السلفيون والإخوان.. برهامي يثير حفيظة قيادات الإرهابية.. والدعوة السلفية "التكفير متأصل داخل الجماعة"
تجددت المناوشات بين جماعة الإخوان الإرهابية والدعوة السلفية مرة أخرى عقب إعلان الأخيرة موقفها الرسمي من الجماعة على لسان نائب رئيسها ياسر برهامي، مؤكدين أن التكفير لم يكن شيئا عارضا في تاريخ الجماعة كما يزعم عناصر الارهابية.
وقال عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، صدمنا بأن واقع الاخوان بعد ثورة ٣٠ يونيو ممتلئ بالتكفير والعنف، وكنا نعلم كثيرًا مِن الجدل الدائر حول فكر التكفير في الإخوان في فترة الخمسينيات والستينيات، لافتا إلى أن تاريخهم في هاتين القضيتين قد أُسدل عليه الستار بتأليف كتاب "دعاة لا قضاة"؛ إلا أن إعادة إنتاج خطاب التكفير والعنف بعد ٣٠ يونيو قد نسف هذا التصور.
وأضاف المتحدث السابق باسم الدعوة في بيان له أمس، أن إبراهيم الزعفران القيادي السابق بالجماعة، قام بالرد على برهامي من خلال بيان له عبر فيسبوك، ادعا فيه أن التكفير كان شيئًا عارضًا في تاريخ الإخوان، وأن بابه قد أُغلق بكتاب: "دعاة لا قضاة"، وأن مَن رفض مِن الإخوان الكتاب فُصل مِن الجماعة، مشيرًا إلى أن التكفير المستبطن الذي تطرق له برهامي أشد خطرًا مِن "التكفير المعلن"؛ لأن صاحبه سيظل يدعي أنه بريء مِن التكفير، موجها رسالة إلى الزعفراني بأنه يعرف جيدًا أن ما ردده بشأن فصل أحد من الجماعة هذا ليس مثالًا مِن نسج الخيال، بل امر واقعي حدث بقيام احد الإخوان بالافتراء على آخر أقدم منه في الجماعة بسبب ترشحه للانتخابات الرئاسية ٢٠١٢.
وأكد الشحات: أن كثيرا ممن يدعي الإنصاف سيقول لا تصدقوا أن الإخوان الذين كان شعارهم: "نحمل الخير لمصر!" يمكن أن يحرقوا أو يدمروا!، لافتا إلى أن مدعي الإنصاف سيظلون مصرين على أن نكذِّب أعيننا وآذاننا، ونقول للبلتاجي: ويحك! لماذا تكذب على جماعتك وتربط بين قضيتها وبين العنف في سيناء.
وكال المتحدث السابق باسم الدعوة شن هجوم على عدد من قيادات الإرهابية وانصارها الهاربين في الخارج وعلى رأسهم عصام تليمة سكرتير القرضاوي السابق، ووجدي غنيم، والإعلامي الإخواني محمد ناصر العامل بقناة مكملين الإخوانية، متسائلا: "ماذا عن "خطة الردع" التي سجَّلتها كتب "تنظيم 65"؟!".
وأكد عبد المنعم الشحات، أن جماعة الإخوان صرحت من خلال عناصرها بأن يقولوا لا تصدقوا كل ما كُتب، فبعضه كتب بإملاءٍ مِن الأنظمة عما حدث في كتب تنظيم ٦٥، مشيرًا إلى أن المفاجأة كانت في خروج القيادي الإخواني "أشرف عبد الغفار"، ليعترف على الهواء بأن مِن الأنشطة الثورية التي يقوم بها الإخوان بتدمير أبراج الكهرباء.
فيما شن القيادي بالدعوة السلفية المهندس أحمد الشحات هجوما حادا على عناصر وأنصار الجماعة الإرهابية، حيث أكد أن خالد سعيد لم يكفه أنه كان يشغل وظيفة المتحدث باسم "الجبهة القطبية" المسمَّاة زورًا بـ"الجبهة السلفية"، بل تطرق إلى أن يكون المدافِع والمحامي عن كافة التيارات القطبية والتكفيرية بدءًا بـ"سيد" و"محمد قطب"، ومرورًا بـ"شكري مصطفي" و"عبد المجيد الشاذلي"، وانتهاءً بـ"حازم أبو إسماعيل، وفي القلب منه الدفاع المستميت عن الوجه القطبي لجماعة الإخوان.
وأضاف أحمد الشحات في بيان له أمس، أن ياسر برهامي هو وغيره من شيوخ الدعوة السلفية شهود على العصر، بل إن ما لديهم مِن شهادات موثَّقة عن الأحداث منذ 25 يناير وحتى الآن، تكفي لتأريخ مكتمل الأركان عن تلك الفترة، منوهًا إلى أن المدعو الذي يقوم بالدفاع عن الجماعة في وجه برهامي كان ينتقدها ويهاجمها في العديد من المواقف السابقة، وكان يظهر عيوبها على الملأ ويؤكد فشلت في العديد من الدعوات التي دعت إليها للخروج للتظاهر عقب أحداث 25 يناير.
وأكد القيادي بالدعوة السلفية، أن سعيد المدافع عن الجماعة لم يسير بجانبها حتى يومنا هذا، ولكنه أعلن في نهاية عام 2014م، انسحاب جبهته مما يسمَّى: بـ"تحالف دعم الشرعية"، مؤكِّدًا أن الانسحاب منه له أسباب كثيرة، وجاء بعد انسحاب حزب الوسط والجماعة الإسلامية، واقتصر التحالف على جماعة الإخوان وعدد من الشخصيات الشكلية التي لا توجد لها كيانات تدعمها.
لافتًا إلى أن موقفهم مِن "السلفية" بصفة عامة "ومِن الدعوة السلفية بصفة خاصة" موقف شديد السلبية، فعادة ما يصف هؤلاء الرموز السلفية بأوصاف ذميمةٍ، مشيرًا إلى أنه حينما قام مذيع قناة الجزيرة بسؤاله عن الفرق بين الجبهة السلفية والدعوة السلفية، قال له بالحرف الواحد: "هو كالفرق بين العميل والشريف!".