خلال جولة بايدن الآسيوية.. كوريا الشمالية وتاريخ لا ينتهى من التجارب النووية
يستعد البيت الأبيض لمواجهة إجراء كوريا الشمالية تجربة صاروخية أو نووية لكوريا الشمالية، بينما يقوم الرئيس الأمريكي جو بايدن برحلة إلى كوريا الجنوبية واليابان، والتي من المقرر أن تبدأ غدا الجمعة.
وقال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، للصحفيين أمس الأربعاء: «معلوماتنا تعكس الاحتمال الحقيقي بأن يكون هناك إما تجربة صاروخية أخرى، بما في ذلك اختبار صاروخ بعيد المدى، أو تجربة نووية، أو كلاهما في الأيام التي سبقت. بعد رحلة الرئيس إلى المنطقة».
وأضاف سوليفان: «نحن نستعد لجميع الحالات الطارئة، بما في ذلك احتمال حدوث مثل هذا الاستفزاز أثناء وجودنا في كوريا الجنوبية أو في اليابان».
وأكدت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن رحلة بايدن تهدف جزئيًا إلى الإشارة إلى أنه لم ينس المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ، على الرغم من التركيز منذ فبراير على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتابع سوليفان: "الرسالة التي نحاول إرسالها في هذه الرحلة هي رسالة لرؤية إيجابية لما يمكن أن يبدو عليه العالم، إذا كانت الديمقراطيات والمجتمعات المنفتحة في العالم تقف معًا لتشكيل قواعد الطريق، وتحديد الأمن الهندسة المعمارية للمنطقة؛ لتعزيز التحالفات التاريخية القوية والقوية".
وأضافت الصحيفة أنه من المقرر أن يغادر بايدن إلى كوريا الجنوبية، اليوم الخميس، لإجراء محادثات مع الرئيس الجديد للبلاد، يون سوك يول، وبحسب السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، فإنه لن يزور المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.
وتابعت: أنه من المتوقع بعد ذلك أن يسافر الرئيس إلى اليابان، يوم الأحد، لحضور قمة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند.
وقالت وكالة المخابرات الكورية الجنوبية (يونهاب)، اليوم الخميس، إن كوريا الشمالية أكملت الاستعدادات لتجربة نووية، وينتظر الآن الوقت الأمثل لإجرائها، مضيفة أن جهاز المخابرات الوطنية قدم هذا التقييم خلال جلسة إعلامية مغلقة مع نواب، مضيفة أن إطلاق صاروخ يمكن أن يكون وشيكا.
وتابعت: قيل لنا إن هناك مؤشرات على إطلاق صاروخ على الرغم من أن البلاد في خضم جائحة فيروس كورونا، وفيما يتعلق بالتجربة النووية، فقد تم الانتهاء من جميع الاستعدادات وهم يقيسون التوقيت"، ها تاي- وقال كيونج من حزب سلطة الشعب للصحفيين.
أبلغت المخابرات الأمريكية والكورية الجنوبية منذ بضعة أيام أنه من المحتمل أن تجري كوريا الشمالية تجربة نووية، ستكون الأولى لها منذ خمس سنوات.
وأكدت شبكة "سي إن إن" الامريكية، أنه في شهر مارس، أجرى نظام بيونج يانج أول اختبار له على صاروخ باليستي عابر للقارات (ICBM) منذ أربع سنوات، وأجرى ثلاث تجارب صاروخية أخرى منذ ذلك الحين.
ونقلت الشبكة عن مسئولين لم تسمهم يوم الأربعاء قولهم، إن استعدادات جديدة لإطلاق صاروخ رُصدت في موقع إطلاق تحت مراقبة الأقمار الصناعية بالقرب من بيونج يانج.
وقال جيفري لويس، مدير برنامج شرق آسيا لمنع انتشار الأسلحة النووية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، إن هناك مؤشرات عامة على إجراء تجارب نووية أو صاروخية وشيكة، بما في ذلك نشاط في موقع التجارب النووية في كوريا الشمالية.
وأشار إلى أن كيم يونج أون تحدث مؤخرًا عن الحاجة إلى "المضي قدمًا في نفس الوقت في الاستعدادات المادية والتكنولوجية للتعامل مع التهديدات والتحديات المستقبلية بطريقة شاملة".
قال لويس إن هذا قد يعني "تجربة نووية أو صاروخية"، لكنه أضاف: "أظن أن جدول كوريا الشمالية له علاقة بمخاوفها السياسية والعوامل الفنية أكثر من رحلة بايدن".
تجارب كوريا الشمالية
وكانت كوريا الشمالية قد كشفت عن استعدادها لاختبار صاروخ باليستى عابر للقارات، خلال الأيام المقبلة، ويأتي ذلك بالتزامن مع جولة آسيوية يجريها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ولا تعد هذه المرة الاولى التي تجري فيها كوريا الشمالية اختبارات، ففي عام 2005، أعلنت بيونج يانج أنها تمكنت من تطوير أول سلاح نووي، وفي العام التالي أجرت كوريا الشمالية أول تجربة نووية تحت الأرض.
وفي عام 2009 كانت التجربة الثانية، حيث أجرت كوريا الشمالية التجربة النووية، علي منشأة مخصصة لتخصيب اليورانيوم.
وفي عام 2013 أعلنت كورويا الشمالية التجربة النووية الثالثة، تحت الأرض وإعادة تشغيلها في 2015.
وفي 2016 أجرت كوريا الشمالية أول تجربة لقنبلة هيدروجينية، وهو الأمر الذي دفع العالم إلى الاستنكار رغم تشكيك واشنطن بحقيقة التجربة.
وفي 2017 أعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت تجربة لتفجير قنبلة هيدروجينية مصغرة، مشيرة إلى أن التجربة تكللت "بنجاح كامل"، وأنها مصممة للتحميل على صاروخ باليستي عابر للقارات، الأمر الذي يسلط الضوء من جديد على هذا السلاح الأكثر فتكا والأخطر على وجه الأرض.
وفي 2018 كشفت صحيفة "واشنطن بوست" وفي تقرير على موقعها الإلكتروني، عن الرؤوس الحربية التي لا يقل عددها عن 20 رأساً، وربما تصل إلى 60 موجودة في مخابئها في مكان ما وسط التلال الوعرة شمال بيونج يانج.
وفي 2019 أعلنت كوريا الشمالية عن أكبر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات "هواسونغ-17"، الذي يسمى "الوحش.
ويرجح الجيش الأمريكي أن كوريا الشمالية تمتلك ثالث أكبر كمية من الأسلحة الكيماوية على مستوى العالم، التي تقدر بما يتراوح بين 2500 و5 آلاف طن.
بدأ التاريخ النووي لكوريا الشمالية عام 1993 عندما طالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش مواقع يشتبه أنها تحتوي على نفايات نووية.
وفي عام 1994 انسحبت كوريا الشمالية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.