في ذكرى العاشر من رمضان.. كلمات سر ودعم نفسي وراء الانتصار المهيب
استطاع المصريون في العاشر من رمضان 1973 أن يكللوا تعبهم الذي استمر على مدار سنوات منذ نكسة 1967، فقد استطاعوا عبور أكبر مانع وهو خط بارليف بالعزيمة بالإرادة والإيمان الذي كان يغزو قلوبهم خلال هذا الشهر الكريم، هذا الأمر يدفعنا إلى التساؤل عن مدى القدرة والقوة التي تجعلهم يحاربون أثناء الصيام، كيف كانت نفسية هؤلاء المدافعين عن أوطانهم، وماذا كانوا يتناولون حتى يحصلن على القوة من أجل الحرب.
الجيل الذهبي في العصر الحديث.. نجاح في حيل التلاعب بالروح المعنوية للعدو
توجهت "الدستور" إلى سؤال الأخصائي النفسي الدكتور علي عبد الراضي الذي قدم شرحا وافيا لنفسية المقاتل المصري في ذلك الوقت: "كان الجنود بتشكيلهم الشخصي والنفسي قادرين على تخطي نكسة 1967، وأن يستفيدوا من الأخطاء التي تم ارتكابها، كانوا متكاتفين وطوروا من أنفسهم وأجهزتهم من أجل أن تنتهي الحرب لصالحهم".
فالجندي المصري بنسيجه وتكوينه الذي تخرج من الجامعة أو مدرسته وقتها ذهب من أجل الحرب كان الداعم الأول نفسه، فلم يكن يحتاج إلى أخصائي نفسي من أجل الدعم المعنوي في شهر رمضان مع فترات الصيام القاتلة، وعلى العكس كان هذا الجيل حينها لديه قدرة ذهبية على الصمود والتحكم في الذات المعنية وتوجيهها للهدف الذي يريده.
كانوا قادرين على تنفيذ كافة الأوامر القيادية والفدائية والاستفادة من تشكيلات الفريق الشاذلي خلال فترة التجنيد المطولة من أجل التأهيل المعنوي، وكانت الأسر أيضا هي الدافع الخفي وراء كل جندي، كانوا يذهبون بأبنائهم إلى خطوط الدفاع الأولى من أجل الحصول على الأرض، وهذا ما يمكن أن يطلق عليه "فهم قيمة المواطنة"، وفهم الحق الذاتي في ممتلكات الوطن، في المواصلات العامة، والجنائن.
كان الجندي المصري لديه قدرة خفية على المناورة، فلم يدرك العدو أبدا في أي اتجاه سوف يضرب، لكننا استطعنا أن نضربهم في عمق ديارهم، وهذا إن دل على شىء، إنما يدل على الصمود والكرامة والفداء، وهذا ماتربي عليه المؤسسات العسكرية في الفترة الحالية الشباب، لذلك فإن النظرة للحياة والوطن تختلف كليا بعد فترة التجنيد.
كان الجندي المصري يتميز بالإصرار وقوة الإرادة والطموح، كانوا أخصائيين ذاتيين، لايوجد مستحيل مع الإيمان القوي الذي يحقق انتصارات، كانوا أول من أنشأ مصطلح الدعم المعنوي، وكانت الأجواء مشبعة بالفداء، فكانت الحرب المعنوية المضادة التي استخدمها السادات تعبر عن ذكاء وعدم توقع لما سيقوم به الجيش من استراتيجية، كان جيل عبقري يظهر خلاف مايبطن يتحكم في ذاته وانفعالاته قادرعلى التعبئة مرة أخرى، يمكن أن نطلق عليه “الجيل الذهبي في العصر الحديث”.
كلمة عفوية وراء الانتصار في حرب العاشر من رمضان
كما أكد استشاري الطب النفسي جمال فرويز أن الشباب المصري في ذلك الوقت دخلوا فترة التجنيد من سنة 1967 ولم يخرجوا منها حتى الحرب، وكان ذلك تباعا لأوامر عسكرية شديدة اللهجة، فكان هناك خياران من أجل العودة إلى الحياة مرة أخرى، هما الانتصار أو الموت، لذلك كان الجندي تحت ضغط شديد يريد الخلاص بأقل الخسائر المتوقعة، ويريد الانتصار بكل أسلحته المحدودة.
أضف على ذلك جرعة الإيمان النشطة التي حصلوا عليها من فترات الصيام، ومايستطيع أن يبثه في الصدور، جعلت الجندي يعدو وكأنه 10 أفراد، فإذا قمنا بحسابها عدديا الجيش الإسرائيلي أقوى من حيث العدد وقوة الدبابات والمدافع والطائرات التي تضرب من على بعد 40 كيلو، ولكن مع كل ذلك استطعنا أن ننتصر نتيجة لكلمة عفوية معنوية من غرفة العمليات وهي "الله أكبر" التي توجت لسان كل مسلم ومسيحي في ذلك الوقت، فكان الشاب يرمي نفسه أمام مدفع حتى يحصن باقي الجنود، والأخر يقوم بعملية فدائية في حقل ألغام، لولا العزيمة والثبات الانفعالي والروح المعنوية والكلمات الحماسية لما كدنا أن ننتصر في تلك المعركة الضارية.
الدليل الكامل للوجبة الغذائية المتوازنة من أجل الطاقة
قال استشاري التثقيف والإعلام الغذائي رئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية الدكتور مجدي نزيه: "في رأيي الشخصي أن مجموعة الفئات الحساسة التي تشمل الجنود والشيوخ والمرضى ليس لهم صيام، ولكن في حالة الصيام لا يمكن الاستغناء عن تناول وجبة متكاملة ومتوازنة في رمضان وخارج رمضان وفي أي وقت".
يجب أن تحتوي الوجبة على الأبعاد الثلاثة، مواد نحصل منها على الطاقة وهي النشويات مثل العيش والأرز والمكرونة والعجاين، البعد الثاني يتمثل في بناء الخلايا وهي البروتينات مثل اللحوم أو الدواجن، البقول، والبيض، أو أعضاء حيوانية داخلية مثل الكبدة والطحال واللسان والرئة، أما البعد الثالث فيتمثل في طبق سلامة العمليات الحيوية والمكون من مجموعة الفيتامينات والمعادن والمركبات العضوية والإنزيمات والهرمونات، ويجتمع في طبق سلطة بكل محتوياته، وهذا التصنيف يندرج على كل الفئات والأعمال باختلاف الكمية من فرد لآخر.