سقوط 4 قتلى بأعمال عنف جديدة غرب دارفور
امتدّت أعمال العنف القبلية التي شهدتها محلية الكرينك في ولاية غرب دارفور السودانية، الأحد، وأوقعت 168 قتيلًا و98 جريحًا، إلى مدينة الجنينة، عاصمة الولاية الواقعة في غرب السودان، حيث سقط أربعة قتلى على الأقلّ في مواجهات دارت الإثنين، بحسب ما أفادت منظمة حقوقية.
وقال آدم رجال، المتحدّث باسم التنسيقية العامة للاجئين والنازحين في إقليم دارفور: إنّ أعمال العنف التي بدأت في الكرينك (80 كلم من الجنينة) بين مقاتلين عرب وآخرين أفارقة وصلت اليوم الإثنين إلى عاصمة الولاية، حيث "خلّفت حتّى الآن أربعة قتلى وتسعة جرحى" في الجنينة.
وأضاف: أنّ هذه المواجهات تأتي غداة سقوط "168 قتيلًا و98 جريحًا" في معارك دارت بين الطرفين في الكرينك، الأحد.
وقال آدم عيسى، الذي يقطن في الجنينة في تصريح لوكالة "فرانس برس": "استيقظت على دويّ نيران كثيفة".
بدورها، قالت فاطمة حسين التي تقطن في المدينة أيضًا، أنّ حدّة المعارك "حالت دون أن أتمكّن من مغادرة المنزل".
ووفقاً لـ"رجال"، فقد بدأت أعمال العنف هذه في الكرينك الجمعة، وبلغت ذروتها الأحد، وأكّدت التنسيقية أنّ ثمانية أشخاص قُتلوا عند اندلاع المعارك الجمعة.
واندلعت موجة العنف الجديدة هذه بعد أن هاجم مسلّحون من قبيلة عربيّة قرى تقطنها قبيلة المساليت غير العربيّة، وذلك ردّاً على مقتل اثنين من قبيلتهم الخميس، وفق ما أوضحت التنسيقية.
واتّهمت التنسيقية ميليشيا الجنجويد العربية بتدبير الهجوم على قبيلة المساليت.
وقال رجال: إنّ الجنجويد "قتلوا وأحرقوا ونهبوا وعذّبوا بلا رحمة" في الأسابيع الأخيرة.
ونشأت ميليشيا الجنجويد في دارفور في مطلع الألفية الثانية، واشتهرت بقمعها تمرّد القبائل غير العربية في دارفور، والذي اندلع احتجاجًا على تهميش الإقليم اقتصاديًا.
ووجّهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات بارتكاب إبادة في دارفور إلى الرئيس السابق عمر البشير الذي أطاحته انتفاضة شعبية في أبريل 2019.
وفقاً لتجمّع الأطباء المؤيّد للديموقراطية، فإنّ الوضع الصحّي "الكارثي" أساسًا في غرب دارفور ازداد سوءًا؛ بسبب تعرّض مستشفيات عدّة لهجمات في أعمال العنف هذه.
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتيس عن إدانته لعمليات القتل في غرب دارفور، مطالبًا بفتح تحقيق، وكذلك فعلت كل من واشنطن ولندن.
وفي الخرطوم، عقد مجلس الأمن والدفاع جلسة طارئة برئاسة البرهان اتّخذ خلالها إجراءات عدّة شملت خصوصًا: "تعزيز التواجد الأمني بغرب دارفور بدفع قوات للفصل بين الأطراف واحتواء الموقف"، بحسب بيان رسمي.
وأدّى النزاع الذي اندلع في دارفور في 2003 إلى مقتل قرابة 300 ألف شخص، ونزوح 2.5 مليون نسمة من ديارهم، وفقًا للأمم المتحدة.
وقتل عشرات في دارفور منذ الخلاف الذي وقع بين الشركاء العسكريين والمدنيين على السلطة، في 25 أكتوبر وما تسبّب به من فراغ أمني، خصوصًا بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام الأممية في الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة والحكومة المركزية في 2020.
والسودان الذي تخلّص في 2019 من دكتاتوريّة استمرّت 30 عامًا في عهد عمر البشير، يعاني من أزمة سياسية وأخرى اقتصادية منذ أكتوبر الماضي.
ووفق الأمم المتحدة، سيعاني بحلول نهاية العام 20 مليونًا من إجمالي 45 مليون سوداني، من فقدان الأمن الغذائي، والأكثر معاناةً في البلاد هم 3,3 ملايين نازح يقيم معظمهم في دافور.