أعمال أدبية كُتبت فى شهر رمضان.. «البشمورى» رواية لسلوى بكر كتبتها عام 1998
عادة خلال أيام شهر رمضان الفضيل لا يفضل أهل الكتابة كتابة نصوصهم الأدبية وقضاء وقته فى قراءة الأعمال الأدبية، وممارسة الطقوس الروحانية والدينية؛ وإن كان ذلك ليست قاعدة تنطبق على جميع أهل الكتابة.
عن النصوص الأدبية التى كتبت خلال شهر رمضان؛ ذهبنا إلى الروائية سلوى بكر لتتحدث لنا عن أبرز نصوصها الموسومة التى كتبت فى الشهر الفضيل.
الكاتبة سلوى بكر قالت إن من الروايات التى كتبتها فى شهر رمضان المبارك، رواية "البشمورى" والتى كتبت فى شهر رمضان سنة 1998.
وأضافت "بكر" فى تصريحات لـ"الدستور"، أن قصة "مائدة الرحمن" لم تتذكر ما إذا كانت كتبتها خلال شهر رمضان أم لا، وإن كانت أجوائها تتناول الشهر الفضيل.
“مائدة الرحمن”.. قصة عن أجواء رمضان من “نونة الشعنونة”
"مائدة الرحمن" القصة الثانية من بين قصص مجموعتها القصصية الموسومة “نونة الشعنونة”، وهي تتناول سماحة الإسلام في المعاملة مع المسيحي من خلال شخصية جرجس الذي دفعته حالته البائسة والعوز والحاجة للسفر إلى القاهرة لأول مرة بحثا عن العمل، وسؤاله عن عنوان صاحب جنة رضوان دفعه للجلوس إلى مائدة من موائد رمضان دون سابق إنذار بعدما غلبه الجوع والتعب: “…وبرك على الأرض إلى جانب الجالسين، وما أن تعالى آذان المغرب من عدة مآذن، حتى هجم على المائدة مع الهاجمين.
“البشمورى”.. رواية تتناول ثورة البشامرة “الفلاحين القبط”
"البشموري" تتحدث عن فترة مهمة في حياة مصر القديمة في ظل الحكم الإسلامي، ويعد المصدر الرئيس لكتاب سلوى بكر الذي نتناوله في هذا العرض هو تاريخ الكنيسة القبطية – تاريخ الآباء البطاركة – للأب سايروس بن المقفع الذي اعتمد مزج التفاصيل الصغيرة بالأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عرضه تاريخَ مصر. فهو المؤرخ الوحيد الذي تطرَّق إلى ثورة البشامرة، الفلاحين القبط، وغيرهم ضد الخليفة المسلم، حاكم البلاد – مع العلم أن الكنيسة القبطية آنذاك أيدت الحكم الإسلامي ضد ثورة البشامرة وتوسطت لإقناعهم بدفع الخِراج للدولة وإعلان الطاعة؛ مما يجعل الرواية تعكس آخر مشهد في حياة مصر قبل تحوُّلها إلى دولة مسلمة بعد أن عرَّبت الكنيسةُ القبطيةُ الصلاةَ فيها.
تجري أحداث الرواية في عهد الخليفة المأمون، الذي قضى على ثورة البشامرة، حتى لم تقم لهم بعد ذاك قائمة. ثم استخدم الخليفة المعتصم الأسرى الأقباط الذين جُلِبوا إلى بغداد، مركز الخلافة، للقضاء على "ثورة الزلط" (وفي مصدر آخر: "الظط") في جنوب بغداد، نظرًا لمعرفتهم (أي الأسرى الأقباط أو البشامرة) بخصائص الماء والتراب وجغرافية الأرض الموحلة.
تبدأ الرواية بإرسال الكنيسة ممثِّلَين عنها، هما الشماس ثاونا الناضج الحكيم وبدير بطل القصة وخادم الكنيسة، إلى البشامرة لإقناعهم بالتخلِّي عن ثورتهم ضد الخليفة وبقبول دفع الخِراج للدولة. وفي الطريق تبدأ الصعوبات: فجغرافية شمال مصر شيء متحول، حيث يقوم النهر العظيم بتغيير جريانه عدة مرات خلال الفصول تبعًا لقوة المياه، فتتغير مواقع فروعه. وتبدأ بالنسبة للكاتبة صعوبةُ استعادة أمكنة الأحداث؛ فالقرى المذكورة قد اندثرت من الخريطة.