تحقيقات أمنية وخطط استخباراتية.. كيف تتحرك إسرائيل لمنع الهجمات القادمة؟
أجرى قادة في تل أبيب اليوم السبت مباحثات أمنية مكثفة لتقييم الوضع الأمني، على أثر الهجمات الثلاث في (بئر السبع والخضيرة وبني باراك) خلال الأيام الأخيرة الماضية،والتي تسببت في مقتل 11 إسرائيلي، والعشرات من الجرحى الآخرين.
أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مباحثات مع رؤساء الشاباك في مقر الخدمة في تل أبيب (وسط إسرائيل)، كما عقد وزير الأمن الاسرائيلي بني جانتس جلسة بمشاركة رئيس الأركان أفيف كوخافي ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار ومسؤولين كبار آخرين.
وكنتيجة للهجمات، قامت قوات الأمن الإسرائيلية باعتقالات في أماكن مختلفة في إسرائيل وفي الضفة الغربية مثل جنين، وواجهت مقاومة شديدة أسفرت عن اشتباكات أدت الى وقوع قتلى وإصابات بين الفلسطينيين، وذلك خلال تنفيذ القوات الاسرائيلية عملية اعتقالات لمطلوبين على صلة بمنفذي العمليات الأخيرة.
عملية إسرائيلية في الضفة
تأتي الجلسات الأمنية بعد عملية إسرائيلية في الضفة الغربية تسببت في مقتل ثلاثة فلسطينيين ينتمون إلى خلية مسلحة إثر اشتباكات وتبادل إطلاق النار بينهم وبين قوات الشرطة الإسرائيلية. وأدت العملية أيضاً إلى إصابة 4 من الشرطة الإسرائيلية، أصيب ثلاثة منهم بجروح طفيفة، فيما أصيب الرابع بجروح بالغة وتم نقله إلى المستشفى.
وعلق جهاز الشاباك في بيان، أن "المُسلحين كانوا مسؤولين عن هجوم في طولكرم، ولا ينتمون إلى أي تنظيمات معينة"، مشيراً إلى أنهم "كانوا في طريقهم لتنفيذ هجوم واسع النطاق، كما عثر في سيارتهم على أسلحة مختلفة من بينها بنادق وقنابل يدوية"، وأطلق الشاباك عليهم "قنابل موقوتة"، حسب التقارير العبرية.
وكانت قوات الجيش الإسرائيلي، قد كشفت أمس الجمعة، عن وجود أعمق نفق حفرته حركة “حماس” للتسلل إلى داخل إسرائيل، وقال ضابط من وحدة ياهالوم العسكرية إن "النفق في المنطقة الجنوبية تم حفره على عمق 70 مترا تحت الأرض". وقالت مصادر عسكرية إن "حماس ربما كانت تحفر هذا النفق منذ سنوات بينما اكتمل بناء الحاجز المضاد للأنفاق قبل عام بعد أربع سنوات من البناء".
تحقيقات الأجهزة الأمنية
أشارت تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي إلى عدم وجود صلة مباشرة بين الهجمات الثلاثة - تلك التي وقعة خلال أسبوع في بئر السبع والخضيرة - وهجوم بني براك.
وبحسب التقديرات الأولية للمُحققين، فإن الفلسطيني مُنفذ العملية الأخيرة في بني باراك لا ينتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية عكس منفذي عمليتي "الخضيرة وبئر السبع" الذين أعلنوا سابقاً إنتمائهم إلى داعش، ولكن مع ذلك، فإن كما يبدو أن العملية الثالثة جاءت كنوع من تقليد عمليتي بئر السبع والخضيرة.
خطط إسرائيلية
تعمل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حالياً على هدف رئيسي وهو منع الهجوم التالي، ولتحقيق هذا الهدف يعمل جهاز الأمن العام حالياً على مستوى الاستخبارات وكذلك على المستوى العملياتي للوصول إلى المزيد من الأشخاص المتورطين أو المساعدين لمنفذين العمليات السابقة بهدف وقف الهجوم التالي، وخوفاً من المقلدين، وإحباط المزيد من الهجمات التي يمكن أن تنفذ بدافع "الإلهام" من العمليات السابقة.
وفي هذا السياق، أمر رئيس الأركان أفيف كوخافي بتعزيز أربع كتائب أخرى في الضفة الغربية (كتيبة شكيد لواء جفعاتي، كتيبة يهودا نيتسح في لواء كفير، كتيبة كدم من لواء الانقاذ والكتيبة 50 من ناحال)، بالإضافة إلى تعزيزات عسكرية عند خط التماس، كما وصلت كتيبتان تعزيزات إلى فرقة غزة خوفاً من اشتعالها في الساحة الجنوبية.
كما أوصى “كوخافي” مفوض الشرطة يعقوب شبتاي بأن ينشر فرقًا صغيرة في مناطق متفرقة للسماح بالتعامل السريع مع الحوادث لحظة وقوعها، وأمر وزير الأمن “جانتس” الجيش الإسرائيلي بمساعدة الشرطة في تعزيز القوات في الساحة الإسرائيلية الداخلية، كما تم رفع درجة تأهب الشرطة إلى مستوى عال وهو مستوى لم يتم استخدامه منذ المواجهة العسكرية الأخيرة بين حماس وإسرائيل في مايو الماضي التي تسمى في إسرائيل بـ"حارس الأسوار".