المختلفة ومسؤوليتها كوكلاء صالحين على الخليقة، مطالبةً أمم العالم بأخذ التدابير اللازمة بشأن التغييرات المناخية.
وأخيرًا ناشدت الجمعية العامة المرجعيات الدولية وأصحاب القرار للعمل الجاد والدؤوب على إطلاق سراح جميع المخطوفين، لا سيما مطراني حلب بولس اليازجي ومار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، والكهنة والمدنيين، مع التضرع كي يحفظهم الرب ويعيدهم سالمين.
وفي ختام الجلسة قدم قداسة البابا تواضروس الثاني هدية تذكارية للأمين العام، كما قدم كتاب "كتاشيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية" الذي صدر حديثًا للأب القمص تادرس يعقوب ملطي هديةً لجميع المشاركين في الجمعية العامة.