ردًا على شائعة الإساءة لهم.. «سودانيون»: مصر فتحت لنا أبوابها وكأننا ببلدنا
بعض الأقاويل والمزاعم ترددت بالفترة الأخيرة ادعت إساءة مٌعاملة البلاد للاجئين السودانيين، واتخاذ البلاد نحوهم إجراءات أمنية تعسفية، تلك المزاعم التي خرجت وزارة الداخلية لتنفيها مؤكدة أنها قد ترددت بواسطة إحدى المنظمات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية في محاولات مُستمرة للوقيعة.
من على أرض الواقع قامت "الدستور" بجولة على بعض المناطق التي تشهد تجمعات كبيرة للجالية السودانية الشقيقة، وذلك لكشف حقيقة تلك الأقاويل.
مواطنة سودانية: عمري ما حسيت إني في بلد غير بلدي
"عمري ما حسيت إني مش في بلدي.. إحنا بلد واحدة ومش كلام شعارات" كلمات عبرت بها عفت حسين 44 عامًا عن حبها لمصر، وقالت: "جئت إلى مصر بعد أحداث يناير وأحداث السودان أنا وزوجي وأبنائي الثلاث".
وتابعت بقولها أنها كانت تخشى بالفعل في بداية مجيئها إلى مصر أن تلقى معاملة غير حسنة لكونها لاجئة، ولكن ما وجدته جعلها تتخذ مصر بلدًا ثانيًا بلا منازع، و تشعر أن جميع أبنائها هم أشقاؤها.
وتقول: "كل جيراني المصريين عاملوني أفضل معاملة في كل اللحظات اللي مريت بيها منذ مجيئي، أصبحنا نتشارك سويًا كافة العلاقات الاجتماعية، نأكل مع بعض ونشرب مع بعض، ونقف جنبًا إلى جنب بأحزان بعضنا البعض"، مُشيرة إلى أن ذلك ما حدث عندما توفي زوجها فقد شعرت أنها لم تترك أسرتها الكبيرة في السودان، وذلك لما رأته من تجمع أسري كبير حولها من أصدقائها وجيرانها المصريين الذين ساندوها في هذا الوقت العصيب.
تابعت أنها استطاعت بعد ذلك تأجير أحد المحال لتفتتحه كمطعم يقدم الأكلات السودانية، وبالفعل تمكنت من ذلك وحاليًا يمثل هذا المطعم مورد دخلها الرئيسي، موضحة أنه إلى جانب زبائنه السودانيين الذين يرتادونه، أصبح هناك العديد من المصريين الذين يقبلون عليه بل أصبحوا هم الآخرين زبائنه بعد أن أحبوا مذاق الأكلات السودانية.
المتحدث باسم الجالية السودانية: السلطات قبل أن تأخذ أي موقف قانوني ضد مخالف ترجع إلينا أولًا
جاء إبراهيم عز الدين المتحدث باسم الجالية السودانية في منطقة العاشر من رمضان بالقاهرة إلى مصر عام 1992، وكان سبب استقراره بها ذلك الحين حسب روايته هو وصوله إلى مصر ورغبته وقتها في السفر منها إلى الخارج، إلا أنه لم يستطع السفر الأمر الذي جعله يستقر بالبلاد.
قال: "بدأت العمل في أحد مصانع "سوست الملابس" وحينها تم قبولي سريعًا ولم أجد تفرقة أو تمييز بيني وبين غيري من العمالة المصريين يومًا على الإطلاق".
تابع "هذا الأمر جعلني أتدرج في المناصب الوظيفية بالمصنع بمعاملات مُنصفة حتى أصبحت أنا حاليًا المدير الرئيسي له، موضحًا أن ذلك يعكس كيف مُنح بذلك كافة فرص الترقيات مثله مثل باقي زملائه المصريين"
وأردف "ليس هذا فقط بل تزوجت من سيدة مصرية، وأنجبت منها أبنائي الثلاث الذين يدرسون جميعًا حاليًا في الجامعات المصرية، ولا يعانون أي مُشكلات تتعلق بأن آباهم سوداني الجنسية وذلك بجميع مراحل طفولتهم حتى الآن".
أما عن رأيه فيما تردد حول معاملة السلطات المصرية للسودانيين بشكل سيئ قال "أبدًا لم يحدث على الإطلاق" موضحًا أنه حتى في حال خالف المواطن السوداني القواعد والقوانين المصرية، لا يحدث أي تصرف من قبل السٌلطات الأمنية، إلا قبل الرجوع إلينا بصفتنا متحدثين باسم الجالية ومسئولين عنها، وهو ما يعكس مدى الاحترام الذي نلاقيه في بلدنا مصر"، "بناخد أكتر من حقنا كمان".
رئيس تجمع الإعلاميين السودانيين بمصر: قضيت في مصر40 عامًا لم أرى فيهم شكوى من التمييز
المٌهندس صلاح غريبة رئيس تجمع الإعلاميين السودانيين بمصر والمسئول عن صفحة "سودانيون في حب مصر" على الإنترنت، أوضح أنه يعيش بمصر منذ 40 عامًا وخلالهما لم يجد يومًا واحدًا أي شكلًا من أشكال التمييز ضده أو ضد غيره من السودانيون على أرض مصر.
تابع أنه درس الميكانيكا في معهد التكنولوجيا بحلوان، قبل أن يٌصبح كلية الهندسة، كما تزوج في مصر وأبنائه الثلاث جميعهم بكليات القمة، وأخذوا جميعهم فرصهم كافة لتحقيق النجاح والتفوق.
أضاف أنه على مدار الـ40 عامًا لم يرده أي شكوى من سوء معاملة وقع في حق ايًا من السودانين بمصر، موضحًا أن عدد السودانيين في مصر يقرب من 6 ملايين نسمة، وهو ما يمثل شعبًا بحد ذاته، وعدم وجود أيَا من الشكاوى طيلة تلك العقود والسنوات الطويلة يوضح مدى قوة العلاقة التي تجمع بين المصريين والسودانيين حيث أنهما كان ولا يزال شعبًا واحدًا وأجداد السودانيون اشتركا مع اشقائهم المصريون في السلم والحرب، إذ يجمع بينهما تاريخ مشترك عميق الصلة والروابط.
رئيس الجالية السودانية بالقاهرة: مصر أكثر دولة ساندت السودان وشعبها
لاصحة لتلك الشائعات ولا شئ يؤرق المواطن السوداني على أرض مصر على الإطلاق" كلمات الدكتور حسين عثمان رئيس الجالية السودانية بالقاهرة في حديثه لـ"الدستور" موضحًا أنه لايوجد دولة تقف وتساند السودان وأبناؤها مثلما فعلت مصر دائمًا ولا زالت تفعل.
تابع أن العلاقات بين الشعب المصري وكذلك السلطات المصرية، وبين السودانيون تتميز بالألفة والمحبة، موضحًا أن المواطن السوداني له في مصر كامل الحق بالعمل مثله في ذلك مثل المصري، وكذلك حقه في التملك، لافرق بينه وبين المواطن المصري، وغيرها من الحقوق التي يتساوى فيها المواطن السوداني مع المصري على أرض مصر، وهو ما يٌبين ما يتمتع به السوداني من مميزات على أرض مصر.
وقد أوضح الدكتور حسين أنه جاء إلى مصر منذ 13 عامًا، وتخرج من كلية التجارة جامعة طنطا، كما كان لاعبًا لكرة القدم في منتخب الوافدون لذا فلديه انتماءً كبيرًا لمصر وشعبها، وهي تلك الحالة التي يعيشها أغلب السودانيون بوجودهم في مصر.