ننشر نص كلمة شيخ الأزهر بمناسبة الاحتفال بليلة القدر
هنّأ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الرئيس عبدالفتاح السيسي، والأمة الإسلامية بليلة القدر المباركة.
واستعرض الإمام الأكبر خلال كلمته في حفل ليلة القدر كيف حفظ الله، عز وجل، القرآن الكريم.
وقال شيخ الأزهر إنه على الرغم من مرور ما يقرب من 15 قرنًا من الزمان على نزول القرآن الكريم، وجيوشُ المتربِّصين به ساهرة تلتمس فيه العيوب وتُفتِّش عن الهفوات، إلَّا أنهم فشلوا في ذلك، مؤكدًا أن القرآن الكريم صنع أمة استطاعت أن تنشر في شرقِ الدُّنيا وغربِها حضارة معجزة بكل المقاييس، لا يزال دَيْنها ثقيلًا في أعناقِ صُنَّاع حضارة اليوم.
وتابع: "لقد تكفل الله بحفظ القرآن الكريم وصيانته وحراسته، ولم يترك أمره إلى أحد من البشر لا من الأنبياء ولا من غيرهم"، مؤكدًا أن القرآن الكريم حرَّر ضمير الإنسان وعقله، وتسامى بنفسه ومشاعره فوق رهق المادَّة وعبوديَّة الغرائز، وإغراء الشهوات واسترقاقاتها.
وتطرق الإمام، خلال كلمته، إلى ظاهرة الإسلاموفوبيا، حيث أوضح أن الغرب تنكر للحضارة الإسلامية التي لا يزال مدينا لها، ويصور الإسلام بالدِّين المتعطِّش لسَفْكِ الدِّماء، مطالبا بتعقبه والإجهازعليه.. مستخدما مصطلحًا كريهًا لقيطًا هو "الإسلاموفوبيا".
وأوضح شيخ الأزهر أنه ما كان للإسلاموفوبيا أن تتجذَّر في الثقافة الغربية لولا التمويلُ الضَّخم المخصَّصُ لدعمِ الاستعمار الحديث وسياسته الجديدة في الهيمنة والانقضاض على ثروات العالَمين العربي والإسلامي، وتقاعسنا نحن، العربَ والمسلمين، ولدينا من الإمكانات الماديَّة والإعلاميَّة ما يمكن أن ننصف به ديننا، ولكنَّا آثرنا اهتمامات أخرى زادتنا ضعفًا، وأطمعت فينا أممًا تداعت علينا كما تتداعى الأكلة على قصعتها.
ولفت إلى أنه لن تجرؤ جريدة أو قناة أو برنامج فضائي في الغرب أو الشرق على مجرَّد النطق بفوبيا ما شئت من المِلَل والنِّحَل والمذاهب.. على الرغم من أن التاريخ يَشْهَد على أنَّ الأديان كلها نُسِبَت إليها أعمال عُنف.
وأكد شيخ الأزهر أنه حينما نذكر المجازر البشعة التي تعرَّض لها المسلمون على أيدي أبناء الأديان الأخرى، فإنَّنا لا نُحمِّلها لهذه الأديان، فهناك فرق هائل بين الأديان والمؤمنين بها، وبين المتاجرين بالدِّين في أسواق السِّلاح وإشعال الحروب، مضيفًا أنه على الرغم من إدانة العالم الإسلامي الدائمة للإرهاب إلا أن كل ذلك لم يفلح في تصحيح صورة الإسلام والمسلمين في نظر الغرب وأمريكا، لأن المطلوب هو: «إدانة الإسلام» ورميَه بأفظع البذاءات والاتهامات.
وطالب شيخ الأزهر، علماء المسلمين وإخوتهم من رجالات الكنائس في الشرق والغرب، أن يبذلوا الجهود المنظمة من أجل مزيد من مكافحة الإسلاموفوبيا.
وأعلن شيخ الأزهر، خلال كلمته، عن سعادته البالغة من حديث السيد الرئيس السيسي المتزن الجريء في مؤتمر القِمَّة الإسلاميَّة بمكة المكرَّمة، حيث أكد أن الرئيس السيسي لمس فيـه بحكمة جرح الأُمَّة النازف بسبب ما اُبتليت به من جماعات العُنف والإرهاب.
واختتم شيخ الأزهر حديثه بتضامن الأزهر بعلمائه وطلابه مع ما طرحه الرئيس السيسي من مطالبة كافة المؤسَّسات المعنية بالتصدِّي لوباء الإرهاب، ووقف خطاب الإسلاموفوبيا، الذي لم يَعُد مقبولًا لا إنسانيًّا ولا حضاريًّا.