«رئيس الملتقى العالمي للتصوف»: السعادة والاطمئنان أصلها الإيمان و ظاهرها الرحمة والإحسان
كيف نحصل السعادة؟ وما علاقتها بالإيمان؟ وكيف نظر إليها الإسلام؟ وما هي الأسس والقواعد التي وضعها لها؟ وما هي تجلياتها في العلاقات الإنسانية؟ أسئلة وغيرها تولى الإجابة عنها رئيس مؤسسة الملتقى الدكتور منير القادري رئيس الملتقى العالمي للتصوف، خلال مداخلته في الليلة الرقمية السابعة والتسعين ضمن فعاليات ليالي الوصال الرقمية التي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال.
وأشار "القادري" في مستهل كلمته الى أن السعادة والاطمئنان ليست معاني مادية وإنما هي معاني روحية، تتجلى في معاملة الإنسان للخلق بالإحسان رجاء في ثواب الله، مذكرا بقوله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"، إضافة إلى إيراده لبعض الاقوال المأثورة.
وأضاف "القادري" أن الإسلام وضح الأسس والقواعد التي تقوم عليها حياة القلب وسعادته، وأن من أخذ بها وطبقها منحه المولى السعادة الحقة والحياة الطيبة المطمئنة، وإن كان فقير الحال، وتابع أن من لم يطبقها أو تغافل عن أسبابها وأعرض عن مقوماتها شقي وأصابه الحزن والكمد والقلق وإن كان غنيا وقويا، مستشهدا بالحديث الشريف :(أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ. أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مضغة، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ").
وزاد أن طريق السعادة لم تكن يوما في تحقيق متطلبات العقل و الجسد فقط، وتابع أن السعادة كل السعادة في أن يملك الرجل نفسه، والشقاوة كل الشقاوة في أن تملكه نفسه.
وأوضح أن حقيقة السعادة ومدارها في طاعة الله تعالى، والإيمان به، وإتباع هدى نبيه صلى الله عليه وسلم، مستشهدا بقوله : "فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى". (سورة طه).