فادي عاكوم: لبنان يحتاج 20 عامًا للتعافي من أزماته.. والمصارف «بلعت» أموال المودعين (حوار)
أكد الكاتب الصحفي اللبناني فادي عاكوم، أن الوضع المعقد في البلاد يزداد سوءا يوما بعد يوم، خصوصا في ظل عدم تنفيذ الإصلاحات التي يطلبها البنك الدولي والمانحون الدوليون، لافتا إلى أن الحرب الأوكرانية ألقت بظلالها على الأزمات اللبنانية لتزيدها تعقيدا.
وقال عاكوم في حوار مع "الدستور"، إن أزمة البنوك وتداعيات الحرب جعلت اللبنانيين يستقبلون شهر رمضان وسط عدم القدرة على شراء الاحتياجات الأساسية، مشيرا إلى أن الانتخابات النيابية المقبلة لن تسفر عن حل لمشكلات لبنان المعقدة التي تحتاج إلى 20 عاما للتخلص منها.. وإلى الحوار.
ما تأثيرات أزمة المصارف اللبنانية وعملية الإضراب على حياة اللبنانيين؟
هذه المعركة التي تخوضها المصارف ليست موجهة إلى المواطنين، ولكن هناك خلافات بين البنوك وعدد من الأطراف السياسية يتم استغلال القضاء فيها، ولا يمكن القول إن المواطنين لن يتأثروا بهذه الأزمة، فالمصارف "بلعت" أموال المودعين ولديها أزمة كبيرة في تسليم الناس أموالهم، والتأثير على الشعب سيكون جزئيا بالنسبة للتحويلات الخارجية وغيرها.
كيف تأثرت حركة الشراء في لبنان قبيل شهر رمضان في ظل الأزمة الاقتصادية؟
بكل تأكيد الأزمة الاقتصادية أثرت على حركة الشراء، فاللبنانيون يستقبلون شهر رمضان هذا العام وسط ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة، فالحد الأدنى للأجور، وحتى أربع أضعافه لن تمكن المواطن من شراء الاحتياجات الأساسية في هذا الشهر الفضيل، والتأثير قد يمتد إلى العلاقات الاجتماعية أيضا، خصوصا في ظل عجز كثير من الأسر عن تنظيم العزومات العائلية والإفطار الجماعي وتبادل الزيارات بين الأسر.
ما تداعيات الحرب الأوكرانية على الوضع اللبناني المعقد؟
الحرب الأوكرانية أثرت على كل دول العالم، لكن لبنان سيكون على رأس الدول الأكثر تضررا، خصوصا بالنسبة للقمح والمواد الأساسية التي نستوردها من أوكرانيا، فضلا عن ارتفاع أسعار النفط وزيادة تكلفة الشحن ونقل البضائع، وهذا مأزق إضافي على الدولة اللبنانية، ويستنفذ ما تبقى من أموال في الخزانة العامة.
وما الذي تمثله الانتخابات النيابية المقبلة للبنانيين؟
اللبنانيون منقسمون إلى 3 فرق؛ الأول يرى الانتخابات النيابية المقبلة فرصة للتغير، وإحداث فرق كبير، لكن حسب تحليلات المحللين السياسيين والمراقبين فإن فرصة التغيير صعبة جدا، بسبب هيمنة القوى الحالية على المشهد، واستخدام الرشى الانتخابية لتثبيت الوضع على ما هو عليه. والقسم الثاني يتمثل في حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع الذي يحاول استمالة أبناء الطائفة السنية لزيادة كتلته النيابية، وهو ما حذر منه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري. والقسم الثالث يتمثل في حزب الله الذي يحاول السيطرة على الكتلة النيابية لاختيار الرئيس المقبل والتحكم في المشهد.
هل يمكن أن تسفر الانتخابات عن نتائج تحل مشاكل لبنان المعقدة؟
الأوضاع ستظل كما هي، والإصلاح أمر بعيد المنال، ومن المتوقع أن يبقى الشكل النيابي على ما هو عليه، فالأوضاع في لبنان تنتظر حلا من الخارج وليس من الداخل، سواء في الملفات السياسية أو الاقتصادية، وتقاربات إيران والولايات المتحدة، أو السعودية وإيران، ستنعكس على الوضع اللبناني، خصوصا أن الإجراءات الإصلاحية التي يطلبها البنك الدولي والجهات المانحة أهمها وقف الهدر، وإيجاد صيغة جديدة للحكم بدلا من الطريقة التي تدار بها الدولة من خلال المحاصصة الطائفية.
كم عاما يحتاج لبنان للتعافي من أزماته الاقتصادية؟
حسب تقارير الاقتصاديين، يحتاج لبنان من 10 إلى 20 عاما للتعافي الكامل، وإذا وافق البنك الدولي والجهات المانحة ودول الخليج على ضخ الأموال والاستثمارات في لبنان، فإن المواطن سيشعر بالتعافي الأولي خلال 3 سنوات، وكلما تأخر الحل سيزداد الوضع سوءا.
وما توقعاتك لبقاء الرئيس ميشال عون في منصبه؟
مسألة الرئيس اللبناني لا تعتبر داخلية، فالرئيس عون وصل إلى الرئاسة بعد فراغ رئاسي استمر 3 سنوات، وبعد توافق سعودي أمريكي إيراني، والخوف الآن من أن يوتر جبران باسيل صهر عون الأمور؛ ليتمكن من معالجة خلافاته مع بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة والسعودية، بسبب علاقته مع حزب الله، والتمديد لميشال عون يعني وصول باسيل إلى كرسي الرئاسة بشكل غير مباشر.
وما الأسماء التي قد تخلف عون في منصب الرئاسة؟
سليمان فرنجية له علاقات جيدة مع إيران والسعودية وسوريا، وسيحاول عدم الدخول في مسألة الفراغ. وهناك أمر تتفق عليه الدول الكبرى أن يتسلم العماد عون قائد الجيش رئاسة الجمهورية، وهو شخص مقبول، وهذا ليس غريبا، فآخر أربع رؤساء جاءوا من خلفية عسكرية، وكحل وسط، والعماد عون يترأس الجيش الذي يعتبر المؤسسة الوحيدة التي تحظى باحترام الداخل والخارج على حد سواء.