بعد الإعلان عن انحسار كورونا.. هل العالم على موعد مع فيروسات أكثر خطورة؟
جائحة كورونا التي بدأت في الانتشار أواخر عام 2019، في طريقها الآن إلى الانحسار بعدما أصابت آلاف البشر حول العالم، وتمكنت من حصد الكثير من الأرواح، خلال الثلاث سنوات الماضية، ولكن هذه التجربة القاسية على العالم إلى حد كبير، جعلت التفكير مستمر حول إمكانية ظهور فيروسات جديدة على السطح، قد تكون موجودة بالفعل قبل ذلك إلا أن التغير المناخي وزيادة الشعور بالخطر والخوف من الفيروسات جعل الاهتمام بها أكبر من ذي قبل، فهل يعد هذا الخوف حقيقي؟
استاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة يجب عن هذا التساؤل في السطور التالية:
يقول إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، إن كورونا بالفعل في طريقه للانحصار في جميع دول العالم بسنبة 20% في الإصابات، ونسبة 22% في الوفيات، باستثاء الولايات المحتدة الأمريكية وإفريقيا، التي ترتفع فيها حالات الإصابة نسبيًا مقارنة بباقي دول العالم.
-لا توجد نظرية أكيدة حول علاقة كورونا بظهور فيروسات جديدة
وأضاف، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، في تصرح خاص لـ"الدستور"، أنه لا توجد نظرية فعلية حول ربط انحسار كوفيد بظهور فيروسات جديدة، ولكن هناك أكثر من نظرية تم طرحها خلال العامين الماضين، الأولى هي أن الأدينو فيروس، والذي يصيب الجهاز التنفسي قام بالاتحاد مع فيروس كورونا فأصبح أقوى.
والنظرية الأخرى تفيد بأن اتجاه الكثيرين إلى العزلة والحرص الزائد على الوجود في بيئة نظيفة للغاية، مما يؤدي إلى ضعف المناعة، وهذا يفسر انتشار الأمراض الصدرية والمناعية بين الأطفال في البيئة النظيفة، أكثر من غيرهم الذين يتعرضون للأتربة بشكل مستمر، وضعف المناعة خلال العامين الماضين نتيجة لهذه النظرية من شأنه أن يجعل الإنسان أكثر عرضة للتعرض للفيروسات، ولكن حتى الآن لا توجد دراسة واضحة حول ارتباط انحسار فيروس كورونا بظهور فيروسات جديدة.
وأكد عنان، أنه في حال الاستمرار في الاحتباس الحراري، تزداد فرصة القفزة الجينية من كائن إلى كائن آخر، وبالتالي تنتقل إلى الإنسان في النهاية كما حدث مع فيروس كورونا والخنازير من قبل، وهذا ينتج عن قيام الإنسان باستضافت الحيوانات إلى جانب بعضها البعض، أو عن طريق الطبيعة نتيجة هجرة الحيوانات من أماكن إلى أماكن بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فالحيوانات سوف تهاجر من المناطق الباردة التي كانت مناسبة لها، إلى أماكن اخرى والعكس.
وأوضح أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، أن هذه الهجرة وهذا الاختلاط بين فصائل لم تكن تختلط في الطبيعة، وهذا ما شاهدنا عندما وضعنا حيوانات برية مع بعضها عكس طبيعتها ينتج فيروسات متحورة قفزت من فصيلة لفصيلة مثل عائلة فيروسات كورونا والأنفلونزا، مضيفًا أن التلوث والعوادم والانبعاثات الكربونية تزيد من فرصة الوفاة مع أي عدوى تنفسية.
-الفيروسات موجودة طوال الوقت:
كما أشار إلى أن جميع هذه الفيروسات موجودة من قبل، وبنسب عالية في السنوات التي سبقت انتشار فيروس كورونا مباشرة، إلا أن الاهتمام بها أصبح كبيرًا نتيجة للاهتمام بالفيروسات بشكل عام وتأثيرها بعد فيروس كورونا.
-هل يمكن الحماية من الإصابة بالإيبولا والمالريا:
مؤكدًا أنه لا يوجد شيء يمكن أن يحمي من الإصابة بها خلال الفترة القادمة، إلا الاهتمام بعدم التواجد في البيئات شديدة التلوث.