بعد تنصيبه داخل الإليزيه.. ماذا ينتظر ماكرون خلال ولايته الثانية؟
احتفل الفرنسيون بتنصيب إيمانويل ماكرون، السبت، رئيسا للبلاد لولاية ثانية تستمر 5 سنوات بعد فوزه على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، وسط تحديات داخلية وخارجية تواجه ماكرون خلال ولايته الثانية التي لن تكون بأسهل من ولايته الأولى التي بدأت منذ عام 2017، وانتهت في 2022.
ونرصد في التقرير التالي أبرز التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه ماكرون في ولايته الثانية:
التحديات الداخلية:
استمرار أزمة كورونا
مازال العالم يعاني من تداعيات وباء كورونا والذي لم يتم القضاء عليه بعد، وكانت فرنسا من بين أكثر الدول تضررا من الجائحة سواء على مستوى الضحايا أو الخسائر الاقتصادية والصحية التي خلفها الوباء.
وينتظر الفرنسيون من ماكرون وضع خطط قوية وطموحة لتخطي أزمة الوباء والتي تجاوزت العامين، في ظل استمرار الضغوط على القطاعات الاقتصادية والصحية.
أزمة الطاقة
يعاني الفرنسيون من أزمة حادة سواء في أسعار مشتقات الوقود أو الغاز والكهرباء، في ظل أزمة استمرار الحرب الروسية الأوكرانية ووصول أسعار النفط والغاز لمستويات تاريخية.
وبعد أيام من الحرب وتحديدا في الثالث عشر من مارس الماضي قررت الحكومة الفرنسية ضخ مساعدات بقيمة ملياري يورو لدعم أسعار الوقود، التي أدت لاحتجاجات شعبية في ظل عجز الفرنسيون عن مواكبة هذا الارتفاع.
ويأمل الفرنسيون أن يجد ماكرون بدائل للغاز الروسي وكذلك تنويع مصادر الطاقة للخروج من دائرة الضغط الروسي.
ارتفاع الأسعار
وسجلت باريس معدلات غير مسبوقة في ارتفاع الأسعار، حيث بلغ معدل التضخم في فرنسا في مارس الماضي 4.5%، ورغم ارتفاعه إلا أنه ظل أقل معدل في أوروبا، حيث تعاني القارة بأكلمها من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
تقوية الجيش الفرنسي
يسعى ماكرون لتعزيز القدرات العسكرية لبلاده، خاصة مع غزو روسيا لأوكرانيا، والذي كشف ضعف دول أوروبا في مواجهة موسكو أو تقديم دعم كافٍ لحلفائهم، أو الاستعداد لمواجهة مثل هذه المخاطر.
وفي خطاب تنصيبه اليوم تعهد ماكرون بالعمل على تقوية قدرات الجيش الفرنسي خلال المرحلة المقبلة.
تحديات خارجية
الحرب الروسية الأوكرانية
يعتبر الغزو الروسي لأوكرانيا والمستمرة منذ فبراير الماضي، أكبر تحدٍ يواجه ماكرون وأوروبا بأكملها، حيث يخشى الفرنسيون وغيرهم أن يكون ذلك بداية لغزو روسي أكبر لعدة دول أوروبية.
ومنذ بداية الحرب خاض ماكرون جولات دبلوماسية وأجرى عدة مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من اجل وقف الحرب، لكن جهوده لم تفلح، إلا أنه ما زال مستمرا في تقديم دعم عسكري لكييف، وهو ما يزيد من الأعباء الاقتصادية على بلاده بجانب مخاطر الدخول في صدامات عسكرية مباشر مع موسكو الفترة المقلبة في حال اتسعت حدة الصراع.
توحيد أوروبا
تعاني أوروبا انقساما شديدا وخاصة الانقسام الذي ضرب الاتحاد الأوروبي بخروج بريطانيا منه، وسعي بعض الدول للسير على النهج ذاته، في ظل ضعف القدرات العسكرية لدول الاتحاد.
ويسعى ماكرون لتقديم نفسه قائدا جديدا لأوروبا، خاصة في ظل عدم وجود قادة شعبيين لقيادة المسيرة مثل أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية السابقة التي تركت قيادة بلادها في مرحلة صعبة من تاريخ الاتحاد الأوروبي.
حماية مصالح فرنسا في شرق المتوسط
يسعى ماكرون لتوفير بدائل للغاز الروسي لبلاده، وبرزت منطقة شرق البحر المتوسط أفضل بديل لتحقيق هذا الهدف، ويسعى ماكرون لخلق تحالفات قوية مع دول هذه المنطقة لتحقيق هذه الهدف.
وزاد من ضرورة تحقيق هذه الهدف الضغوط التي مارستها موسكو فيما يتعلق بصادرات النفط والغاز لأوروبا.
حماية مصالح فرنسا في إفريقيا
واجه ماكرون في ولايته الأولى اخفاقات كثيرة في دعم مصالح فرنسا بأفريقيا، وخاصة الدول التي تدخلت بلاده فيها عسكريا، ما اضطره للانسحاب من هذه الدول والسعي للدخول إليها مجددا عبر الاتحاد الأوروبي وخلق شراكات جماعية وليس في إطار ثنائي.
وفي يناير الماضي وخلال خطاب له أمام البرلمان الأوروبي، دعا إيمانويل ماكرون الشركاء الأوروبيين إلى "تحالف جديد" مع القارة الأفريقية من حيث الاستثمارات، الصحة والأمن.
مواجهة الإرهاب
كانت فرنسا من أكثر الدول الأوروبية التي تعرضت لهجمات إرهابية السنوات العشر الأخيرة، خاصة على يد تنظيم داعش الإرهابي.
ويسعى ماكرون لعقد تحالفات قوية مع الشركاء الأجانب لمنع وقوع المزيد من الهجمات والتي تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة.