على أمين والسينما: شلن «أم المصريين» بوابته لعالم الفن السابع
لا يختلف أحد على الموهبة الصحفية لكل من علي أمين يوسف وشقيقه مصطفي ومغامرتهما فى صالات التحرير وخارجها وعذابتهما فى بلاط صاحبة الجلالة حتى بعد تأسيسهما لدار أخبار اليوم مرورًا بتأميمها، لكن ما يشغلنا فى ميلاد على أمين هو البحث عن الوجوه الإبداعية الأخرى له بعيداً عن عالم الصحافة؛ ولعل معشوقته السينما بوابة لم يلج منها بعض النقاد إلى عالمه الذى مازال يعرفه به الجميع كصحفي.
وفى ذكرى رحيل الكاتب الصحفى الكبير على أمين الـ46، اليوم، إذ توفى فى 28 مارس 1976، نكشف عن السينما فى حياته وحبه الفن السابع معشوقته الأولى منذ الطفولة:
شلن "أم المصريين" بوابته لعالم السينما
"علمتنى زوجة سعد زغلول (أم المصريين) حب القراءة. كانت ترفض أن تعطيني شلناً أذهب به إلى السينما إلا إذا رتبت كتب سعد زغلول، ولهذا كنت أحبس نفسي ساعات فى مكتبة سعد زغلول أمسح ترابها وأرتبها فى مكانها"؛ بهذه الكلمات كشف على أمين عن بداية حبه لعالم السينما وهو ما جاء فى كتاب "على أمين.. شخصة ومدرسة" للدكتور عبد الله زلطة، ولكن كيف كانت السينما المصرية فى هذا الوقت؟.
في 1927 كان عمر على أمين 13 سنة؛ وقتها تم إنتاج وعرض أول فيلمين شهيرين هما "قبلة في الصحراء" والفيلم الثاني هو "ليلى" والذى قامت ببطولته "عزيزة أمير"، وهي أول سيدة مصرية اشتغلت بالسينما، وقتها كانت الإسكندرية تشهد نجاح شركة لصناعة الأفلام وعرضها لصاحبها المخرج محمد كريم، وهى الشركة التي استطاعت إنتاج فيلمين هما "الأزهار الميتة" و"شرف البدوي" وتم عرضهما في مدينة الإسكندرية أوائل عام 1918، وفي 1922 ظهر فيلم من إنتاج وتمثيل "فوزي منيب" مكون من فصلين تحت اسم "الخالة الأمريكانية".
وشهدت مرحلة الشباب لعلى أمين حالة من الازدهار فى عالم السينما بمصر منها على سبيل المثال عرض فيلم "أولاد الذوات" وهو أول فيلم مصري ناطق قام ببطولته يوسف وهبي وأمينة رزق كما شهد هذا العام ظهور أول مطربة مصرية، وهي نادرة وذلك في فيلم "أنشودة الفؤاد" الذي اعتبر أول فيلم غنائي مصري ناطق، بينما كان أول مطرب يظهر على الشاشة هو محمد عبد الوهاب في فيلم (الوردة البيضاء).
كتب سيناريو وحوار وقصة فيلمين طوال حياته
رغم حب على أمين للسينما منذ نعومة أظافره؛ إلا أن انشغاله بعالم الصحافة دفعه بعيدًا عن معشوقته الأولى السينما للدرجة التى جعلته لم يكتب طوال حياته سوى سيناريو وحوار فيلم "دموع الفرح" عام 1950 بالاشتراك مع بديع خيرى وأحمد سالم.
فى الوقت نفسه، لم يكتب على أمين طوال حياته سوى قصة فيلم هو دليلة إنتاج عام 1956 وهو من نوعية الأفلام الاستعراضية وقام ببطولته كل من شادية، عبد الحليم حافظ، زوزو ماضي، رشدي أباظة، عبد الوارث عسر، فردوس محمد، زبيدة ثروت، ويعد أول فيلم مصري ملون بطريقة السكوب.