«هنا عصر السرعة».. مستفيدون من التحول الرقمي يروون تجاربهم
لم تعد الأوراق هي الأساس في التعاملات الحكومية، بل أتجه العالم إلى بدائل أخرى أكثر سرعة وأقل مجهودًا وتوفيرًا للنفقات، وهو التعامل الرقمي الذي يُعمل به في أغلب المؤسسات الحكومية بدول العالم ويستخدم وسائل تكنولوجية حديثة تسهل التعامل على المواطنين.
كذلك الأمر في مصر والتي سعت منذ سنوات أخيرة إلى إدخال التعامل الرقمي لكل المعاملات الحكومية تسهيلًا على المواطنين، وكان الأمر أكثر إفادة خلال فترات الذروة من انتشار فيروس كورونا والذي أدى فيه التعامل الرقمي إلى منع التكدس.
مدحت محمود، ٥٠ عامًا، أحد المستفيدين من التحول الرقمي الحكومي، وكان يقف طوابير لا نهاية لها كما يصف من أجل تجديد رخصة سيارته إلا أن الأمر اختلف في الوقت الحالي بعدما أتاحت الحكومة تجديد رخص السيارة عبر موقع يخص وزارة الداخلية.
يقول: «قبل التحول الرقمي الحياة كانت عبارة عن طوابير، كل شيء زحمة ولازم ورق وتعامل داخل المؤسسات الحكومية، لكن مؤخرًا بدأت خدمات كثيرة تتيحها الحكومة إلكترونيا يمكن لأي مواطن يملك انترنت أن يقوم باستخدام الخدمة وهو في بيته».
ويرى أن وقت كورونا عزز بشدة من التعامل الإلكتروني وكانت التجربة فيه خير دليل بأن التحول الرقمي أفضل من التعامل الورقي: «وفر عليا جهد ووقت وزحمة محتاجين كل حاجة في البلد تكون إلكترونية زي باقي دول العالم، بقيت أجدد الرخصة بشكل أسرع».
واتساقًا مع ذلك، قال الدكتور جمال أبوالفتوح وكيل لجنة الري والزراعة بمجلس الشيوخ، إن مصر شهدت خلال السنوات الأخيرة توجهًا غير مسبوق نحو تطبيق التحول الرقمي في كافة قطاعات ومشروعات الدولة بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك تماشيًا مع رؤية مصر 2030 فيما يخص قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأضاف أنه في سبيل تحقيق ذلك اتخذت الدولة العديد من الخطوات لتطبيق إستراتيجية مصر للتحول الرقمي، مشيرًا إلى استقبال الدكتور مصطفى مدبولي، براد سميث رئيس شركة "مايكروسوفت"، لبحث مجالات التعاون في بناء القدرات والتحول الرقمي وإنشاء مركز بيانات للشركة في مصر، والسعي نحو أن تحتضن مصر واحداً من أكبر المراكز الإقليمية لشركة "مايكروسوفت".
وأكد "أبوالفتوح"، أن الدولة عملت على تعزيز وتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك نحو توجهها لبناء مصر الرقمية بما يساهم في إعادة بناء الإنسان المصري ورفع مستوى الأداء داخل مؤسسات الدولة المختلفة، وتطويع التكنولوجيا في إيجاد حلول للقضايا والتحديات التي تواجه المجتمع.
أما قوت القلوب، ٧٠ عامًا، إحدى المستفيدات من التحول الرقمي، من خلال خدمات التموين على موقع بوابة مصر الرقمية، والذي تقوم فيه بحل جميع المشاكل التي تواجهها في بطاقة التموين وساعدتها كثيرًا في توفير الوقت والجهد.
تقول: "ضاعت مني بطاقتي التموينية وكان قبل التحول الرقمي مشوار طويل من الأوراق والامضاءات عشان أطلع بدل فاقد لكن أحفادي عرفوا عن بوابة مصر الرقمية وعملوا حساب عليها ودخلوا البيانات واستخرجوا بدل فاقد من خلال بطاقتي وبياناتي".
تضيف: "قبل التحول الرقمي كان كل شيء من خلال طابور طويل ولازم داخل المؤسسة وبيطلبوا ورق كتير واختام من أماكن مختلفة لكن التعامل الإلكتروني وفر جهد ووقت خصوصًا لكبار السن والمعاشات وأصحاب بطاقات التموين وغيرهم من الفئات التانية".
وقامت الحكومة مؤخرًا بإطلاق ما يقرب من ٦٠ خدمة يمكن القيام بها إلكترونيًا على بوابة مصر الرقمية في إطار الخطة برقمنة كل الخدمات الحكومية التي يتم تقديمها خلال نهاية العام ٢٠٢٣، حتى تخدم كل فئات المجتمع لاسيما كبار السن، وتسهيلًا عليهم.
كما هدفت الحكومة إلى تطوير أداء الحكومة في التعامل غير الرقمي وكذلك تم انشاء وحدات التحول الرقمي في الحكومة وما يقترن به من الانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك إقامة بنية تحتية معلوماتية قوية وفقا لأحدث تقنيات علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق التحول الرقمي بكفاءة.