«جاء من السماء».. «أبو الهول» من أنيس منصور إلى محمود تيمور
أثارت صورة عيون أبو الهول مغمض العينين رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الساعات القليلة الماضية، مشيرين إلى أن هذه الحادثة النادرة قد تكون مؤشرًا لــ«عواقب سيئة» أو لعنة من الفرعون الجالس وسط الأهرامات منذ آلاف السنين.
ولعل أبو الهول والأهرامات الثلاثة من عجائب الدنيا السبع القديمة التى تسكن مخيلة أهل الكتاب والإبداع لعظمتها، منهم من ذكرها فى حفل تسلم جائزة نوبل فى الآداب مثل نجيب محفوظ، ومنهم من ذكره فى مؤلفاته مثل أنيس منصور الذى تتبعه بداياته.
أبو الهول الذى هبط به أنيس منصور من السماء
فى كتابه "الذين هبطوا من السماء" تتبع أنيس منصور عن أبو الهول: “وأبو الهول لم يقم فى الصحراء كما نراه الآن، وإنما أقيم على أرص حجرية.. ويمكن أن يقال إن سر الهرم الأكبر وكل أهرامات مصر لم يعرفها أحد”.
الكتاب تناول أيضًا غموض المعابد الّتي دفنتها الرّمال في مصر، وما يخفيه أبو الهول من أسرار، وأهرامات الجيزة لم يتمّ التوصّل إليها إلى يومنا هذا.
محمود تيمور الذى جعل أبو الهول يطير
للكاتب والقاص محمود أحمد تيمور (1894-1973م) كتاباً بعنوان "أبو الهول يطير"، يعرض فيه جزءاً من سيرته الذاتية التى تجمع بين أساليب متعددة شملت السرد والوصف والحوار وتنتمي هذه الرواية ضمن أدب الرحلة وهو من أعرق أنواع الأدب والكتب في هذا المجال.
يسرد الكاتب أحداث رحلته لعلاج زوجته بحيث يصف معظم المحطات التي كان قد مر بها ويعقد مقارنة بين أنواع الحياة داخل الشعوب المتقدمة والشعوب النامية مثل جمهورية مصر العربية وآثارها ومزاراتها السياحية الغنية؛ ومنها الأهرامات وابو الهول التى تعد من عجائب الدنيا السبع القديمة.
زيارات فاطمة بنت الشيخ الأزهرى وولع نجيب محفوظ بالآثار
ولعه بالتاريخ الفرعوني يعود إلى أمه فاطمة بنت الشيخ الأزهري إبراهيم مصطفى، التى كانت من أشد المغرمين بالغناء والموسيقى والآثار، ولعل زياراتها للأماكن الأثرية واصطحابها نجيب محفوظ فى طفولته شكل مخيلة أديب نوبل فكتب أعماله الفرعونية مثل "رادوبيس، وكفاح طيبة، عبث الأقدار"، وترك وراءه 40 قصة فرعونية لم تنشر بعد.
فى كلمته التى ألقاها الكاتب محمد سلماوى فى حفل استلام جائزة نوبل عاد نجيب محفوظ مرة أخرى للتذكير بحضارتنا الفرعونية التى يفخر بالانتماء إليها، وهو ما يجعلنا نستعيد زيارات فاطمة بنت الشيخ الأزهرى أمه التى جعلته محباً للأثار ولكل ما يتعلق بالحضارة الفرعونية القديمة رغم عشقه للفلسفة إلا أن أعماله الأولى انطلقت من بوابة معابدنا القديمة.