أبرزهم السندريلا والخال.. 5 أصدقاء مقربين في حياة صلاح جاهين
تمر اليوم - 21 أبريل - ذكرى رحيل فيلسوف الفقراء، الشاعر الكبير صلاح جاهين، الذي مازالت أشعاره عالقة في الأذهان ويتداولها الناس حتى الآن، حيث ترك جاهين، إرثًا ثقافيًا يزيد عن 161 قصيدة، أبرزها: قصيدة "على اسم مصر" وأيضًا قصيدة "تراب دخان" التي كتبها بمناسبة نكسة يونيو 1967، وكان مؤلف أوبريت الليلة الكبيرة أشهر أوبريت للعرائس في مصر.
لُقِّب صلاح جاهين، من جانب أصدقائه بفيلسوف الفقراء، كانت تربطه صداقات قوية بعدد كبير من داخل الوسط الفني، ولعل أبرزها صداقته الوطيدة بسندريلا الشاشة سعاد حسني، التي وصفته بأنه الفنان الذي لا ينضب، بالإضافة إلى الفنان أحمد زكي، وعبدالرحمن الأبنوي، وسيد مكاوي، وأحمد فؤاد نجم، وسيد حجاب.
وفى ذكرى رحيله، تستعرض "الدستور" بعض المواقف القوية لصلاح جاهين، مع أصدقائه الخمسة المقربين.
جاهين والسندريلا
صداقة كللتها الثقة من النظرة الأولى، ففي عام 1972 جمعت الصدفة بين صلاح جاهين وسعاد حسني في موسكو، حيث تصادف وجود طاقم عمل فيلم "الناس والنيل" الذي قامت ببطولته السندريلا وأخرجه يوسف شاهين.
وعندما كانوا هناك، اقترح طاقم العمل الذهاب لزيارة السيناريست صلاح جاهين، الذي كان يخضع للعلاج في مستشفى موسكو واقترحوا زيارة جاهين، ومنذ اللقاء الأول بين سعاد حسني وصلاح جاهين أصبحوا أصدقاء ولم يأخذوا وقتًا طويلًا في مرحلة بناء الثقة.
وكان جاهين يعبر عما يجول في خاطر سعاد وكان المستمع الأول والناصح الأمين لها، وهذا ما حدث في أغنية "بانو بانو" بحسب ما جاء في كتاب حياة صلاح جاهين بقلم زوجته منى قطان: "رن هاتف المنزل الساعة الخامسة عصرًا، ألو صوت حزين هادئ صامت حاد مرتجف، منى قطان: ألو يا سوسو" كما تحب سعاد حسني أن يلقبها المقربين" عاملة ايه!؟.. سعاد: كويسة ممكن تبلغي أستاذ صلاح إني هجيله الساعة ٣ الفجر عاوزاه في كذا حاجة كده".
وتابعت القطان: "وأغلقت المكالمة في صمت وغموض، أصبحت الساعة الرابعة والنصف فجرًا، دق جرس الباب وإذا بها سعاد كما لا يعرفها الجمهور بدون مساحيق تجميل أو بواريك للشعر أو ابتسامة، جلست في صمت لمدة عشر دقائق حتى توجهت بالكلام لصلاح جاهين: صلاح أنت عارف كل اللي وجعوني وأذوني في حياتي وعارف مين باعني ومين استغلني وأنا قلبي اتحرق من مين، أنا عاوزه منك كلمات أدي بيها كل اللي تعبونى بالقلم عاوزه أعرفهم أنهم ولا حاجة يعني عاوزة أغنية لسعاد الغبية الهبلة اللي صدقتهم أنا مش هطول، أنا بس كنت مخنوقة وحابة اصرخ في أغنية".
وغادرت سعاد المنزل سريعًا وأمسك صلاح جاهين، بقلمه ليعبر عن مشاعر سعاد وصرختها في وجه ظالميها، وبعد يومين فقط، خرجت أغنية "بانو بانو على أصلكو بانوا" في فيلم “شفيقة ومتولى” وقامت سعاد حسني، بتسجيل الأغنية على 6 مرات من كثرة البكاء".
