جماعات بوذية وهندوسية متطرفة في قفص الاتهام بتفجيرات سيرلانكا
شكلت التفجيرات التي وقعت صباح اليوم الأحد صدمة مروعة للعالم بأثره، حيث شهدت العاصمة السريلانكية كولومبو، وعدد من المدن المحيطة، سلسلة تفجيرات متزامنة، استهدفت عددا من الكنائس، والفنادق، بالتزامن مع عيد القيامة، مما أسفر عن مقتل 156 شخصا، بينهم 35 شخصا يحملون جنسيات أخرى.
ورغم أنه لم تعلن حتى الأن أي جهة مسئوليتها عن الحادث الإرهابي، إلا أن أصابع الاتهام تتجه إلي جماعات بوذية وهندوسية متطرفة في البلاد، حيث تعد سريلانكا أحد أهم معاقل الديانة البوذية، حيث يسيطر البوذيون على 70% من السكان بينما يحتل الهندوس 12% من سكانها، و10% من المسلمين، 7% من المسيحيين.
وبعد حصول سريلانكا على استقلالها في ١٩٤٨ ومنذ ذلك الوقت، نشأ اهتمام كبير بالديانة والثقافة البوذية، ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في البلاد 1983، بين السنهال ذات الأغلبية السكانية، وبين الأقلية التاميلية، أو بعبارة أخرى بين البوذيين والهندوس. ويعاني الأقلية المسيحية بشدة من الصراعات الهندوسية البوذية والتي أصبحوا أهدافًا لها.
ومع أن دستور سريلانكا ضمن الحرية الدينية، حيث تعطي المادة 9 البوذية "المقام الأول" وتطلب من الدولة "حماية دين بوذا والترويج له مع ضمان حقوق الأديان الأخرى في الوقت نفسه، إلا أن العديد من المجموعات البوذية عارضت اعتناق السكان أي ديانات أخري، حيث تشكل مجموعة تعرف باسم "القوة البوذية" (منظمة بودو بالا سينا (BBS)) لحماية ما يعرف بالطابع السنهالي البوذي، كما عارضت ما يعرف ب، جبهة التحرير الوطنية وهم حزب سياسي يقوده بوذيون اعتناق أي ديانات أو عقائد أخري غير البوذية.
وعلى الرغم من أن القانون يلحظ الحق في نشر الدين، إلا ان الأقليات تلقى معارضةً عنيفة عندما تحاول ممارسة هذه الحرية. فعلى سبيل المثال، قام راهب بوذي وأربعة من معاونيه، في 8 سبتمبر2013 باعتداء على كنيسة في منطقة كولومبو.
ويعد "غالابودا أثثي غناناسارا" أشهر الشخصيات المحرضة في حركة القوة البوذية ضد الديانات أو المعتنقات الأخري، وهو الشريك المؤسِّس للحركة والأمين العام الحالي لـ"بودو بالا سينا"، حيث تحدث في نهاية عام 2014، أمام حشد جماهيري بلغ 16 ألف شخص، وقال: إن "قيم الديمقراطية والتعددية الدينية تشكِّل خطرًا على "العِرق السنهالي.