«حليفًا وداعمًا في الحرب والسلام».. محطات فارقة في علاقة الشيخ بن زايد بمصر
رحل عن عالمنا، صباح اليوم الجمعة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عن عمر ناهز 73 عامًا، وأعلنت وزارة شئون الرئاسة في دولة الإمارات، الحداد الرسمي، وتنّكيس الأعلام لـ40 يومًا حزنًا على فراق الفقيد، إلى جانب تعطيل العمل في الوزارات والدوائر والمؤسّسات الاتحادية والمحليّة والقطاع الخاص ثلاثة أيام.
وبرحيل الشيخ خليفة بن زايد، فقدت مصر أحد أهم حلفائها، فقد كان بن زايد حليفًا قويًا لمصر في وقت الحرب إذ شارك في معركة النصر عام 1973، كما كان داعمًا للدولة المصرية في خطواتها لاستعادة الاستقرار في أعقاب ثورات الربيع العربي.
«الدستور» يرصد في السطور التالية علاقة الراحل الشيخ خليفة بن زايد مع مصر خلال فترة حكمه لدولة الإمارات.
عندما تولّى سموّ الشيخ خليفة بن زايد رئاسة دولة الإمارات، سار على منهج والده عليه رحمة الله الشيخ زايد، وأرسى علاقات الأخوّة والمحبّة بين مصر والإمارات، حيثُ استمرّ على منوال والده في خصوصية العلاقات بين القاهرة وأبو ظبي.
وشُهدت العلاقات الثُنائية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الإماراتي خليفة بن زايد، تطورًا كبيرًا ونوعيًّا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، ونموًا ملحوظًا في معدل التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة.
ومنذُ تولّي الشيخ خليفة بن زايد رئاسة دولة الإمارات، حرص على تعميق العلاقات المصرية الإماراتية، والتي تمتدّ جذورها إلى والده الراحل سموّ الشيخ زايد آل نهيان، لتزداد صلابةً وتكون أكثر عُمقًا ورسوخًا، خصوصًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعد توليه حكم البلاد عام 2014، لتصبح دولتي القاهرة والإمارات هما النموذج الأبرز للعلاقات العربية.
كما اتحدت العلاقات المصرية الإماراتية في كثير من الأحيان على مواجهة جميع التحديات في مختلف المجالات، والتي تمُرّ بها البلدان العربية، خصوصًا القضايا التي كانت تشقّ أنفس العرب.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، فدائمًا تتلاقى الرؤية المصرية الإماراتية وتكون واحده على تنسيق وثيق حيال القضايا الرئيسية، مثل القضايا العربية في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا وليبيا واليمن، وغيرها من البلدان العربية، فيكون هناك تقارب كبير في الرؤى والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية.
بعد ثورة 30 يونيو
كانت دولة الإمارات العربية، أول من دعمت مصر بعد ثورة 30 يونيو، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد، وأعلنت حينئذٍ دعمها الكامل لمصر للخروج من أزمة الثورة والحرب التي اندلعت بين الشعب وجماعة الإخوان، واستمرّت في تقديم الدعم للحكومة المصرية واقتصادها بما إلى أن عزّزت مسيرتها نحو نحو التقدم والازدهار.
حيثُ بادرت الإمارات بدعم مصر، ماليّة وعينية بقيمة 3 مليارات دولارات في 4 أغسطس 2013، جاء ضمن مساعدات خليجية بلغت وقتها 12 مليار دولار.
دعم الاقتصاد المصري
أمَّا بالنسبة للاقتصاد المصري، فكان لدولة الإمارات دورٌ كبيرٌ في تنفيذ عدة من المشروعات التنموية وتطوير البنية الأساسية، إلى جانب اتفاقية مساعدة بقيمة 4 مليارات و 900 مليون دولار، في أكتوبر 2013، ومنحة بقيمة مليار دولار، وتوفير كميات الوقود بقيمة مليار دولار أخرى.
كما شاركت الشركات الإماراتية في عدد من مشروعات التنمية وتطوير البنية الأساسية، وعلى رأسها إنشاء أكثر من 50 ألف وحدة سكنية في 18 محافظة، فضلاً عن بناء 100 مدرسة، واستكمال مجموعة من المشروعات في مجالات الصرف الصحي والبنية التحتية.
وفي مارس لعام 2015، شاركت الإمارات بفعالية في المؤتمر الاقتصادي المصري، وأعلنت دعم مصر بـ 4 مليارات دولار، بواقع إيداع مبلغ 2 مليار دولار في البنك المركزي، وتوظيف مليارين لتنشيط الاقتصاد عبر مبادرات اقتصادية.
وبالفعل في أبريل 2016، وبتوجيه من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبو ظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعلن الأخير في ختام زيارته للقاهرة، بتقديم مبلغ 4 مليارات دولار دعما لمصر، 2 مليار منهما توجه للاستثمار فى عدد من المجالات التنموية فى مصر، وباقي المبلغ يتم إيداعه في البنك المركزي المصري لدعم الاحتياطي النقدي المصري.
شارك في حرب أكتوبر
وكان الشيخ خليفة بن زايد، خير خلف لخير سلف، وسليل عائلة زايد الداعمة لمصر منذ نشأتها، حيث وصلت خصوصية العلاقات بين البلدين إلى أن أرسل الراحل الشيخ زايد، ابنه الشيخ خليفة بن زايد، وكان ولي عهده وقتها إلى مصر وقت حرب أكتوبر عام 1973، ليشارك في المعارك مع الجنود المصريين على الجبهة.