أحمد زكي مرّ من هنا.. حكايات جديدة من عمارة «البيه البوّاب» (فيديو)
في مبنى عتيق بشارع معمل السكر في قصر العيني بوسط القاهرة، ترتسم ملامح عرفتها الشاشة المصرية جيدًا في فيلم «البيه البواب» جدران علقت بذاكرة المشاهدين لتمتزج مع بطلها الفنان الراحل أحمد زكي الذي مرّ من هنا في رحلة تصوير المسلسل قبل عقود.
17 عامًا منذ أن غادر الإمبراطور عالمنا في السابع والعشرون من مارس، كانت أنفاسه الأخيرة تغادر دنيا الفن الذي معه وله سنوات عمره راسمًا الابتسامة على شفاه الجمهور في الوطن العربي، وزيرًا في مرة، بوابًا في أخرى، رياضي رشيق في طلة أخرى، وغيرها من الأدوار التي قدم خلالها فن جعله على قيد الحياة بعد أن وارى جسده الثرى.
«البواب عبد السميع» كان حاضرًا في تلك العمارة التي تقع في حي جاردن سيتي الراقي، التفت الجماهير حول موقع التصوير لتشاهد معشوقها ونجم الشاشة الأول أحمد زكي وهو يرتدي جلبابه، مقنعًا بالعمامة، يعلو وجهه شارب طويل في شخصية اتقنها وعاشها في الفيلم.
حمدي الضوي كان واحدًا ممن وقفوا يشاهدون بلهفة، اقترب من عمارة شويكار ليسترق نظرات للنجم الأول في عصره لا زالت نظراته عالقة في ذاكرته، ليروي لـ«الدستور» أنها كانت سعيدة للغاية بالنسبة له كونه شاهد الفنان الذي استطاع أن يجسد حياة المصريين بفئاتهم المختلفة، ويقدم فن راقي ما زال يعيش في وجدان بني الوطن، مضيفًا أنه لا أحد يمكنه أن يحل محل «زكي»، وأن محاولات نسخ شخصيته؛ لن تُجدي نفعًا بالتأكيد.
هكذا تذكر أهالي الحي الراقي البيه البواب الذي ظل يبدع حتى أنفاسه الأخيرة، وظل يطور أعماله من خلال التنوع، الذي سلبه جزء كبير من عمره وشخصيته، إذ جسد أدوار متنوعة، وتمكن من إقناع الجمهور بها، فجسد البواب، وطه حسين، وتاجر المخدرات، ومتعاطيها وبواب، ووزير، وطالب، ومدرس، ومصور، وضابط، علاوة على الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات، وملاكم.
رحل أحمد زكي منذ 17 عامًا، تاركًأ روحه وأعماله الخالدة، إرثًا للفن والمبدعين، ونموذجًا لن يتكرر في العالم العربي مرة أخرى.