«بنجري ورا أكل عيشنا».. مكافحات سوق الجمعة يأتون من المحافظات لأجل الجنيه
بين زحام الأقدام وتداخل الأصوات في عالم يحوي في طياته الكثير من القصص والحكايات تخللت «الدستور» بين هذا وذاك لتلتقي بالمكافحات الساعيات إلى لقمة العيش الحلال، رغم ما يعانونه ويتكبدوه من مشقة الصيام تحت شمس الظهيرة الملتهبة هنا في أكبر وأشهر الأسواق الشعبية في مصر، سوق الجمعة بالسيدة عائشة.
كعب داير من الشرقية لسوق الجمعة
على أحد جوانب الطريق تفترش أم سعيد بضاعتها، وهي ملابس الأطفال التي أتت بها من محافظة الشرقية بين المواصلات والقطار تحملهم على كتفها، حيث تخرج من بيتها مساء الخميس حتى تصل إلى السوق بعد منتصف الليل لتحجز مكان لها بين البائعين، وتبدأ البيع مع مطلع الفجر وحتى عقب صلاة الجمعة، وينفض السوق وتعود، حيث أتت بما ساقه الله لها من رزق في هذا اليوم لتلبي حاجة أبنائها وبناتها.
تجهز ابنتها للزواج من تجارتها في السوق
على بعد خطوات قليلة من الأولى تجلس أم عبده وأمامها لفافات القماش المتنوعة، وفي يدها الخشبة المدرجة التي تقيس بها الأمتار لزبائنها، تقول أم عبده لـ «الدستور» أنها اعتادت للمجيء إلى السوق منذ 25 سنة، قائلة: "طول ما فيه نفس هاجي السوق" في إشارة إلى أن تجارتها هي مصدر دخلها الوحيد، ومنه تنفق على أبنائها وتجهيز ابنتها للزواج.
أم الأيتام
بين هؤلاء الكادحات تجلس أم كريم، والتي تأتي كل يوم جمعة من طنطا بمحافظة الغربية لتبيع المقرمشات والتسالي تقول: “منذ 17 عاما رحل زوجي وترك لي ولد وبنت، ولم يكن هناك مصدر للإنفاق على أبنائي، وأنا كمثل أي أم اتمنى أن يحصل أبنائي على أفضل تعليم وأحسن معيشة، فخرجت للبيع في الأسواق، ومنذ أكثر من عقد ونصف وهي لا تدع يوم جمعة إلا وتسافر للقاهرة بعد أن تنتهي من سوق الخميس للمشاركة في سوق الجمعة”.