جاهين وأحمد زكي
كان لجاهين دورًا مهمًا في حياة أحمد زكي، فقد اعتبره والده على حد وصف الأخير في أحد لقاءاته، وجمعتهما صداقة قوية، وقدّمه لبطولة مسرحية حين كان طالبًا مستجدًا بمعهد فنون مسرحية، وكتب "شفيقة ومتولى" لسعاد حسنى، واشترط أن يكون زكى بطلًا كي يعوِّضه عن طرده من بطولة فيلم "الكرنك".
وقال زكي في بعض اللقاءات: "جاهين أبويا، لم أتمكن من رؤية والدي فقد توفي وعمري سنتين ولو كان موجود أعتقد أنه لا يمكن أن يكون مثل الأستاذ صلاح فى وقوفه بجواري وعطائه اللامحدود، فقد تحمل آلامي وهمومي منذ بداية مسيرتي الفنية، وفتح لي قلبه قبل بابه".
جاهين والخال
أصبح عبدالرحمن الأبنودي، وصلاح جاهين، رفقاء الفن والموت، صداقة قوية جمعتهما، فلم يكن الفن فقط هو من جمع الشاعران الكبيران، ولكن الموت أيضًا، حيث توفى "جاهين" في 21 أبريل من عام 1986، ليعود الخال "الأبنودي"، ويشاركه الوفاة بعد 29 عامًا في اليوم ذاته، لتحل ذكرى وفاتهما معًا.
يعد جاهين هو أول من قدم الأبنودي للجمهور في بداية مشواره من خلال جريدة "الأهرام"، فقد طلب جاهين من الأبنودي أن يعطيه شعر غنائي له، لأنه لا يريد أن يرسم ويجب أن يملأ المساحة المخصصة له، وكانت قصيدة عن الدودة لما كلت القطن، حسب تصريحات الأبنودي في أحد لقاءاته الإعلامية.
وحازت كلمات أغنية (الدودة) على إعجاب "جاهين"، وقرر نشرها في المربع الخاص به، ونالت هذه الأغنية على إعجاب شخصيات كثيرة ثم عنتها فاطمة على بعدها، وقدَّم الأبنودي ثلاثة أغنيات بعدها ومن هنا بدأت رحلة شهرة الأبنودي، التي بدأت عند جاهين، واستمرت الصداقة بينهما.
جاهين وسيد مكاوي
يُعد سيد مكاوي من الأصدقاء المقربين لصلاح جاهين حتى أنه توفي في نفس اليوم من عام 1997 ليلحق برفيق دربه وتوأم روحه، فعندما توفي جاهين، انهار مكاوي باكيًا على رفيق دربه، وتحوّل مكاوي إلى شخص حزين يميل إلى الانطواء بعد صديقه، وظل هذا التحول في شخصيته يلازمه طوال سنوات عمره المتبقية حتى لحق به.
وكانت العلاقة بين جاهين ومكاوي شديدة التميز، تشهد عليها كثير من الأعمال التي جمعتهما معًا منذ بداية تعارفهما في الستينيات من القرن الماضي، وبدأت صداقة صلاح جاهين والفنان سيد مكاوي بلقاء على مقهى بحي المنيرة.
ومن هنا، بدأ المشوار الفني للثنائي الشهير، فكانا رفقاء درب، كانا يتفاهمان من دون كلام كانت جلساتهما تضم أفكارًا متنوعة، وما إن تنتهي الجلسة حتى ترى ثمار هذه الأفكار متجسدة في صورة أعمال فنية جميلة، فكان جاهين يكتب، ومكاوي يحول كلمات جاهين إلى أجمل الألحان.
جاهين وسيد حجاب
لم يُعرف بالتحديد متى بدأت الصداقة بين سيد حجاب وصلاح جاهين، ولكن جاهين هو أول من قدمه للجمهور فى الستينيات، عندما نشر له قصيدة "ابن بحر" فى بابه الشهير "شاعر جديد يعجبني"، الذي كان يحرره بمجلة "صباح الخير".
وقال في تقديم صاحب القصيدة: "عندما أبحث عن كلمات أقدم بها هذا الشاعر الجديد لا تلبيني إلا الكلمات العاطفية ولو كان هناك حب من اللحظة الأولى، أكون أنا قد أحببت هذا الشاعر من أول شطرة.. اسمه سيد حجاب تذكروا هذا الاسم فإنه سيعيش طويلاً في حياتنا المقبلة وسيكون له شأن عظيم".