«زكي رستم حبس المساعد وضربه بالكرباج».. حكايات غريبة لمدير التصوير سعيد شيمي
العديد من الحكايات يقصها مدير التصوير الكبير سعيد شيمي في كتابه "حكايات مصور سينما.. الغريب والخفي أثناء عمل الأفلام" والصادر حديثا عن دار الهالة للنشر والتوزيع.
الكتاب صدر في 248 صفحة من القطع المتوسط ويحتوي على العديد من المواقف التي عاشها مدير التصوير الكبير سعيد شيمي، ومن هذه الحكايات ما سيأتي..
قمنا بلف الممثلين بالنايلون
تعاقد المنتج السينمائي والموزع اللبناني طنوس فرنجية مع مدير التصوير سعيد شيمي على تصوير فيلم "عذاب الحب" إخراج علي بدرخان، والفيلم غنائي استعراضي صور ما بين الإسكندرية ولبنان، وكان من بطولة عماد عبدالحليم ومديحة كامل، وكانت المرة الأولى التي يقف فيها فاروق الفيشاوي أمام كاميرات السينما.
السفر والتصوير في لبنان كان مقلقًا وخاصة بعد أن قامت الحرب الأهلية هناك عام 1975، ولكن طنوس أكد لنا أن الأمور العامة تسمح بالتصوير، وبالفعل بدأنا لفيلم في الإسكندرية صيفًا بالملابس الصيفية للأبطال على الشاطئ، في جو من الغناء والاستعراضات، ثم تأخر السفر إلى لبنان لتكملة التصوير لأسباب عديدة، منها تصاريح لبنان نفسها، والقلاقل التي كانت تحدث بين الحين والآخر، لكننا سافرنا أخيرًا إلى هناك في شهر ديسمبر في عز الشتاء والبرد والثلج في الجبال.
يواصل شيمي: "مشاهد الفيلم كان من المفترض أنها متسلسلة، وتتم الأحداث في أوقات متقاربة- أي صيفًا- لكن التصوير في الجو شديد البرودة أتعب الممثلين وهم يرتدون الملابس الصيفية، ونحن نرتب لتظهر الصورة والشمس مشرقة والزمن صيفًا، ومع الأسف أصبح الممثلون يرتعشون من البرد، والتمثيل "باظ"، والحب طار في المشاهد، وبدلًا منه جاء البرد والإنفلونزا، توقفنا لأيام، ثم فكر أحدهم في شىء مجنون، أن نلف الممثلين بالنايلون تحت الملابس لمنعهم من البرد، وحدث وأكملنا التصوير في المناظر الخلابة في جبال لبنان بين أشجار الأرز والخضرة الشاحبة في الشتاء".
ويواصل:" كنا نقيم في فندق بحي راقٍ يسمى "الحمراء" في قلب بيروت، وفي ليلة ونحن نيام بعد تعب اليوم اهتزت أسرتنا، وسمعنا صوت انفجار شديد ومهول، جرينا للخروج من الفندق، لكن منعنا من الخروج حراسه، ففي خارج الفندق دارت معركة بالأسلحة الثقيلة بعد تفجير مقر حزب من أحزاب لبنان كان مقره قريبًا من الفندق".
ويستطرد: "اجتمعنا مع المنتج طنوس وطلبنا منه تسهيل السفر والإسراع فيه، ثم نكمل التصوير في الأقصر ونغير الأحداث، وقلنا له إنه من الممكن أن يفجر الفندق نفسه في اليوم التالي، لكن طنوس يحب بلده ويريد أن يتم تصوير الفيلم فيه، فأتى بصاحب الفندق وأفهمنا أننا في أمان، وما حدث لا شىء أمام ما حدث سابقًا".
زكي رستم انهال عليه بالكرباج
يقول سعيد شيمي: "من الحكايات الطريفة عن زكي رستم أنه كان يقدس ضبط المواعيد، ويحضر إلى الاستوديو في الساعة والدقيقة بالتمام، ويحضر مع مساعد الريجس، ومساعد الريجس هو الرجل الفني المسئول عن تبليغ الممثلين والفنيين في الفيلم بموعد ومكان التصوير وغير ذلك.
وقد كان الفنان لا يملك سيارة فيمر عليه المساعد في الوقت المحدد تماما، وعندما يرن الجرس يخرج إليه زكي رستم ويتحرك معه في التاكسي إلى مكان التصوير.
وفي إحدى المرات قبل الموعد رن جرس الباب، ففتح زكي رستم الباب ليجد المساعد، فأدخله إلى منزله وأغلق الباب من الداخل بالمفتاح، ثم دلف إلى داخل الشقةوأحضر كرباجا وانهال عليه ضربا، ثم فتح الباب وطرده.
هذه الحكاية سمعتها من السينمائيين وتعكس كم كان هذا الفنان منضبطا في حياته، لم يزوج وعاش وحيدا لفنه حريصا لا يقبل الفوضى والخطأ بتاتا".
"نشن على عيني".. حكايات الضرب بالرصاص
ويحكي شيمي موقفا حدث في فيلم الإمبراطورة فيقول:" كان فيلم الإمبراطورة إخراج علي عبد الخالق، وبطولة نادية الجندي، وصورنا جزء من الفيلم في لبنان، وكانت هناك مطاردات وضرب رصاص وما إلى ذلك من شغل السينما، وبالطبع ضرب الرصاص "فشنك"، صوت فقط، ولا مقذوف يخرج من الأسلحة إلا ورق صغير بسيط يسد به فوهة الرصاصة".
وفي لبنان لم نكن نعلم أنه يستعملون "فشنك" مصنع يدويا، يستخرجون الرصاصة من مظروفها ويسدون فوهة المظروف بالشمع، وأثناء التصوير يطلب المخرج توجيه ضرب الرصاص إلى منطقة معينة، فيتطوع المخلص مدير الانتاج "رسمي"بأن يقف في اتجاه الضرب الفشنك، ويقول لهم:" نشن على عيني" ويبدأ شوط الضرب بالرصاص، لنسمع صوت رسمي يصرخ ويصيح:" آه يا عيني".
ووقع رسمي على الأرض، فجرينا نحوه لنجد على وجهه بقع الشمع المنصهرة من طلق الرصاص، وقد لصقت ساخنة عليه، والحمد لله أنها لم تأت في عيه ، جرينا به إلى المستشفى ومن وقتها حرمنا نقول:" نشن على عيني".