200 عام من الحياد: السويد تدخل المعتركات السياسية
تعد السويد من أقدم الممالك في شمال شرق أوروبا وأكثرها قوة بسبب اقتصادها، فهى دولة معروف عنها سياستها الحيادية وابتعادها عن الأزمات السياسية والبحث الدائم عن الترفيه والسعادة.
ومن أجل وقف الحرب، اقترحت روسيا بأن تسير أوكرانيا على مسار النموذج السويدي والنمساوي في الحياد،
إلاّ أن هذه الحرب غيرت كل شىء وعلى رأسها السياسة السويدية التي تخلت عن حيادها بعد مطالب روسيا، حيث فاجأت رئيس وزراء السويد ماجدالينا أندرسون العالم أمس، بأنها لا تستبعد التقدم بطلب للانضمام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ليعد أول تغيير في السياسة السويدية منذ أكثر من قرنين التي تنص على رفض الانضمام لأي تحالف عسكري.
الحياد السويدي
منذ تأسيس المملكة السويدية عام 1521، خاضت السويد الكثير من الحروب حتى تراجع نفوذها بشكل كبير عام 1720 واكتفت من الحروب حتى بدايات القرن التاسع عشر وقيام الإمبراطورية الفرنسية لتخسر السويد المزيد من أراضيها.
مع مطلع القرن القرن العشرين، تخلت السويد عن المعارك والحروب واتبعت ما عرف باسم "الحياد السويدي" التي بدأت عام 1812.
وامتنعت السويد منذ هذا الوقت عن المشاركة في أي حروب والتزمت بالحياد التام وهي السياسة التي استمر لأكثر من قرنين.
محطات الحياد السويدي
وخلال الحرب العالمية الأولى، التزمت القيادة السويدية الصمت، ولم تنحز لأي طرف على الرغم من التشتت الشعبي بين التعاطف مع الإمبراطورية الالمانية والعلاقات التجارية القوية مع فرنسا وبريطانيا، إلا أن هذه الحرب زادت من اقتناع الشعب والعائلة المالكة السويدية بفوائد الحياد وهو الأمر الذي اتبعته النمسا والدنمارك.
وخلال الحرب العالمية الثانية، رفضت السويد دعم أي طرف، إلا أنها لم تقاوم تقديم دعم غير مباشر إلى فنلندا التي كانت سابقا جزءا منها، فدّعمت خطوة الآلاف من المتطوعين للقتال بجانب فنلندا ضد الاتحاد السوفيتي.
وبعد انقسام العالم لكتلة شرقية وأخرى غربية رفضت السويد أن تكون جزءا من هذه اللعبة ولم تنضم للناتو على الرغم من سياستها العسكرية الداعمة للعالم الغربي.